آخر تحديث: 28 / 4 / 2024م - 8:57 ص

لماذا نرفع أصواتنا أثناء المكالمات بالفيديو لو أصبحت الصورة ضبابية

عدنان أحمد الحاجي *

لماذا نرفع أصواتنا أثناء المكالمات بالفيديو لو أصبحت الصورة ضبابية
13 أبريل 2022
المترجم: عدنان احمد الحاجي
المقالة رقم 110 لسنة 2022
Why we shout during Zoom calls if the image gets blurry
13 April 2022


إذا وجدت نفسك رافعًا صوتك ومومأً «مستخدمًا الإيماءات - لغة الجسد» بشكل كبير في حالة عدم تمكن الآخرين من سماعك أثناء حديث يجري عبر منصة زووم Zoom، فأنت لست وحدك. كلما تدهورت جودة الفيديو في اجتماع يجري عبر الإنترنت، كلما بدأنا برفع الصوت، هذا ما وجدته دراسة جديدة أجراها باحثون في جامعة رادبود Radboud ومعهد ماكس بلانك للسانيات النفسية psycholinguistic. ينزع الناس أيضًا إلى تغيير إيماءاتهم للتعويض عن تدهور جودة الصوت. النتائج التي توصلوا إليها نُشرت في مجلة العلوم المفتوحة التي تصدرها الجمعية الملكية Royal Society Open Science Journal[1] .

عند المكالمة بالفيديو على منصة زووم Zoom أو سكايب Skype، نستخدم بعض الأساليب نفسها حتى نكون مسموعين من الطرف الآخر كما لو كنا نتحدث وجهًا لوجه في العالم الحقيقي، كما يقول جيمس تروجيلو James Trujillo، المؤلف الأول للورقة البحثية وباحث في علم الإدراك / المعرفة cognition في جامعة رادباود Radboud ومعهد ماكس بلانك Max Planck للسانيات النفسية. ”لو كنت تتحدث مع أحد الأشخاص في مكان مزدحم يعج بضوضاء الخلفية، فعادة ما تستخدم الإيماءات لدعم كلامك حتى يتمكن للطرف الأخر من فهمك، وتبدأ برفع صوتك. عندما نتحدث أثناء مكالمة بالفيديو، فإن المشاكل التي تصعِّب على المتحدثين فهم بعضهم بعض تأتي عادةً من صعوبات فنية. ومع ذلك نصر على استخدام نفس الأساليب لتجاوز تلك المشكلات والتعويض عنها.“

تحليل المكالمات بالفيديو

بالنسبة للدراسة، أعد تروجيلو وزملاؤه مكالمات فيديو بين عشرين زوجًا [20 مجموعة، كل مجموعة متكونة من شخصين] من المشاركين في التجربة. جلس كل واحد من المشاركين في غرفة منفصلة، وقيل لكل شخصين أن يجريا محادثة عادية «غير متكلفة» لمدة 40 دقيقة. أثناء المكالمة، قام الباحثون بخفض جودة مكالمة الفيديو في عشر خطوات متتالية، من مكالمة كانت بصورة واضحة جدًا إلى صورة ضبابية للغاية «انظر الصورة أدناه». قام الباحثون بتتبع كيف غير المشاركون طريقة كلامهم وإيماءاتهم خلال تلك المكالمة.

وجد الباحثون أنه في البداية، عندما تدهورت جودة الفيديو، قلل المشاركون من حركات أذرتعهم وأجسامهم إلى حد ما. بيد أنه عندما انخفضت الجودة بشكل أكثر، بدأت الحركة في الزيادة. زاد معدل وسرعة وحجم الإيماءات بسرعة في البداية، ثم وصل معدل وسرعة وحجم الإيماءات إلى مستوى هضبة معينة. هؤلاء المشاركون الذين استخدموا الإيماءات أثناء مكالمة الفيديو رفعوا أيضًا أصواتهم بمقدار وصل إلى 5 ديسيبل [2]  عندما بدأت جودة الفيديو بالانخفاض. حتى عندما تدهورت جودة الصورة لدرجة أن المشاركين بالكاد استطاعوا رؤية بعضهم بعض، استمروا في استخدام الإيماءات والكلام بصوت أعلى.

