آخر تحديث: 2 / 5 / 2024م - 11:37 ص

يقول باحثون إنه يمكن تدريب أي شخص على الإبداع

عدنان أحمد الحاجي *

14 مارس 2022

جيف جرابماير

أظهر برنامج جديد نجاحًا مبكرًا مع الجيش الأمريكي ومع آخرين

المترجم: عدنان أحمد الحاجي

المقالة رقم 76 لسنة 2022

Anyone can be trained to be creative، researchers say

Mar 14,2022

Jeff Grabmeier

الأسلوب السردي للتدريب على الإبداع يعتمدعلى رواية القصص.

طور باحثون طريقة جديدة لتدريب الناس علىأن يكونوا مبدعين، وهي طريقة تبدو واعدةًبالنجاح أفضل بكثير من الطرق الحالية لإيقادجذوة الابتكار.

هذه الطريقة الجديدة، القائمة على نظرية / نموذج السرد[1] ، تساعد الناس على أنيكونوا مبدعين بالطريقة التي يبدع بها الأطفالوالفنانون: من خلال تأليف قصص يتخيل فيهاالشخص عوالم بديلة، ويغير من منظوره [فيالتعامل مع الاشياء] ويولد طرقًا وأساليب غيرمتوقعة.

تعمل طريقة السرد من خلال إدراكنا وتسليمنابأننا جميعًا مبدعون، كما قال أنجوس فليتشرAngus Fletcher، الذي طور الطريقة وهوأستاذ اللغة الإنجليزية وعضو في مشروعالسرديات Project Narrative بجامعة ولاية أوهايو.


 الأطفال أكثر ابداعًا من الكبار

قال فليتشر: ”نحن كمجتمع نقلل بشكل جذريمن قيمة إبداع الأطفال وابداع آخرين كثيرينلأننا مهووسون بفكرة أن بعض الناس أكثرإبداعًا من آخرين.“ ”لكن الحقيقة هي أننا لانقوم بالتدريب على الإبداع بالطريقةالصحيحة.“

ناقش فليتشر ومايك بنفينست، من مشروعالسرديات Project Narrative أيضًا، الطريقة السردية لتدريب الإبداع في ورقةنُشرت مؤخرًا في حوليات أكاديمية نيويوركللعلوم[2] .

نجح الباحثان في استخدام المقاربة السرديةلتدريب أعضاء كلية القيادة والأركان العامةللجيش الأمريكي. كتب فليتشر دليل تدريبمتاحًا للجمهور بناءً على أساليبه المصممةللضباط والمجندين من الرتب العالية.

لقد عملوا أيضًا مع كلية إدارة الأعمال بجامعةشيكاغو، وكلية الهندسة بولاية أوهايو والعديدمن شركات فورتشن Fortune 50 لتعليمالإبداع لموظفيها وطلابها.


التفكير التباعدي

الأساس الحالي للتدريب على الإبداع هوالطريقة المعروفة باسم التفكير التباعدي / المنطلق [3] ، والتي لا زالت مستخدمة منذخمسينيات القرن الماضي. هذه ”مقاربةحوسبية“ للإبداع تتعامل مع الدماغ كآلةمنطقية.

مقاربة التفكير التباعدي يعمل من خلال ممارسة تمارين مصممة، من بين أشياء أخرى، لتوسيع مدى الذاكرة العاملة، وتعزيز التفكيرالقياسي [وهو تكوين فكرة عن شيء مجهول على أساس تشبيهها بفكرة موجودة] وتعزيزحل المشكلات[4] .

ولكن التفكير التباعدي لم يؤد إلى النتائج التيكان يأملها كثيرون. القضية الرئيسة هي أنالمقاربة الحوسوبية تعتمد على البياناتوالمعلومات عن المشاكل والنجاحات السابقة.

”ما لا يتمكن التفكير التباعدي من فعله هوالمساعدة في إعداد الناس لمواجهة التحدياتالجديدة التي لا نعرف الكثير عنها اليوم. قالفليتشر:“ لا يمكن للتفكير التباعدي أن يثيردعاوى أصلية ”.“ لكن آلية السرد في الدماغالبشري يمكنها ذلك. "

يستخدم الأسلوب السردي للتدريب علىالإبداع العديد من الأساليب التي يستخدمهاالكتَّاب لتأليف القصص. الأسلوب الأول هوتطوير عوالم جديدة في الذهن. على سبيلالمثال، قد يُطلب من الموظفين في أحد الشركاتالتفكير في أكثر زبائنهم غرابة - ثم يتخيلواعالمًا فيه جميع عملائهم على هذه الشاكلة. كيف سيؤثر ذلك في أعمال الشركة؟ ما الذيينبغي عليهم فعله لبقاء الشركة مستمرة؟

أسلوب آخر هو تغيير المنظور. قد يُطلب منمسؤول تنفيذي في أحد الشركات حل مشكلةوذلك من خلال التفكير كعضو آخر في فريقه.

