آخر تحديث: 2 / 5 / 2024م - 12:45 م

عندما تتفاعل الأم مع طفلها، تتناسق فسيلوجياتهما وسلوكهما

عدنان أحمد الحاجي *

بقلم ماريان شتاين

مصدر البحث: البرفسورة نانسي ماكلوين وطالبة الدكتوره يانان هو

10 نوفمبر 2021

المترجم: عدنان أحمد الحاجي

المقالة رقم 39 لسنة 2022

When mom and child interact، physiology and behavior coordinate

By Marianne Stein

Nancy McElwain and Yannan Hu

November 10,2021

حين تلعب الأمهات مع أطفالهن، يستجيبون غريزيًا لإشارات وتلميحات بعضهم بعضٍ [كنظرات العين وتعابير الوجه ونغمة الصوت ولغة الجسد]. والتفاعلات الإيجابية تعزز النمو الاجتماعي العاطفي socioemotional الصحي للطفل، [النمو الاجتماعي العاطفي هو ما ينطوي على تكوين علاقات اجتماعية مع افراد الاسرة وغيرهم من الاصدقاء، [1] . 

دراسة جديدة من جامعة إلينوي تبحث في كيف تتسب ردود فعل فسيولوجية [وهي ردود فعل الجسم التلقائية للمثيرات، [2]  وردود فعل سلوكية [استجابت للمحيط أو للافكار والمشاعر الذاتية الداخلية، [3]  أثناء اللعب بين الأم والطفل[4] .

 تسلط نتائج الدراسة الضوء على أهمية التواصل الذي ينطوي على سرعة التجاوب وإيجابيته مع الطلبات والاشارات والإيماءات[5] ، ويمكن أن تساعد في توفير رؤىً عميقةً للأمهات والممارسين والباحثين.

”دراستنا تقيس التناسق / التزامن الفسيولوجي والسلوكي في الوقت الفعلي بين الأمهات والأطفال أثناء تفاعلهم مع بعضهم البعض،“ هذا ما قالته يانان هو Yannan Hu، طالبة الدكتوراه في قسم التنمية البشرية ودراسات الأسرة HDFS بجامعة إلينوي والمؤلفة الرئيسة للورقة. ”يعتبر الباحثون أن التزامن الفسيولوجي[6]  مفيد للنمو الاجتماعي والعاطفي للطفل. لكن دراستنا هي واحدة من أولى الدراسات التي ربطت النمو الاجتماعي والعاطفي للطفل بالتزامن السلوكي“.

تبين نتائج الدراسة أن الأمهات بشكل عام يُعتبرن رائدات التغيير في الاستجابات الفسيولوجية[2]  ولكنها محصورة فقط في ثنائية العلاقة بين الأم وطفلها والتي تتمتع بمستويات عالية من الانسجام / التناسق «التزامن» السلوكي.

توضح الطالبة هو Hu ”بشكل عام، عندما تكون تصرفات / أفعال الأمهات والأطفال متسقة / منسجمة على مستوى السلوك - فالأم وطفلها يعملان معًا ويتناوبان الأدوار ويشعران بخلجات إيجابية[8]  - النشاط الفسيولوجي للطفل يجاري التغيرات الفسيولوجية لدى الأم“.

اشتملت الدراسة على 110 من الأمهات وأطفالهن الذين تتراوح أعمارهم بين 3 و5 سنوات. جاء المشاركون إلى مختبر السلوك بجامعة إلينوي لحضور جلسة مسرحية تفاعلية. عملت الأم وطفلها معًا في البداية لمدة خمس دقائق لحل لغز ثلاثي الأبعاد. ثم انتقلا بعد ذلك إلى لعب لعبة ”طبيب بيطري للحيوانات الأليفة“ والحيوانات المصنوعة من القماش المحشوة لمدة خمس دقائق أخرى من اللعب التخيلي.

أثناء جلسات اللعب، قام الباحثون بتزويد الأمهات والأطفال بأقطاب كهربائية لاسلكية لقياس استجابت جهاز العصبي اللاودي[9]  الخاص بكل واحد منهم عن طريق التغيرات عالية التردد في معدل ضربات القلب، والمعروفة باسم عدم انتظام ضربات القلب التنفسي / مع التنفس «RSA». قاموا أيضًا بتسجيل جلسات اللعب، وقاموا بتدريب المراقبين على ترميز التنسيق السلوكي بين الأم والطفل، بما في ذلك الابتسامات والضحكات المتبادلة، والتناوب والاستجابة للاشارات وللإيماءات الاجتماعية [كنظرات العين وتعابير الوجه ونغمة الصوت ولغة الجسد] لبعضهم بعض.

التغييرات الإيجابية في انتظام ضربات القلب التنفسي RSA تعني أن الأمهات والأطفال مندمجون اجتماعيًا ويتحركون تجاه بعضهم البعض، كما يقول الباحثون، بينما تُلاحظ انخفاضات في RSA عادةً عند مواجهة مسببات ضغوط نفسية أو مشكلات. وبالتالي، فإن من المرجح أن تشير الزيادات في RSA الأم إلى زيادة اندماجها مع الطفل، الذي بدوره يرد بالمثل.