”ما تبينه هذه النتائج هو أن الكلام والإيماء يكملان بعضهما بعضًا «فهما متكاملان». يعوض الناس فقدانهم العناصر المرئية برفع الصوت وتكبير من حجم الإيماءات. حتى عندما أصبح بالكاد رؤية الصورة [صورة المتحدثين]، لم يتوقف المتحدثون عن استخدام الإيماءات فجأة. فالعملية بالضبط مشابهة للطريقة التي يتحدث بها الناس مع بعضهم البعض على الهاتف: على الرغم من أننا لا نرى بعضنا البعض، لكن مع اندماجنا في الكلام ما زلنا نتحرك ونستخدم الإيماءات.“

صورة أكمل للبحث في المستقبل

الأبحاث السابقة بينت أن الكلام والإيماء مرتبطان، لكن دراستنا هذه هي أول دراسة تبحث في مدى تأثير المرئيات في سلوكنا في هذه المجالات،“ كما ذكر تروجيلو. دراستنا تفيد أن الكلام والإيماء يتكيفان ديناميكيًا مع حاجاتنا. النتائج التي توصلنا إليها توحي بأن الكلام والإيماء هما قناتان من قنوات التواصل مرتبطتان معًا بشكل وثيق.

ما تُبينه هذه الدراسة هو أنه إذا أردت أن تدرس السلوك التواصلي [3] ، فعليك أن تلقي نظرة على الصورة الكاملة. بعض الباحثين يجادلون بأن الإيماءات ليست إلّا شيء إضافي / زائد على الكلام، وليست جزءً لا يتجزأ منه. فإذا كان الأمر كذلك، فلن نرى الناس يتكلمون بصوت مرتفع للتعويض عن فقدان الإيماءات، أو العكس. تثبت هذه الدراسة أن الارتباط بين الكلام والإيماءات صحيح في كلا الاتجاهين. لذا لا ينبغي أن تقتصر الأبحاث المستقبلية في الكلام على عوامل مثل جهارة / علاوة الصوت ونبرته فحسب، بل لا بد أن تشمل أيضًا الإيماءات للحصول على حقيقة سلوك الناس.

 

مصادر من داخل وخارج النص

[1]  https://cutt.ly/sGeNy4t

[2]  https://cutt.ly/eGeNiQ6

[3]  ”التواصل السلوكي هو مفهوم نفسي يتناول استخدام الناس للسلوكيات اليومية بوصفها شكلاً من أشكال التواصل، ويشير هذا المفهوم على وجه التحديد إلى نزعة الناس للتعبير عن مشاعرهم وحاجاتهم وأفكارهم من خلال الرسائل غير المباشرة والتأثيرات السلوكية. يمكن الحكم على أي سلوك «أو غياب هذا السلوك في حالة ما إذا كان متوقعًا» على أنه وسيلة من وسائل التواصل إذا كان يهدف إلى توجيه رسالة معينة. على سبيل المثال، طريقة معبرة في تصفيف الشعر أو إظهار شعور معين أو تجنب الإجابة المباشرة «الانسحاب الانفعالي» أو ببساطة تنظيف الأطباق «أو عدم تنظيفها» يمكن اعتبارها جميعًا وسائل يستخدمها البعض في توجيه رسائل لبعضهم بعض. وينظر إلى مفهوم التواصل السلوكي بوصفه أحد متغيرات الفروق الفردية. وهذا يعني أن بعض الأشخاص يميلون أكثر من غيرهم للانخراط في التواصل السلوكي على الرغم من وجود بدائل مقبولة، مثل استخدام التواصل اللفظي.“ مقتبس من نص ورد على هذا العنوان:

https://cutt.ly/HGeNoHk

المصدر الرئيس
https://cutt.ly/NGeNpFJ