آخر تحديث: 2 / 5 / 2024م - 12:21 م

الفتيات أكثر احتمالًا من الفتيان في عزو اخفاقهن الأكاديمي إلى الافتقار إلى الموهبة: بحسب دراسة جديدة

عدنان أحمد الحاجي *

بقلم لوسي أوبور

10 مارس 2022

المترجم : عدنان أحمد الحاجي

المقالة رقم 72 لسنة 2022

Girls more likely to attribute failure to lack of talent: study

by Lucie Aubour

March 10,2022

في جميع أنحاء العالم، من المرجح أن تعزو البنات اخفاقهن الأكاديمي إلى افتقارهن إلى الموهبة [انظر[1]  لتعريف الموهبة] بشكل أكثر مما يعزو البنون إلى تلك المشكلة، وفقًا لدراسة كبيرة بشأن الصور «القوالب» النمطية الجنسانية [2]  التي نُشرت في يوم مارس 10,2022 «انظر [3] .

وللمفارقة، فإن فكرة أن الذكور هم بطبيعتهم أكثر ذكاءً كانت فكرةً أكثر رسوخًا في الدول التي تمارس المساواتية بين الناس[4] .

هكذا قوالب / صور نمطية تم استكشافها في السابق، لكن الدراسة الجديدة، التي نُشرت في مجلة تقدم العلوم Science Advances «انظر [3] ، تتميز باحتوائها على 500 ألف من الطلبة «طالب وطالبة» من جميع أنحاء العالم، مما يجعل من الممكن عمل مقارنة بين الدول.

استخدمت بيانات من البرنامج الدولي لتقييم الطلبة 2018 «وتعرف باختصار PISA، انظر [5] ، وهي دراسة تُجرى كل ثلاث سنوات لمعرفة المزيد عن معارف ومهارات الطلبة، البالغين من العمر 15 عامًا، في الرياضيات والقراءة والعلوم.

تضمن الاستطلاع الذي أجري 2018 العبارة التالية: ”عندما أفشل / أرسب، أخشى ألا أملك الموهبة الكافية“.

النتيجة: في 71 دولة من أصل 72 دولة شملتها الدراسة، حتى عندما كان أداء الطلبة متساويًا، كانت الفتيات أكثر ميلًا إلى عزو إخفاقاتهن إلى الافتقار إلى الموهبة مقارنة بالبنين، الذين كانوا أكثر ميلًا لإلقاء اللوم على العوامل الخارجية. الاستثناء الوحيد من هذه النسبة كانت المملكة العربية السعودية.

على عكس ما قد يتوقعه المرء، الفروق كانت بارزة بشكل أكثر في الدول الغنية.

وضمن الدول الثرية لمنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية والتي تضم 38 دولة[6] ، قالت 61 في المائة من الفتيات إنهن يوافقن على العبارة الآنفة الذكر، مقارنة ب 47 في المائة من البنين - بفارق 14 في المائة. في الدول غير الأعضاء في منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية، لا زالت الفجوة موجودة، لكن الفرق كان ثمانية في المائة فقط. والفرق كان أكبر أيضًا بين الطلبة ذوي الأداء العالي مقارنة بالطلبة ذوي الأداء المتوسط.


سقف زجاجي[7] 

وقال المؤلف المشارك في الدراسة توماس بريدا Thomas Breda من المركز الوطني للبحوث العلمية الفرنسي CNRS وكلية باريس للاقتصاد لوكالة فرانس برس ”ليس لدينا تفسير تام“ لهذه المفارقة.

لكن هذه الغرابة الظاهرة قد لوحظت من قبل، على سبيل المثال من حيث الثقة بالنفس، ومن حيث كون البنون أكثر احتمالية لدراسة العلوم والرياضيات.

الدراسة تبين، وفقًا لـ بريدا، أنه ”مع تطور الدول، لا تختفي الأعراف المتعلقة بالجندرية «بين الاناث والذكور»، بل تعيد صياغة نفسها“.

