آخر تحديث: 27 / 4 / 2024م - 6:23 م

كلما تقدمنا في العمر نزداد رضىً عن الحياة، وذلك بفضل هرمون الحب

عدنان أحمد الحاجي *

كلما تقدمنا في العمر نزداد رضىً عن الحياة، وذلك بفضل هرمون الحب
21 أبريل 2022
بقلم تانيا فيتزجورج بلفور
المترجم: عدنان أحمد الحاجي
المقالة رقم 113 لسنة 2022
We are more satisfied with life as we age، thanks to this neurochemical
April 21,2022
By Tania Fitzgeorge-balfour, science writer


ربطت دراسة جديدة بين مستوى الرضا عن الحياة والكيمياء في أدمغتنا. الذين يفرزون الناقل «المركب الكيميائي» العصبي الأوكسيتوسين [يعرف أيضًا بهرمون الحب[1] ] أكثر لطفًا مع الآخرين ويشعرون بالرضا عن حياتهم بشكل أكثر. بالإضافة إلى ذلك، يزداد إفراز الأوكسيتوسين كلما تقدمنا في العمر، مما يفسر لماذا يكون الناس أكثر اهتمامًا وعناية بالآخرين مع تقدمهم في العمر. تتوافق هذه النتائج مع العديد من الفلسفات الدينية، حيث يتعزز رضا المرء عن حياته بمساعدته للآخرين.

هرمون الأوكسيتوسين

الذين تفرز أدمغتهم مستويات أكثر من هرمون الأوكسيتوسين يصبحون أكثر لطفًا مع الآخرين وأكثر رضىً عن حياتهم. هذا ما اكتشفه بحث جديد، نُشر في دورية فرونتيرز لعلم الأعصاب السلوكي Frontiers in Behavioral Neuroscience، ووجد البحث أيضًا أن مستوى إفراز الأوكسيتوسين يزداد مع التقدم في العمر، مفسرًا لماذا، في المتوسط، يكون الناس أكثر اهتمامًا وعنايةً بالآخرين مع تقدمهم في العمر[2] .

قال المؤلف الأول الدكتور بول جي زاك Zak من جامعة كليرمونت Claremont للدراسات العليا: ”تتوافق نتائج دراستنا مع العديد من الأديان والفلسفات، حيث يتعزز مستوى رضا المرء عن حياته بمساعدته الآخرين“.

”المشاركون في دراستنا الذين أفرزوا أكبر قدر من الأوكسيتوسين كانوا أكثر كرمًا فيما يتعلق بالأعمال الخيرية عندما أتيحت لهم الفرصة وقاموا بالعديد من سلوكيات المساعدات الأخرى. التغيير في مستوى افراز الأوكسيتوسين كان مرتبطًا بشكل إيجابي أيضًا بالتقمص الوجداني[3]  من قبل المشاركين ومشاركتهم في الفعاليات / الطقوس الدينية وممارستهم للامتنان“.

الأوكسيتوسين

الأوكسيتوسين Oxytocin هو ناقل عصبي «مركب كيمائي عصبي» معروف على نطاق واسع بدوره في العلاقات الاجتماعية والثقة بين الأفراد والكرم. أراد زاك وزملاؤه معرفة ما إذا كان مستوى إفراز الأوكسيتوسين يتغير مع التقدم في العمر، كما هو موجود في بعض المواد الكيميائية العصبية الأخرى التي تؤثر في المشاعر والسلوكيات.

”لقد أثيتنا في السابق أن هناك علاقة بين مدى كرم الناس وطيبتهم، وهو ما يُعرف بالسلوك المحابي للمجتمع الإيجابي[4] ، وبين إفراز الأوكسيتوسين،“ كما قال زاك. ”يقضي كبار السن وقتًا أطول في التطوع ويتبرعون بنسبة أكبر من دخلهم للأعمال الخيرية مقارنة بالشباب، لذلك أردنا معرفة ما إذا كان هناك أساس كيميائي عصبي لهذه السلوكيات.“

قام الباحثون بحشد أكثر من 100 شخص لهذه الدراسة، تتراوح أعمارهم بين 18 و99 عامًا. عرض على كل منهم مقطع فيديو عن طفل صغير مصاب بالسرطان، والذي أكدت دراسة سابقة أنه يحث على افراز الأوكسيتوسين في الدماغ. عينات من الدم أخذت من المشاركين قبل مشاهدتهم مقطع الفيديو وبعده لقياس التغير في مستوى الأوكسيتوسين.

”كان لدى المشاركين خيار التبرع ببعض مدخولهم من مشروع الدراسة لجمعية خيرية تعنى بسرطان الأطفال[5] ، وقد استُخدم هذا المقطع لقياس سلوكهم المحابي الإيجابي للمجتمع المباشر. كما قمنا أيضًا بجمع بيانات بشأن حالاتهم الانفعالية / المشاعرية، لتوفير معلومات بشأن مستوى رضاهم العام عن الحياة“، كما أوضح زاك.

كن لطيفا، كن محبًا للحياة

”الذين أفرزوا أكبر مقدار من الأوكسيتوسين في التجربة لم يكونوا فقط أكثر كرمًا فيما يتعلق بالأعمال الخيرية، بل قاموا أيضًا بالعديد من سلوكيات المساعدة الأخرى. هذه هي المرة الأولى التي جرى فيها ربط التغير الملحوظ في مستوى الأوكسيتوسين بالسلوكيات المحابية للمجمتع الإيجابية السابقة،“ حسبما أفاد زاك.