قال فليتشر إن الهدف من استخدام هذهالأساليب وغيرها من الأساليب المماثلة ليس لأنالسيناريوهات التي يحلم بها المرد سيحققهابها بالفعل.

”الإبداع لا يعني التنبؤ بما يخبئه المستقبلبشكل صحيح. يتعلق الأمر بأن يكون المرءمنفتحًا على تخيل احتمالات مختلفة اختلافًاجذريًا“.

”عندما يحقق المرء ذلك، يمكنه الاستجابةبسرعة وخفة أكثر للتغييرات التي تحدث.“

لاحظ فليتشر أن المقاربة السردية للتدريب علىالإبداع من خلال رواية / حكاية القصص تشبهطريقة ابداع الأطفال الصغار - وتظهرالأبحاث أن الأطفال الصغار أكثر إبداعًا منالكبار.

لكن قدرة الأطفال على أداء المهام الإبداعيةتنخفض بعد أربع أو خمس سنوات من الدراسةفي المدارس، وفقًا لدراسات. وذلك عندما يبدأالأطفال تدريبًا مكثفًا على التفكير المنطقيوالذاكرة الدلالية[5] .

قال فليتشر إن المقاربة السردية للإبداع يمكنأن يساعد الناس على إطلاق العنان للإبداعالذي ربما توقفوا عن توظيفه بينما كانوايتقدمون في الصفوف المدرسية.

وقال إن إحدى الفوائد للمؤسسات والشركاتالتي تدرب الموظفين على أن يكونوا مبدعين هيأنهما لم تعد بحاجة إلى السعي لتوظيف ”أشخاص مبدعين“.

”محاولة توظيف أشخاص مبدعين تتسبب فيحدوث مشاكل لأن الأشخاص الذين يعتبرهمالقادة مبدعين هم دائمًا أشخاص مثلهم تمامًا. وقال فليتشر:“ لذلك فهي تعزز الإمعية «الامتثال» لا الأصالة".

”من الأفضل توظيف مجموعة متنوعة من الناسثم تدريبهم على الإبداع. لأن من شأن ذلك أنيخلق ثقافة تدرك أن هناك بالفعل مبدعين فيالمؤسسة لا يستفاد منهم“.

على الرغم من أن هذه الطريقة السردية للتدريبعلى الإبداع قد تلقت صدىً ايجابيًا بالفعل، فقد بدأ فليتشر وزملاؤه في إجراء تقييم أكثرمنهجيةً. وسيجرون تجارب منضبطة معشاة[6]  لمنهج الإبداع على أكثر من 600 رائد فيالجيش الأمريكي في كلية القيادة والأركانالعامة.

قال: ”تعليم الإبداع هو أحد أكثر الأشياءالمفيدة التي يمكن القيام بها في العالم، لأنهدائمًا ما يأتي بحلول جديدة للمشكلات“.

قال فليتشر إن هذه الطريقة الجديدة لتدريبالإبداع "لا يمكن إلّا أن تأتي فقط من مشروعالسرديات Project Narrative بولاية أوهايو.

مشروع السرديات ”Project Narrative هوكل ما يتعلق بكيف تؤثر القصص في الدماغ. هذا المشروع كان الأساس الذي ساعدنا علىاستحداث هذه الطريقة الجديدة في التفكيروالتدريب على الإبداع.“ والمشروع هو في حدذاته دليل حي على قوة الإبداع.