إحدى الفرضيات هي أن الدول التي تتمتع بمزيد من الحرية تترك في النهاية مجالًا أكبر للأشخاص للعودة إلى الصور النمطية القديمة. هذه الدول تركز أيضًا بشكل كبير على نجاح الفرد، وبالتالي فهي تولي أهمية أكبر لمفهوم الموهبة نفسها.

في المجتمعات التي لا تعطي نفس القدر من القيمة للموهبة، لا يوجد مجال يذكر للناس لتطبيق الصور / القوالب النمطية[8] .


 

كما أثبت الباحثون أن هناك علاقة قوية بين فكرة كون الطالب / الطالبة أقل موهبة وثلاثة من المؤشرات الأخرى التي تمت دراستها كجزء من الاستطلاع التي أجرته PISA في 2018.

فكلما اعتقدت البنات أنهن أقل موهبةً مقارنة بالبنين، كلما قلّ مستوى ثقتهن بأنفسهن، وكلما قلّ استمتاعهن بفكرة المنافسة، وكلما قلّ استعدادهن للعمل في المهن التي يهيمن عليها الذكور، كتكنولوجيا المعلومات والاتصالات.

وغالبًا ما تُذكر هذه المؤشرات الثلاثة كأسباب قد تساهم في وجود سقف زجاجي يمنع المرأة من الوصول إلى أعلى المناصب.

وقال المؤلفان في الورقة البحثية إن النتائج مجتمعة ”تشير إلى أنه من غير المرجح أن يختفي هذا السقف الزجاجي مع تطور الدول أو تمارس مبدأ المساواتية بين الجنسين بصورة أكثر“.

حل مقترح: ”توقف عن التفكير في اعتبار الموهبة سمة فطرية“، قال بريدا.

”النجاح يتحقق بالتعلم من خلال التجربة والخطأ [المترجم: التجربة والخطأ تعني أن يجرب عدة طرق حتى يصل إلى النتيجة أو الطريقة الصحيحة]. إذا قمنا بتفكيك مفهوم الموهبة البحتة، فسنقوم أيضًا بتفكيك فكرة أن الفتيات قد حُبين بموهبة طبيعية «فطرية» أقل مما حبي به البنون.“

مصادر من داخل وخارج النص

[1] - https://ar.wikipedia.org/wiki/موهبة

[2] - ”يشير التنميط الجنساني Gender stereotyping إلى ممارسة عزو سمات أو خصائص أو أدوار معينة إلى أحد النساء أو أحد الرجال بسبب عضويتها أو عضويته في مجموعة اجتماعية للنساء أو الرجال.“ ترجمناه من نص ورد على هذا العنوان:

https://www.ohchr.org/en/issues/women/wrgs/pages/genderstereotypes.aspx

[3] - https://www.science.org/doi/10,1126/sciadv.abm3689

[4] - ”المساواتية أو مذهب المساواة — هو فكر يناصر المساواة بين فئات معينة من الكيانات، أو جميعها ويؤمن أفراده بأن جميع البشر متساوون في القيمة الجوهرية أو الحالة الاجتماعية، وهذا وفقًا لما هو مذكور في موسوعة ستانفورد للفلسفة. تُعرِف نظرية المخاطرة الثقافية المساواتية بأنها إما موقف معارض للمبادئ والقواعد، أو مؤيد لعمليات اتخاذ القرارات الجماعية، ونقيضها القدرية. أما قاموس ميريام ويبستر، فيذكر أن المصطلح له تعريفان مختلفان في اللغة الإنجليزية المعاصرة. فهو يُعرَف إما بأنه معتقد سياسي ينص على ضرورة المساواة بين جميع الناس في المعاملة وأن يكون لهم نفس الحقوق السياسية، والاقتصادية، والاجتماعية، والمدنيةأو فلسفة اجتماعية مناصرة لمحو صور عدم المساواة الاقتصادية بين الناس أو القضاء على مركزية السلطة. وتُعرف بعض المصادر الأخرى المساواتية بأنها وجهة النظر القائلة بأن المساواة هي انعكاس الحالة الطبيعية للإنسانية.“ مقتبس من نص ورد على هذا العنوان:

