المثيرات الحسية الخفية في اضطراب نقص الانتباه وفرط الحركة المسكوت عنها
المثيرات الحسية الخفية يمكن أن تدمر يومك. إليك كيف تتغلب عليها.
30 ديسمبر 2021
بقلم كيلي سباينا هوران، استاذة مساعدة في السيكلوجيا والصحة النفسية في جامعة لونغ آيلاند
المترجم: عدنان أحمد الحاجي
المقالة رقم 99 لسنة 2022
Sneaky Sensory Triggers in ADHD That No One Talks About
December 30,2021
Kailey Spina Horan
افتراضيًا بإمكان أن يعاني أي شخص تقريبًا من مشكلة في المعالجة الحسية[1] ، بيد أنه في كثير من الأحيان، تؤثر صعوبات اضطراب المعالجة الحسية في من لديهم تباين / تنوع عصبي[2] . وبشكل أكثر تحديدًا، تلاحظ هذه الصعوبات بشكل شائع في اضطرابات النمو / النماء العصبي، كاضطراب نقص الانتباه وفرط الحركة والتوحد.
ورقة مراجعة[3] نشرت عام 2015 وجدت أن الأطفال المشخصين باضطراب نقص الانتباه وفرط الحركة يعانون من مشكلات في المعالجة الحسية أكثر من الأطفال الطبيعيين. الفكرة كانت منتشرةً لدرجة أنه في عام 2019، دعا باحثون إلى اضافة فرط الاستجابة الحسية[4] ,[5] إلى معايير تشخيص اضطراب نقص الانتباه وفرط الحركة[6] .
وأفضل وصف لهذه ”الحساسية المفرطة“ أنها رد فعل حاد أو مرتفع للمثيرات «للمنبهات» الحسية مثل الحساسية للضوء والصوت والطعم واللمس والشم. يشار إلى الاستجابة الانفعالية هذه أحيانًا باسم ”الحمل الحسي المفرط، [7] والذي يُعرف بصعوبة في تنظيم الاستجابات الانفعالية للأحاسيس. باختصار، يصبح الدماغ مغمورًا بالمعلومات / المدخلات الحسية أكثر مما يتمكن من معالجتها، مما يؤدي غالبًا إلى الشعور بالقلق والغضب والخوف.
على الرغم من أن ”المشكلات الحسية“ قد تبدو تافهةً، إلا أنها يمكن أن تتعارض بشكل كبير مع القيام بالوظائف اليومية، وقد بدأ مجتمع الصحة العقلية في أخذها على محمل الجد بشكل أكثر. يعاني الأشخاص الأكثر عرضة لهذه الحساسية المفرطة من الأحاسيس بشكل أكثر كثافة ولفترات أطول من الأشخاص الطبيعيين. وبالتالي، ليس من غير المألوف أن تظهر على هؤلاء الأشخاص سلوكيات ”الكر أو الفر“ مثل التهيج / الهياج والذعر والشعور العام ”بعدم الأمان“.
نظرًا لأن جميع الحواس يمكن أن تتأثر بصعوبات التعديل الحسي sensory modulation «اضطراب التعديل الحسي يضعف قدرة الشخص على تنظيم استجابته للأحاسيس وقد يبالغ الشخص الذي يعاني من هذا النمط من اضطراب المعالجة الحسية في رد الفعل تجاه المدخلات الحسية أو يتأثر بها أو يتوق إليها بشكل مفرط»، فقد تتأثر جميع جوانب الحياة أيضًا. الدراسات المنشورة في اضطراب المعالجة الحسية مليئة بالأدلة على أن المشكلات الحسية مرتبطة بلآثار «المشاعر» السلبية والسلوكيات العدوانية والتفاعل الانفعالي «أي حين يكون المرء تحت ضغط نفسي ومشاعر غضب فإنه يتفاعل باندفاعية[8] ويشعر بالقلق وكذلك يشعر بانخفاض في الرفاهية العامة «الراحة والسعادة» وفي المشاركة الاجتماعية.
حتى أن إحدى الدراسات[9] وجدت أنه كلما ازدادت مشكلات المعالجة الحسية في اضطراب نقص الانتباه فرط الحركة كلما تنبأت بمستويات أعلى من العدوانية والجنوح «مخالفة القانون[10] . هذه التبعات المؤسفة - والتي يمكن تفاديها - تدل على أهمية الكشف والتدخل المبكرين.
أعراض الحمل الحسي المفرط
الحمل الحسي المفرط يمكن أن يحدث عن طريق الإثارة المفرطة لواحدة من الحواس الخمس أو كلها، وقد تكون ردود الفعل الانفعالية / النفسية والجسدية خفيفة أو معتدلة أو شديدة.
لدى الأطفال، غالبًا ما تبدو ردود الفعل هذه وكأنها نوبة غضب وانفجار شعوري كامل[11] .
ليس من الغريب أن يقوم الأطفال بما يلي:
• البكاء
• الأنين
• الهروب
• تفادي أشخاص وأماكن ومواقف معينة
• إغماض العيون
• تغطية الأنوف
• سد الآذان
• تكميم الأفواه من ريحة وطعم وقوام أطعمة مختلفة
• يشتكون من الشعور بالغثيان
• الاستمرار في التحسس من شيء معين، مثل نوع معين من القماش
الأعراض التي تظهر على المراهقين والراشدين تشمل ما يلي:
• عدم القدرة على تجاهل الأصوات العالية أو الروائح القوية أو الأنواع الأخرى من المدخلات الحسية
• القلق والخوف
• الحساسية المفرطة تجاه الملابس أو قوام / ملمس الطعام المختلف
• الشعور بالارتباك أو الاثارة / الهيجان
• الانفعالية / العصبية
• صعوبة في التركيز
• الاصطراب / عدم الراحة
• ضغط نفسي
• أرق «سهاد»
أنواع المثيرات / المنبهات الحسية في اضطراب نقص الانتباه وفرط الحركة وكيفية التعامل معها
1. حساسية اللمس
المثيرات: العناق، والتلامس / الاتصال البدني الشخصي غير المرغوب فيه، وتصفيف /تنظيف الشعر بالفرشاة وتنظيف الأسنان ولمس الأشياء اللزجة والملابس الضيقة أو المسببة للحكة، ومسك قلم رصاص وعلامات / لاصقات الملابس، ودرزات الجوارب وبعض الأقمشة.
