آخر تحديث: 28 / 4 / 2024م - 12:27 ص

أجنة الذكور أكثر تطلبًا من أجنة الإناث

عدنان أحمد الحاجي *

أجنة الذكور أكثر تطلبًا من أجنة الإناث مما يجعلنا نحتاج إلى تصميم علاجات خاصة لكل حالة حمل وعناية من جوانب الحوامل بالغذاء ووزن الجسم

26 أبريل 2022

كلية سانت جونز، جامعة كامبريدج

المترجم: عدنان أحمد الحاجي

المقالة رقم 118 لسنة 2022

Boys are more demanding than girls before they are born، according to scientists

April 26,2022

St John`s College، University of Cambridge

اكتشفت دراسة جديدة من جامعة كامبريدج أن معرفة جنس الجنين في مرحلة الحمل يمكن أن يؤدي إلى فرص حياة أفضل. [المترجم: فرص الحياة هي الفرص المتاحة لكل فرد لتحسين جودة حياته[1] ]

من المرجح أن تؤدي حالات الحمل بأجنة ذكور إلى مضاعفات، ربما لأن نمو هذه الأجنة أسرع في الرحم ولذلك يتطلبون عناصر غذائية وأكسجين بكميات أكبر مما تستطيع أن توفره الأم من خلال المشيمة - وهي العضو المؤقت الذي يلتصق بجدار الرحم أثناء الحمل لمساعدة الجنين على النمو والتطور[2] .

اكتشف الباحثون حاليًا أن جنس الجنين يمكن أن يؤثر في مدى كفاءة عمل المشيمة في الواقع إلى جنب عوامل أخرى كالسمنة الأمومية[3] الناجم عن الغذاء والضغط النفسي التي تواجهه المرأة الحامل، بعد دراسة حالات حمل في فئران المختبر.

تتأثر حوالي واحدة من كل 10 نساء باضطرابات الحمل، مثل تخلّف نّموّ الجنين الدّاخل رحميّ[4]  وما قبل تسمم الحمل[5]  - والتي تتميز بحالة ارتفاع ضغط الدم المهددة لحياة كل من الأم والطفل - ولكن قد تكون هذه الأمور صعبة للتنبؤ بها وعلاجها.

يشير البحث الجديد إلى أن تصميم خطط علاج فردية «لكل حالة بحسب جنس الحمل» وتشجيع النساء الحوامل على إجراء تغييرات في نمط حياتهن بناءً على جنس الجنين يمكن أن يكون له فوائد صحية على مدى حياة أطفالهن - ويضع حدًا للتقليد المتبع القائل بالانتظار حتى يولد الطفل لمعرفة ما إذا كان المولود ذكرًا أو أنثىً.

غالبًا لا يرغب الوالدان في معرفة جنس الجنين لأنهما يريدان أن يكون ذلك مفاجأة لهما. ولكن معرفة الجنس في الواقع من شأنه أن يساعد في تحديد ما إذا كانت حالة هذا الحمل معرضةً لخطر أكبر من حالة حمل آخر لأننا نعلم أن بعض حالات الحمل مثل ما قبل تسمم الحمل[5]  وتخلّف نّموّ الجنين الدّاخل رحميّ[4]  يمكن أن تكون أكثر انتشارًا في النساء اللائي يحملن أطفالًا من الذكور أكثر من النساء الحاملات بأطفال من الإناث، " كما قالت الدكتورة أماندا سفروزي بيري Amanda Sferruzzi-Perri، زميلة كلية سانت جونز St John`s College، التي أجرت البحث مع فريقها من قسم تطور الفسيولوجيا وعلم الأعصاب في مركز أبحاث الأرومة التروفوبلاستية Trophoblast Research بجامعة كامبريدج.