https://ar.wikipedia.org/wiki/مساواتية

[5] - ”البرنامج الدّولي لتقييم الطلبة «PISA» جهد تعاوني للأعضاء المشاركين من بلدان منظمة التعاون والتنمية الاقتصادية، إضافة إلى عدد آخر من الدول المشاركة وتجمع منظمة التعاون والتنمية الاقتصادية «OECD» بين ثلاثة مجالات محددة وهي القراءة والرياضيات والعلوم، دون تركيز كبير على محتوى المنهج، بل على المعرفة والمهارات الأساسية التي يحتاجها البالغون في حياتهم، إضافة إلى التركيز على استيعاب المفاهيم والقدرة على العمل في أي مجال تحت مختلف الظروف بهدف قياس مدى نجاح الطلاب الذين بلغ سنهم 15 سنة والذين هم على وشك استكمال تعليمهم الإلزامي والاستعداد لمواجهة تحديات مجتمعاتهم اليومية. وتنتهج منظمة التعاون والتنمية الاقتصادية أسلوبا عاما لتقييم المعارف والمهارات التي تعكس التغيرات الحالية في المنهج وتطبق الأسلوب المدرسي الهادف إلى استخدام المعرفة في المهام والتحديات اليومية لتعكس هذه المهارات قدرة الطلاب على مواصلة التعليم مدى الحياة بتطبيق ما تعلموه في المدرسة في مختلف مجالات حياتهم، وتقييم اختباراتهم وقراراتهم.“ «Pisa» هي الأحرف الأولى للجملة الإنجليزية ”Programme for International Student Assessment“ أي برنامج التقييم الدولي للطلبة ”؛ وهو عبارة عن مجموعة من الدراسات التي تشرف عليها منظمة التعاون والتنمية الاقتصادية كل ثلاثة أعوام بهدف قياس أداء الأنظمة التربوية في البلدان الأعضاء وفي بلدان شريكة. وهي تعتمد على معايير موحدة مثل تساوي أعمار الطلاب «15عاما فقط» وتماثل الأسئلة التطبيقية، وتحييد عوامل التاريخ والثقافة المحلية «حيث لا يتم إجراء اختبارات في التاريخ أو اللغة أو الدين مثلا».“ مقتبس من نص ورد على هذا العنوان:

https://sites.google.com/site/pisayanbu2018/pisa

[6] - https://ar.wikipedia.org/wiki/منظمة_التعاون_الاقتصادي_والتنمية

[7] - ”السقف الزجاجي هو استعارة تستخدم من أجل تمثيل حاجز غير مرئي يحافظ على ارتفاع مجموعة ديموغرافيّة معيّنة «تطبّق عادةً على الأقليّات» إلى ما يعد مستوى معيّن في التسلسل الهرمي. تم استعارة هذا المصطلح المجازي لأوّل مرّة من قبل النسويّات في إشارة منهنّ إلى الحواجز الموجودة في طريق وصولهنّ إلى وظائف النساء عالية التحصيل. في الولايات المتّحدة الأمريكيّة، يمتد هذا المفهوم في بعض الأحيان من أجل الإشارة إلى العقبات التي تعيق تقدّم نساء الأقليّات، وكذلك رجال الأقليّات. غالباً ما تجد النساء الأقليّات صعوبة أكثر في“ كسر السقف الزجاجي ”لأنّها تكمن في تقاطع مجموعتين مهمشتين تاريخياً: النساء والأشخاص الملوّنين.“ مقتبس من نص ورد على هذا العنوان:

https://ar.wikipedia.org/wiki/السقف_الزجاجي

[8] - "الصورة النمطية أو القالب النمطي «وأحيانا تستخدم النمطية» تعني الحكم الصادر لوجود فكرة مسبقة في شيوع فكرة معنية عن فئة معينة، فيقوم المدعي بإلباسها صفة العمومية أو فكرة مسبقة تلقي صفات معينة على كل أفراد طبقة أو مجموعة. واشتق منهما فعل فقيل التنميط والقولبة. مقتبس من نص ورد على هذا العنوان:

https://ar.wikipedia.org/wiki/صورة_نمطية

المصدر الرئيس

https://phys.org/news/2022-03-girls-attribute-failure-lack-talent.html