”وجدنا أيضًا أن مستوى إفراز الأوكسيتوسين يزداد مع التقدم في العمر ويرتبط بشكل إيجابي بمستوى الرضا عن الحياة.“

مستوى الأوكسيتوسين يرتفع طرديًا مع التقدم في العمر

إن النتيجة القائلة بأن سلوكيات المساعدة تحسِّن من جودة الحياة[6]  تتوافق مع العديد من التقاليد والفلسفات الدينية. يبدو أن خدمة الآخرين تؤدي إلى تنشيط الدماغ لإفراز كميات أكثر من الأوكسيتوسين في حلقة ارتجاعية «تغذية ارتجاعية» إيجابية[7]  من مستويات مرتفعة من التقمص الوجداني[3]  والإمتنان.

مبلغ التبرع بالمال يرتفع طرديًا مع العمر

يود زاك تكرار هذه الدراسة في عينة من الناس أكثر تنوعًا من الناحية العرقية والجغرافية لمعرفة ما إذا كانت النتائج تبقى صحيحة بالنسبة لثقافات مختلفة. واختتم بالقول: ”نود أيضًا إجراء قياسات طويلة الأمد للفيزيولوجيا العصبية[8]  باستخدام تقنيات غير باضعة يمكن ارتداؤها [على الجسم] لمعرفة أي ما هي الأنشطة المعينة التي تزيد من مستوى رضا الناس عن الحياة“.

 

 

مصادر من داخل وخارج النص

[1]  https://cutt.ly/rGRZTVy

[2]  https://cutt.ly/GGRZASt

[3]  ”التقمص الوجداني هو القدرة على الفهم أو الشعور بما يواجهه شخص آخر ضمن إطاره المرجعي، أي القدرة على أن يضع الشخص نفسه في مكان شخص آخر. تعاريف التقمّص الوجداني تشمل مجموعة واسعة من الحالات العاطفية. تشتمل أنواع التقمّص الوجداني على التقمّص الوجداني المعرفي، والتقمّص الوجداني العاطفي، والتقمّص الوجداني الجسدي والقابلية على مشاركة الأشخاص في الأحاسيس والعواطف والأفكار والتصرف وفهم مسبق للسلوك المتوقع، وهي خاصية بناء ثقة مرغوبة في الأداء الوظيفي، وتتضمن كلمات تفهم ومواساة، كأن تقول للشخص إنني أفهم شعورك.“ مقتبس من نص ورد على هذا العنوان:

https://cutt.ly/IGRZS5G

[4]  ”السلوك المحابي للمجتمع «Prosocial behaviour» أو نية إفادة الآخرين، سلوك اجتماعي «يفيد الآخرين أو المجتمع على وجه العموم»، مثل المساعدة والتشارك والتبرع والتعاون والتطوع. قد يُعتبر الالتزام بالقواعد / المعايير والامتثال للسلوكيات المقبولة اجتماعيًا «مثل التوقف عند إشارة «توقف» ودفع أموال مشتريات البقالة» نوعًا من السلوك المحابي للمجتمع. قد تُدفع تلك الأفعال بالتقمص الوجداني وبالاهتمام برفاهية وحقوق الآخرين، أو بسبب المشاغل الأنانية أو العملية، مثل مكانة الفرد الاجتماعية أو السمعة، أو الأمل في المعاملة بالمثل سواءً مباشرةً أو بصورة غير مباشرة، أو التمسك بتصور الفرد الخاص عن الإنصاف. ربما يدفع الإيثار هذه السلوكيات، بالرغم من جدلية الإيثار المحض. يطرح البعض أن هذا الجدل يخضع للنطاق الفلسفي لا النفسي. تشير الأدلة إلى ضرورة محاباة المجتمع لرخاء الجماعات الاجتماعية على العديد من المستويات، ومنها المدارس. للسلوك المحابي للمجتمع وقع مهم في الصف الدراسي على تحفيز التلاميذ للتعلم والمساهمة في الصف والمجتمع. التقمص الوجداني أحد أهم دوافع إثارة السلوك المحابي للمجتمع، وله جذور تطورية عميقة.“ مقتبس من نص ورد على هذا العنوان:

https://cutt.ly/zGRZFxa

[5]  https://cutt.ly/3GRZG1f

[6]  ”يتضمن مفهوم جودة الحياة quality of life أو أحوال المعيشة «Living Conditions» كل ما يتمتع به الفرد من مسكن وملبس ومأكل ومشرب. ويتحدد ذلك - عادة - بمستوى دخله والبيئة التي يعيش فيها، والطبقة الاجتماعية التي ينتمي إليها. وعلى هذا يمكن تعريف مفهوم“ الأحوال المعيشية ”بشكل أكثر تحديداً، بوصفها عملية مركبة ومتكاملة تتضمن توافر كافة الاحتياجات، والإمكانات المادية للفرد أو الأسرة، كالمأكل والمشرب والملبس والمسكن، وكذلك الحاجات غير المادية «الاجتماعية»، كالتعليم والعلاج والنقل والمواصلات والبيئة النظيفة الخالية من التلوث. ولا شك أن هذه الحاجات ليست ثابتة، وإنما هي ذات طبيعة دينامية ومتطورة من خلال ارتباطها بتطور المجتمع وتقدمه.“ مقتبس من نص ورد على هذا العنوان:

https://cutt.ly/HGRZJTF

[7]  https://cutt.ly/4GRZKLG

المصدر الرئيس

https://cutt.ly/bGRZZwx