”قمنا بقياس ما إذا كانت الأم والطفل قادرين على تنسيق التفاعل بينهما في الوقت الفعلي،“ كما تقول هو Hu. ”هذا يفيدنا عن تفاعلاتهما بما يتجاوز سلوك التربية من جانب الأم لطفلها. كيف تعامل الأم طفلها ليس فقط مهمًا، بل يحتاج الطفل أيضًا أن يكون متجاوبًا بشكل سريع وايجابي لإشارات وإيماءت أمه حتى يتمكن كل من الأم والطفل من اقامة تفاعل متسق بينهما“.

من النتائج التي توصل اليها الباحثون، يمكن للأمهات معرفة المزيد عن أهمية ضبط إشارات أطفالهم والاستجابة لسلوكياتهم أثناء اللعب والتفاعلات الأخرى بشكل سريع وايجابي.

”قوة أخرى لهذه الدراسة هي التركيز على التفاعل بين الأم والطفل أثناء سياق اللعب الإيجابي“، تلاحظ نانسي ماكلوين Nancy McElwain، برفسورة قسم علوم التنمية البشرية والأسرة HDFS والمؤلفة المشاركة في الورقة. غالبًا ما تركز الأبحاث على كيف تساعد الأمهات الأطفال على تنظيم مشاعرهم وسلوكياتهم السلبية، وهذا أمر مهم. ولكن من المهم بنفس القدر معرفة وفهم كيف تعمل الأمهات والأطفال معًا للحفاظ على التفاعلات والمشاعر الإيجابية المتبادلة بينهم أو زيادتها. يوفر اللعب سياقًا مثاليًا لفهم هذه العمليات الإيجابية ".

يمكن أن تساعد هذه الدراسة أيضًا الممارسين على اكتشاف المشكلات المحتملة للتدخل المبكر وذلك بمعرفة السلوكيات غير النافعة، مثل مقاطعة interrupting بعضهم البعض أو الاخفاق في تناوب الأدوار، أو تجاهل الإشارات والايماءات الاجتماعية لبعضهم البعض.

يقوم الباحثون بتوسيع دراساتهم لتشمل الأمهات والرضع للأخذ في الاعتبار كيف يؤثر التناسق السلوكي والفسيولوجي اللحظي بينهما في تطور ونمو الدماغ خلال السنة الأولى من العمر. كما أنهم يخططون لدراسات ”افتراضية“ في المنزل تسمح بتوفر المزيد من العينات المتنوعة وإدراج الآباء «جمع أب» ومقدمي الرعاية الآخرين.

مصادر من داخل وخارج النص

[1]  https://cutt.ly/8FrUMYy

[2]  https://cutt.ly/5FrU13N

[3]  https://cutt.ly/HFrU4w8

[4]  https://cutt.ly/eFrU5W3

[5]  https://cutt.ly/KFrU68i

[6]  ”في الاستجابات السريعة والايجابية respondiveness، يجب على الوالدين الاستجابة المناسبة وفي الوقت المناسب لطلبات أطفالهم اللفظية وغير اللفظية بغية التواصل. وهذا يشمل أشياء الجلية مثل الكلام والإيماءات، ولكن أيضًا طلبات غير جلية كنظرة العين وتعبيرات الوجه والوضع البدني.“ ترجمناه من نص وزد على هذا العنوان:

https://cutt.ly/OFrIyLr

[7]  ”التزامن ينطوي على مدى استجابة الأم والطفل وقدرتهما المشاعرية على الاستجابة لبعضهما البعض بشكل سريع وايجابي. أثناء نمو الطفل المبكر، يتضمن التزامن مواءمة «مجاراة» السلوك والحالات المشاعرية والإيقاعات البيولوجية biological rhythms «الساعة البيلوجية» بين الأم وطفلها الرضيع، بحيث يشكلان معًا وحدة علائقية واحدة «ثنائية بين الطفل وبين أمه أو بينه وبين أحد والديه».“ ترجمناه من نص ورد على هذا العنوان

https://cutt.ly/RFrIoAd

[8]  ”يشير إلى العواطف أو المشاعر التي نشعر بها ونبديها، لا سيما فيما يتعلق بمدي تأثير هذه المشاعر فينا ونتصرف ونتخذ قراراتنا بناءً عليها. الخوالج الإيجابية تعني الشعور الإيجابي والتعبير عنه، بما فيها البهجة والفخر والحماس والطاقة والفرح.“ ترجمناه من نص ورد على هذا العنوان:

https://cutt.ly/UFrIavC

[9]  الجهاز العصبي اللاودي «Parasympathetic nervous system» أو الجهاز العصبي نظير الودي هو أحد قسمي الجهاز العصبي الذاتي. فالجهاز العصبي الذاتي يقوم بتنظيم الأعضاء الداخلية والغدد بصورة غير إرادية. ويكون الجهاز العصبي اللاودي مسؤول عن الفعاليات التي تحدث في وقت الراحة والاسترخاء والذي يعرف بالعبارة الإنجليزية «rest-and-digest» وتعني: ”استرخ واهضم“، أي عندما يكون الجسم في حالة راحة مثل: إفراز اللعاب عند الأكل والإثارة الجنسية، وإفراز الدموع والتبول والتغوطوالهضم. وهو مبطئ للقلب وموسع للعروق الدموية؛ ويعاكِس بأدائه الجهاز العصبي الودي. " مقتبس من نص ورد على هذا العنوان:

https://cutt.ly/lFrIs43

المصدر الرئيس

https://cutt.ly/YFrIfTH