العلاقة بين الأمهات وأطفالهن جزء لا يتجزأ من تطور ونمو الأطفال الرضع
وجدت دراسة من جامعة ديكين أن العلاقة بين الأمهات وأطفالهن جزء لا يتجزأ من تطور ونمو الأطفال الرضع
24 فبراير 2022
المترجم : عدنان أحمد الحاجي
المقالة رقم 80 لسنة 2022
Bond between mothers and their babies integral to infant development, Deakin study finds
24 February 2022
درس باحثو حامعة ديكين Deakin الاسترالية إالمدى الطي يمكن أن يساعد رباط الأمومة [العلاقة العاطفية بين الأم ورضيعها[1] - [5] في التنبؤ بتطور الرضيع، وتوصلوا إلى نتائج مهمة. [المترجم: تطور الطفل يشير إلى التغيرات البيولوجية والنفسية والعاطفية التي تحدث له منذ ولادته وحتى نهاية مراهقته[6]
يعتبر الرباط العاطفي بين الأم وطفلها عاملاً حاسمًا في تحديد كيف ينمو الطفل ويتطور خلال حياته المبكرة. لكن البحوث المنشورة في هذه العلاقة محدودة جدًا، مع غياب للدراسات الطولية التي بحثت في كيف يمكن لعلاقة الطفل بأمه أن تؤثر في تطوره على مدى فترة طويلة من الزمن.
الدكتورة جينيفيف لو باس Genevieve Le Bas، زميلة ما بعد الدكتوراه، والأستاذة المساعدة ديليس هاتشينسون Delyse Hutchinson، زميلة مركز الصحة الوطنية والأبحاث الطبية NHMRC، هما باحثتان من مركز جامعة ديكين للتنمية الاجتماعية والعاطفية المبكرة «SEED». صدرت أحدث ورقة بحثية لهما بعنوان: ”دور رباط الأمومة ما قبل الولادة وبعدها في تطور الرضيع“، مؤخرًا في مجلة الأكاديمية الأمريكية للطب النفسي للأطفال والمراهقين[7] . عنوان دراستهما الأخيرة كان بالضبط اسمًا على مسمى، حيث بحثت في المدى الذي يمكن أن يساعد فيه رباط الأمومة على التنبؤ بتطور الرضيع بمرور الزمن.
كجانب من بحثهما، أبلغتهما الأمهات بشكل ذاتي عن كيف تطورت علاقتهن بأطفالهن الذين لم يولدوا بعد باستخدام مقياس التعلق ما قبل الولادة ويطلق عليه اختصارًا ب MAAS[9] ,[8] بعد كل فترة من فترات الحمل الثلاث [اي بعد كل ثلاثة شهور من فترة الحمل]. وبعد ولادتهن، أبلغن ذاتيًا مرة أخرى باستخدام مقياس التعلق ما بعد الولادة عندما كان عمر الرضع ثمانية أسابيع، ومرة أخرى عند بلوغ أطفالهن اثني عشر أسبوعًا. هذه الأرقام قورنت بتطور الرضيع بعد عام، والذي تم تقييمه خلال مقياس بايلي للرضع والأطفال الصغار[10] .
كنتيجة لبحثهما، وجدت الدكتورة لاباس Le Bas والبرفسورة هاتشنيسون Hutchinson أن رباط الأمومة يمكن قياسه على مقياس مؤشرات التطور الاجتماعي العاطفي للرضيع[3] ، مما يعني أنه يمكن استخدامه للتنبؤ بالمراحل الرئيسة في بداية حياة الطفل. هذه العلاقة كانت مفيدةً بشكل خاص في التنبؤ بالتغيرات الاجتماعية والعاطفية والسلوكية والمزاجية للطفل. وُجدت علاقات أخرى بين رباط الأمومة وتطور الطفل المعرفي / الادراكي [التطور المعرفي يركز على تطور الطفل في مدى معالجته المعلومات ووالموارد المفاهيمية والمهارات الإدراكية وتعلم اللغة[11] واللغوي والحركي، ولكن على نطاق أضيق بكثير.
كانت الدكتورة لو باس متحمسةً بشأن الآثار المترتبة على مخرجات البحث.
وقالت ”النتائج تشير إلى أن تصور الأم الإيجابي لرباط الأمومة، سواء أكان قبل الولادة أو بعد الولادة، يعتبر علامة على التطور الاجتماعي والعاطفي والسلوكي الأمثل للرضع“.
”بعد التحكم في عامل الصحة العقلية للأم، شُخِّص رباط الأمومة الوجداني على أنه مؤشر فريد وقابل للتعديل على التطور الاجتماعي العاطفي للطفل[3]
هذا يقتضي أن نتائج هذه الدراسة وفرت وسيلة أخرى ممكنة للتدخل الوقائي في تطور الطفل.
أوضحت الدكتورة لو باس بعض الأساليب الممكنة لتطبيق هذا البحث في الحياة اليومية.
وقالت: ”يجب فحص النساء روتينيًا بحثًا عن صعوبات في رباط الأمومة العاطفي أثناء العناية في مرحلة ما قبل الولادة «العناية الخاصة بالحامل» وفترة العناية بالأم بعد الولادة عن طريق خدمات المستشفيات والممارسين العامين وممرضات صحة الأم والطفل“. ”يمكن استخدام مقاييس رباط الأمومة العاطفي، مثل تلك المقاييس المدرجة في الدراسة الحالية، لتشخيص الأمهات اللواتي سيستفدن من الدعم الإضافي بشكل منهجي ومراقبة التقدم في التدخل والعلاج“.
وأضافت أن نتائج الدراسة ستكون مفيدة للعاملين في مجالات علم نفس الطفل وتطوره.
وقالت: ”نتائج الدراسة الحالية متعلقة بالمهنيين العاملين في رعاية الأمهات ما قبل الولادة وبعدها، مثل خدمات المستشفيات والممارسين العامين وممرضات صحة الأم والطفل“.
”من المحتمل أن يكون لتقديم دعم إضافي للنساء اللاتي يعانين من صعوبات في رباط الأمومة العاطفي أثناء فترة الحمل تأثير تراكمي في التجربة الوجدانية للأم، وتشكُّل العلاقة بين الأم والطفل والتطور الاجتماعي العاطفي للرضع[3] “.