حمض الأوليك مهم لتنشيط ”ينبوع الشباب“ في الدماغ
غراسييلا جوتيريز
22 مارس 2022
المترجم : عدنان أحمد الحاجي
المقالة رقم 89 لسنة 2022
Oleic acid، a key to activating the brain`s ‘fountain of youth’
Graciela Gutierrez
March 22,2022
يخشى الكثير من الناس المعاناة من التدهور المعرفي[1] والمزاجي الذي غالبًا ما يصاحب مرحلة الشيخوخة، بما في ذلك اضطرابات الذاكرة، كمرض الزهايمر، والاضطرابات المزاجية[2] ، والاكتئاب. أثناء البحث عن طرق جديدة للوقاية من هذه الحالات وغيرها من الحالات ذات الصلة أو علاجها، فريق من كلية بايلور للطب ومعهد جان ودان دنكان للبحوث العصبية «Duncan NRI» في مستشفى تكساس للأطفال تعرف على جزء مفقود من أجزاء أحجية كيف تُصان وتُنظم الذاكرة والحالة المزاجية[3] في الدماغ.
كشفت الدراسة التي نشرها الفريق في مجلة وقائع الأكاديمية الوطنية للعلوم Proceedings of the National Academy of Sciences[4] ، أن حمض الأوليك[5] المنتج في الدماغ هو منظم أساسي للعملية التي تمكِّن من التعلم والذاكرة وتدعم تنظيم وضبط المزاج المناسب. مهد هذا الاكتشاف الطريق لاكتشاف استراتيجيات علاجية جديدة ممكنة مضادة للتدهور المعرفي والمزاجي لدى المرضى الذين يعانون من اضطرابات عصبية[6] .
حمض الأوليك
منذ سنوات، اعتقد باحثون أن دماغ الثدييات البالغ غير قادر على الإصلاح والتجدُّد. لكن الأبحاث أظهرت أن بعض مناطق الدماغ لديها القدرة على توليد خلايا عصبية جديدة، وهي عملية تسمى تخلُّق النسيج العصبي neurogenesis[7] منطقة الحُصين في دماغ الثدييات البالغة تتمتع بالقدرة المتواصلة على تكوين خلايا عصبية جديدة، ولإصلاح وتجديد نفسها، مما يمكنها من التعلم والذاكرة وتنظيم الحالة المزاجية خلال فترة الرشد / الشباب[8] ، ”كما تقول مرجانا ماليتك ساڤاتيك Mirjana Maletic-Savatic، الاستاذة المشاركة في طب مخ وأعصاب الأطفال في كلية بايلور للطب ومستشفى هيوستن للأطفال Baylor and Texas Children`s وباحثة في معهد دانكن للبحوث العصبية Duncan NRI.“ منذ اكتشاف تخلُّق النسيج العصبي[7] ، اعتبرت هذه العملية أنها ”ينبوع الشباب[9] “. ولكن، مع التقدم في العمر، في بعض الأمراض أو بعد التعرض لبعض الأدوية أو الإصابات insults[10] ، ينخفض تخلُّق النسيج العصبي[7] وهذا الانخفاض مرتبط بالتدهور المعرفي والاكتئاب. "
في هذه الدراسة، بحث الفريق عن طريقة للاستفادة من ينبوع الشباب، لإعادة تنشيط عملية تخلُّق النسيج العصبي لايقاف تدهورها أو استعادة شبابها.
”علمنا أن لدى تخلُّق النسيج العصبي“ منظِمًا رئيسًا"، وهو بروتين داخل الخلايا الجذعية العصبية يسمى TLX وهو لاعب رئيس في تخلق الخلايا العصبية الجديدة. ولكن لم نكن نعرف المحفز لبروتين TLX على فعل ذلك. لا أحد يعرف كيف يُنشَّط TLX، كما قال المؤلف الدكتور داميان يونغ Damian Young، الأستاذ المشارك في علوم الأدوية والبيولوجيا الكيميائية وعلم الأمراض في كلية بايلور للطب ومستشفى تكساس للأطفال وعضو مركز دانكن للبحوث للسرطان الشامل في كلبة بايلور للطب، لم يعرف أحد كيف يُنشِط / يُفعِّل بروتين TLX.
”اكتشفنا أن حمضًا دهنيًا[12] شائعًا يسمى حمض الأوليك[5] يكوِّن رابطًا مع بروتين TLX وهذا يزيد من تكاثر الخلايا cell proliferation [أي ترايد أعداد الخلايا وانقسامها[12] ] وتخُّلق النسيج العصبي في الحصين لكل من الفئران الصغيرة والكبيرة،“ كما قال المؤلف الأول المشارك الدكتور براسانا كانديل Prasanna Kandel، الذي كان في برنامج الدراسات العليا في العلوم الجزيئية والطبية الحيوية التكاملية. في كلية بايلور للطب أثناء عمله على هذا المشروع. ”حمض الأوليك هذا يُنتج داخل الخلايا الجذعية العصبية وذلك لتنشيط بروتين TLX.“
على الرغم من أن حمض الأوليك هو أيضًا المكون الرئيس من مكونات زيت الزيتون، إلا أن زيت الزيتون لا يعتبر مصدرًا فعالًا لحمض الأوليك لأنه من غير المحتمل أن يصل إلى الدماغ، كما أوضح الباحثون. يجب أن تنتجه الخلايا نفسها.
اكتشاف حمض الأوليك أنه ينظم تنشيط TLX آثار علاجية كبيرة مترتبة عليه. ”لقد أصبح بروتين TLX هدفًا“ لأن يكون عقارًا علاجيًا ممكنًا. ”مما يعني أن معرفة كيف يُنشَط انتاج هذا الحمض بشكل طبيعي في الدماغ يساعدنا على تطوير عقاقير قادرة على دخول الدماغ وتحفيز عملية تخليق النسيج العصبي.“ يمكن استخدام هذه الاستراتيجية لعلاج أمراض مثل الاضطرابات الاكتئابية الرئيسة[13] ومرض الزهايمر. هذا مثير للغاية لأنه يزودنا بطريقة جديدة لعلاج هذه الأمراض العقلية الموهنة التي تحتاج إلى علاجات فعالة".
”إلى جانب هذا التقدم العلمي، آمل أن يكون للنتائج الحالية والبحوث الجارية ذات الصلة تأثير حقيقي في الذين يحتاجون إلى علاجات محسنة وفعالة، مثل والدتي التي تعاني من الاكتئاب السريري،“ كما قال كاندل.