مصادر من داخل وخارج النص

[1]  نموذج / نظرية السرد هو نظرية تواصل تصورها باحث علم التواصل والتر فيشر في عام 1978. يفسر النموذج أن كل تواصل ذي معنى يحدث عن طريق سرد الأحداث أو الإبلاغ عنها. يشارك الانسان في سرد القصص وتلقي القصص. تزعم هذه النظرية أيضًا أن القصص أكثر إقناعًا من الحجج في الأساس، ويساعدنا نموذج السرد في شرح كيف يمكن للبشر فهم المعلومات المعقدة من خلال السرد. نموذج السرد هو نظرية تقترح أن الناس هم رواة قصص بطبيعتهم وأن القصة الجيدة هي أكثر إقناعًا من الحجة الجيدة. طور والتر فيشر هذه النظرية كحل يجعل الحجج متماسكة. يتصور فيشر النموذج باعتباره وسيلة لمكافحة القضايا في المجال العام، كانت المشكلة أن الناس لم يتمكنوا من تقديم حجج تقليدية متماسكة، في ذلك الوقت، كان نموذج العالم العقلاني هو النظرية المستخدمة لإثارة الخلافات العامة، وأن نموذج العالم العقلاني يفشل في أن يكون فعالًا في صناعة الأحاسيس. استخدم فيشر مصطلح النموذج بدلاً من النظرية، بمعنى أن النموذج أوسع من النظرية. صرح فيشر: «لا يوجد نوع معين، بما في ذلك التواصل التقني، وهذا ليس حلقة في قصة الحياة.» يعتقد فيشر أن البشر ليسوا عقلانيين واقترح أن السرد هو أساس التواصل. وفقًا لوجهة النظر هذه، يتواصل الناس من خلال سرد / مراقبة قصة مقنعة بدلاً من تقديم أدلة أو بناء حجة منطقية. يعتبر نموذج السرد شاملاً للجميع، مما يسمح بالنظر إلى كل أنواع التواصل على أنه سرد رغم أنه قد لا يتوافق مع المتطلبات الأدبية التقليدية لسرد. مقتبس من نص ورد على هذا العنوان:

https://cutt.ly/BD32ytW

[2]  https://cutt.ly/eD32uNU

[3]  التفكير التباعدي هو عملية تفكير تستخدم لتوليد الأفكار الإبداعية من خلال استكشاف العديد من الحلول الممكنة في فترة قصيرة من الزمن، عادة بطريقة عفوية عند التدفق الحر للافكار بطريقة غير منتظمة. وبعد ذلك ترتب وتهيكل هذه الأفكار بتوظيف أساليب التفكير التقاربي، والذي يستخدم مجموعة معينة من الخطوات المنطقية للوصول إلى حل واحد وهو، في بعض الأحيان، الحل الصحيح. مقتبس بتصرف من نص ورد على هذا العنوان:

https://cutt.ly/rD32iRI

[4]  ”حل المشكلات استراتيجية تدريسية، تعتمد على تحفيز الطلاب على التحليل والتفكيروطرح البدائل أو الفرضيات واختبارها. فيبدأ المعلم بطرح تساؤل أو مشكلة تمثل تحديًا عقليًا للطلاب، ويطلب منهم دراسة هذه المشكلة وملاحظة الظواهر المتعلقة بها. وبعد ذلك طرح فرضيات لتفسير أو حل تلك المشكلة. ثم يبدأ الطلاب باختبار تلك البدائل أو الفرضيات للوصول إلى الحل الأمثل. وتندرج هذه الاستراتيجية ضمن المنهج الاستقرائي للتدريس. وهنالك خطوات محددة لحل المشكلات واستراتيجيات أيضًا ويوجد علاقة وثيقة.“ مقتبس من نص ورد على هذا العنوان:

https://cutt.ly/dD32oXU

[5]  ”الذاكرة الدلالية هي أحد نوعي الذاكرة الصريحة «أو الذاكرة التعريفية» «ذاكرتنا للوقائع أو الأحداث التي تُخزن وتُستعاد بشكل صريح». تشير الذاكرة الدلالية إلى المعارف العامة المتراكمة طوال حياتنا. تتشابك هذه المعرفة العامة «الحقائق والأفكار والمعنى والمفاهيم» في التجربة وتعتمد على الثقافة. تختلف الذاكرة الدلالية عن الذاكرة العرضية، وهي ذاكرتنا للتجارب والأحداث المحددة التي تحدث خلال حياتنا، والتي يمكننا من خلالها استعادتها في أي وقت. يمكننا تعلم مفاهيم جديدة من خلال تطبيق معرفتنا المستفادة من الأشياء في الماضي. نظير الذاكرة التعريفية أو الصريحة هو الذاكرة غير المعلنة أو الذاكرة الضمنية.“ مقتبس من نص ورد على هذا العنوان:

https://cutt.ly/mD32pmz

[6]  https://cutt.ly/KD32dvM

المصدر الرئيس

https://cutt.ly/RD32fv2