”نحن لا نعرف تمامًا سبب ذلك بشكل قاطع، ولكن قد يكون له علاقة بحقيقة أن الأجنة الذكور ينمون بشكل أسرع داخل الرحم. لذلك ستصبح متطلباتهم من العناصر الغذائية والأكسجين التي تزودهم به أمهاتهم عبر المشيمة غير كافية بلا شك، لا يتلقى الطفل الذكر كل ما يريده ويحتاجه بالفعل لينمو إلى أقصى طاقته. لذلك قد تكون قدرته على الصمود ضد مسببات الضغوط أو الأحوال الصحية السيئة أثناء الحمل [الأحوال الصحبة: مثل السكري وضغط الدم] أقل من قدرته لو كان الجنين أنثى لأن متطلباتها أقل.“

كشف فريق بحث الدكتورة أماندا سفروزي بيري عن نتائجه في ورقة بحثية نُشرت في مجلة البيولوجيا التناسلية Biology of Reproduction6. ونُشرت دراسة ثانية في مجلة أكتا فيسلوجيكا Acta Physiologica بالتعاون مع زملاء باحثين من مؤسسات في غير دولة[7] ، والتي توضح كيف أن بدانة الأمهات الناجمة عن النظام الغذائي تغير بنية المشيمة وتؤثر في نمو الطفل، بما في ذلك تسببها في حدوث تغييرات بناءً على نوع جنس الجنين.

يعتمد نمو الجنين على قيام المشيمة بوظائفها، والتي تتطلب طاقة من المقتدرة «الميتوكوندريون[8]  - وهي حجيرات خاصة في خلايانا تساعد على تحويل الطاقة المستمدة من المواد الغذائية إلى طاقة يمكن أن تستخدمها الخلايا للقيام بوظائفها. وجد الباحثون أنه في حالة الحمل الطبيعية لدى الفئران، تستجيب المشيمة بشكل مختلف بناءً على ما إذا كانت تدعم جنين أنثى أو جنين ذكر، وتقوم بوظائفها بشكل أفضل في وجود أجنة أنثوية خفيفة الوزن مما لو كانت الأجنة من الذكور الثقيلة وزنًا.

”تتمتع المشيمة بمهارة مذهلة في تغيير طريقة تشكلها وكيف تقوم بوظيفتها،“ بحسب أماندا سفروزي بيري. ويمكن ملاحظة ذلك على مستويات متعددة من الطريقة التي تتشكل بها الخلايا في المشيمة، وجيناتها وبروتيناتها، وحتى مقتدراتها / ميتوكوندريوناتها. يمكن أن يتغير كل ذلك استجابة لأنواع مختلفة من الإشارات، سواء أكان ذلك في الأم التي تتناول نظامًا غذائيًا غنيًا بالسكريات أو بالدهون، أو في حالة حمل فيه تنافس بين أجنة أشقاء في حال كون الأم حاملًا بأكثر من جنين واحد، ولكن ما أعتقده هو ربما يكون الجانب الأكثر حداثة في الموضوع هو أن طريقة تكيُّف المشيمة تعتمد على ما إذا كان الطفل أنثى أو ذكرًا".

تبين الدراسات أهمية تصميم علاجات خاصة بنوع جنس الحمل لعلاج قصور المشيمة[9]  ونمو الجنين غير الطبيعي «أي تخلف النمو الداخل رحمي للجنين[4] ، بالإضافة إلى تدخلات نمط الحياة مصممة بحسب حالة الحمل أو علاجات خاصة بالنساء الحوامل البدينات.

”البيانات التي قمنا بجمعها في المختبر بينت لنا بالفعل أنه يتعين علينا مراعاة جنس الطفل عند مراقبة حالة الحمل“. ”لذلك ربما يجب أن تكون العلاجات مصممة بناءًا على جنس الطفل، كما قالت الدكتورة أماندا سفروزي بيري.“

