الفتيات أكثر احتمالًا من الفتيان في عزو اخفاقهن الأكاديمي إلى الافتقار إلى الموهبة: بحسب دراسة جديدة
بقلم لوسي أوبور
10 مارس 2022
المترجم : عدنان أحمد الحاجي
المقالة رقم 72 لسنة 2022
Girls more likely to attribute failure to lack of talent: study
by Lucie Aubour
March 10,2022
في جميع أنحاء العالم، من المرجح أن تعزو البنات اخفاقهن الأكاديمي إلى افتقارهن إلى الموهبة [انظر[1] لتعريف الموهبة] بشكل أكثر مما يعزو البنون إلى تلك المشكلة، وفقًا لدراسة كبيرة بشأن الصور «القوالب» النمطية الجنسانية [2] التي نُشرت في يوم مارس 10,2022 «انظر [3] .
وللمفارقة، فإن فكرة أن الذكور هم بطبيعتهم أكثر ذكاءً كانت فكرةً أكثر رسوخًا في الدول التي تمارس المساواتية بين الناس[4] .
هكذا قوالب / صور نمطية تم استكشافها في السابق، لكن الدراسة الجديدة، التي نُشرت في مجلة تقدم العلوم Science Advances «انظر [3] ، تتميز باحتوائها على 500 ألف من الطلبة «طالب وطالبة» من جميع أنحاء العالم، مما يجعل من الممكن عمل مقارنة بين الدول.
استخدمت بيانات من البرنامج الدولي لتقييم الطلبة 2018 «وتعرف باختصار PISA، انظر [5] ، وهي دراسة تُجرى كل ثلاث سنوات لمعرفة المزيد عن معارف ومهارات الطلبة، البالغين من العمر 15 عامًا، في الرياضيات والقراءة والعلوم.
تضمن الاستطلاع الذي أجري 2018 العبارة التالية: ”عندما أفشل / أرسب، أخشى ألا أملك الموهبة الكافية“.
النتيجة: في 71 دولة من أصل 72 دولة شملتها الدراسة، حتى عندما كان أداء الطلبة متساويًا، كانت الفتيات أكثر ميلًا إلى عزو إخفاقاتهن إلى الافتقار إلى الموهبة مقارنة بالبنين، الذين كانوا أكثر ميلًا لإلقاء اللوم على العوامل الخارجية. الاستثناء الوحيد من هذه النسبة كانت المملكة العربية السعودية.
على عكس ما قد يتوقعه المرء، الفروق كانت بارزة بشكل أكثر في الدول الغنية.
وضمن الدول الثرية لمنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية والتي تضم 38 دولة[6] ، قالت 61 في المائة من الفتيات إنهن يوافقن على العبارة الآنفة الذكر، مقارنة ب 47 في المائة من البنين - بفارق 14 في المائة. في الدول غير الأعضاء في منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية، لا زالت الفجوة موجودة، لكن الفرق كان ثمانية في المائة فقط. والفرق كان أكبر أيضًا بين الطلبة ذوي الأداء العالي مقارنة بالطلبة ذوي الأداء المتوسط.
سقف زجاجي[7]
وقال المؤلف المشارك في الدراسة توماس بريدا Thomas Breda من المركز الوطني للبحوث العلمية الفرنسي CNRS وكلية باريس للاقتصاد لوكالة فرانس برس ”ليس لدينا تفسير تام“ لهذه المفارقة.
لكن هذه الغرابة الظاهرة قد لوحظت من قبل، على سبيل المثال من حيث الثقة بالنفس، ومن حيث كون البنون أكثر احتمالية لدراسة العلوم والرياضيات.
الدراسة تبين، وفقًا لـ بريدا، أنه ”مع تطور الدول، لا تختفي الأعراف المتعلقة بالجندرية «بين الاناث والذكور»، بل تعيد صياغة نفسها“.
إحدى الفرضيات هي أن الدول التي تتمتع بمزيد من الحرية تترك في النهاية مجالًا أكبر للأشخاص للعودة إلى الصور النمطية القديمة. هذه الدول تركز أيضًا بشكل كبير على نجاح الفرد، وبالتالي فهي تولي أهمية أكبر لمفهوم الموهبة نفسها.
في المجتمعات التي لا تعطي نفس القدر من القيمة للموهبة، لا يوجد مجال يذكر للناس لتطبيق الصور / القوالب النمطية[8] .
كما أثبت الباحثون أن هناك علاقة قوية بين فكرة كون الطالب / الطالبة أقل موهبة وثلاثة من المؤشرات الأخرى التي تمت دراستها كجزء من الاستطلاع التي أجرته PISA في 2018.
فكلما اعتقدت البنات أنهن أقل موهبةً مقارنة بالبنين، كلما قلّ مستوى ثقتهن بأنفسهن، وكلما قلّ استمتاعهن بفكرة المنافسة، وكلما قلّ استعدادهن للعمل في المهن التي يهيمن عليها الذكور، كتكنولوجيا المعلومات والاتصالات.
وغالبًا ما تُذكر هذه المؤشرات الثلاثة كأسباب قد تساهم في وجود سقف زجاجي يمنع المرأة من الوصول إلى أعلى المناصب.
وقال المؤلفان في الورقة البحثية إن النتائج مجتمعة ”تشير إلى أنه من غير المرجح أن يختفي هذا السقف الزجاجي مع تطور الدول أو تمارس مبدأ المساواتية بين الجنسين بصورة أكثر“.
حل مقترح: ”توقف عن التفكير في اعتبار الموهبة سمة فطرية“، قال بريدا.
”النجاح يتحقق بالتعلم من خلال التجربة والخطأ [المترجم: التجربة والخطأ تعني أن يجرب عدة طرق حتى يصل إلى النتيجة أو الطريقة الصحيحة]. إذا قمنا بتفكيك مفهوم الموهبة البحتة، فسنقوم أيضًا بتفكيك فكرة أن الفتيات قد حُبين بموهبة طبيعية «فطرية» أقل مما حبي به البنون.“