طرق التكيف مع المشكلة:
لحسن الحظ، العديد من الشركات العالمية المشهورة تصنع ملابس ملائمة لحواس الأطفال والكبار. بحث بسيط على الإنترنت يمكن أن يزود الشخص بآلاف المنتجات المناسبة لهذا الغرض. حتى أن هناك مشط شعر فريد من نوعه لفك تشابك الشعر متوفر في السوق لأولئك الذين يعانون من تصفيف الشعر بالمشط.
2. الحساسية ضد الأصوات «الحساسية السمعية»
المثيرات: ضوضاء عالية وألعاب نارية وموسيقى ومضغ علكة، مضغ / طحن الطعام بالأسنان وطقطقة باللسان في الفم، والنقر باليد أو القدم والبلع وبرد الأظافر بالمبرد وصوت الطيور والصفيرودور السينما. يمكن أن تفيد هذه المثيرات إلى أن الشخص يعاني من حالة تسمى ميسوفونيا «حساسية الصوت الانتقائية[12] ، وهي كلمة يونانية تعني ”كراهية الصوت“. تثير هذه الأصوات ردود فعل انفعالية حادة كالغضب والغيظ والاشمئزاز.
طرق التكيف مع هذه المشكلة:
سدادات الأذن وسماعات مزودة بخاصية إلغاء الضوضاء كلها أدوات قيمة. تتوفر أيضًا سماعات رأس خاصة لضعاف السمع في بعض دور السينما، والتي تتيح التحكم في مستوى صوت الفيلم. اتصل قبل الذهاب لمعرفة ما إذا كان لدى دار السينما هذا النوع من السماعات.
قد يحتاج الوالدان أيضًا إلى تفهم ارتداء أطفالهم سدادات أذن على مائدة العشاء إذا كان ذلك يعني تناول الطعام معًا كعائلة. إذا لم يكن هذا خيارًا قابلاً للتطبيق، حاول تشغيل صوت في الخلفية يغطي على أصوات مضغ الطعام على المائدة.
3. الحساسية للضوء «الحساسية البصرية»
المثيرات: الأضواء الساطعة والأضواء الوامضة وألعاب الفيديو والبرامج التلفزيونية
طرق التكيف مع هذه المشكلة:
تعتبر النظارات الشمسية والقبعات والأضواء الخافتة والتخلص من مصابيح الفلورسنت كلها حلولًا مفيدة. عدم الاطالة في مطالعة الشاشات قد يساعد أيضًا على تقليل احتمالية الإثارة.
4. الحساسية للروائح
المثيرات: العطور والكولونيا ودخان السجائر والغازات والطعام يمكن أن يؤدي إلى الغثيان أو كم الانف والفم أو حتى التقيؤ. أفاد كثير من الناس عن شعورهم بتشتت الذهن والهم والقلق والارتباك والتهيج بسبب الروائح حتي لو كانت روائح ضعيفة جدًا يصعب علي الآخرين الطبيعيين شمها.
طرق التكيف مع الوضع:
أفضل حل لهذه المشكلة هو أن تبدأ في تشخيص هذه المثيرات والتعرف عليها. الطبخ مع العائلة يعد طريقة رائعة لمعرفة الأطعمة أو الروائح التي تثير ردود فعل انفعالية سلبية. من المفيد أيضًا أن يُخلى المنزل من العطور قدر الإمكان. أخيرًا، تهوبة الغرف بشكل جيد قد يكون الخيار الأفضل. على من يشعر بالحساسية لهذه الروائح ان يحتفظ بمناديل ورقية جاهزة معه في جميع الأوقات في حالة احتاج أن يغطي أنفه عن الشم.
5. الحساسية لطعم وقوام الطعام
المثيرات: تنظيف الأسنان بالفرشاة أو الطعام الساخن أو الطعام البارد أو قوام طعام معين - مثل الطعام الناعم القوام، أو المقرمش / الخشن القوام، أو المهروس - نكهات معينة لطعام «على سبيل المثال، الأطعمة الغنية بالسكريات والحلوة جدًا والمالحة جدًا».
طرق التكيف مع المشكلة:
فراشاة اسنان مزودة بفرش لها شعيرات ناعمة لتقليل آلام الأسنان واللثة مصممة لمن يعانون من مشكلة المعالجة الحسية. بالنسبة لمشاكل الطعام وأكل الطعام، يرجى ملاحظة الاختلاف الكبير بين ”الشخص الصعب الإرضاء“ وبين من يعاني من مشكلة في المعالجة الحسية. لا يُظهر الأشخاص الذين يصعب إرضاؤهم عادةً ردود فعل شديدة التي تُلاحظ عادةً في حالة الحمل الحسي المفرط. على سبيل المثال، لن يكمم فمه / أنفه أو يصرخ أو يبكي عند تجربة أطعمة جديدة الىي قد يعاني منها من لديه حساسية للطعم / التذوق.
العلاج المهني للأطفال مفيد وضروري لأن نقص التغذية مرتبط بمشكلة المعالجة الحسية هذه.