يعرف الباحثون بالفعل أن احتمال إصابة الذكور والإناث بأمراض مثل السكري من النوع الثاني وأمراض القلب والأوعية الدموية يعتمد على الجنس - احتمال حدوث اصابة الذكور بكلا المرضين احتمال عال. "ما إذا كان جانب من هذه المشكلة قد جاء من التأثر بما جرى على الجنين [قبل الولادة في بيئة رحم ابنه] هو مجال مهم يتوق أناس مثلي وآخرون بالفعل لمحاولة دراسته. إحدى الأساليب التي ننفذ بها هذه الدراسة هي تنفيذها في الفئران مستخدمين الظروف البيئية «أي العوامل المؤثرة في الأم»، كالسمنة الناجمة من النظام الغذائي، وهي حالة منتشرة بالفعل في العالم، حتى في العالم المتقدم حيث التحضر[10] ، يعني أن النساء يتمتعن بإمكانية الحصول على نظم غذائية غنية بالسكر والدهون أكثر مما كن قبل انتقالهم إلى التحضر، كما قالت الدكتور أماندا سفروزي بيري.

في المملكة المتحدة، لدى أكثر من نصف النساء الحوامل مؤشر كتلة جسم أعلى من النطاق الصحي الطبيعي لكتلة الجسم. هذا أمر مقلق لأن السمنة لدى الأمهات تزيد من احتمال حدوث مضاعفات الحمل، مثل الإجهاض وسكري الحمل وما قبل تسمم الحمل[5]  وولادة جنين ميت. يمكن أن تؤدي أوزان الطفل غير الطبيعية عند الولادة أيضًا إلى مشاكل في النماء العصبي واضطرابات النمو العصبي[11]  في مرحلة الطفولة، وإلى سمنة ومرض السكري وأمراض القلب في مرحلة البلوغ.

صور جنين فوق صوتية

"نقوم الآن بمراكمة المزيد والمزيد من الأدلة بشأن ما ينبغي علينا قياسه من العوامل المؤثرة في الأم أثناء حالة الحمل، مثل مؤشر كتلة جسمها في البداية ونموها ووزنها أثناء الحمل، ولكن أيضًا لا بد من أخذ جنس الجنين في الاعتبار. روتينيًا، يأخذ الأطباء جنس الجنين في الاعتبار أثناء فحصهم صور الموجات فوق الصوتية للجنين، لأن جنس الجنين يعتبر من العوامل المحدِّدة المهمة لمدى نمو الجنين. لكن لم نكن نعرف بالفعل قبل هذه الدراسة كيف نتمكن من القيام بذلك؛ كيف يمكن أن يتفاعل ذلك مع بيئة «العوامل المؤثرة في» الأم أو كيف يحدث الحمل. لذا دراساتنا تزود الأطباء بالمعلومات حتى يتمكنوا من تقديم استشارات مستنيرة للأمهات الحوامل بخصوص كيف يتمكنَّ من إدارة حملهن.

”قد تحتاج المرأة الحامل بجنين ذكر إلى اعتماد حالات أنماط حياة مختلفة عن المرأة الحامل بأنثى“.

يوجد حاليًا عدد قليل جدًا من الأساليب لعلاج النساء اللاتي يعانين من مضاعفات الحمل غير اسلوب ملازمة الفراش للراحة أو النصائح المتعلقة بالغذاء أو ولادة الطفل مبكرًا / قبل الأوان، وذلك بسبب احتمال نفاذ الأدوية عبر المشيمة والتأثير في بعض الأعضاء الحيوية للجنين الحساسة للغاية. يحاول بعض الباحثين الآن التفكير في طرق لتصميم علاجات تذهب إلى المشيمة فقط.

”هذه العلاجات ستزيد من مدى قيام المشيمة بوظائفها، وكيف تتطور، وحتى كيف تنتج على مستوى الميتوكوندريا الطاقة اللازمة لدعم نمو الجنين،“ كما قالت الدكتورة سفروتسي بيري. ”يعزز لنا هذا العمل البحثي التحضيري أن المشيمة عضو أساسي لمخرجات الحمل الصحية، وأن جنس الجنين مهم. ولكن بدراسة الأنواع المختلفة من الجينات والبروتينات والآليات الخلوية، قد نحدد الأهداف التي يمكن أن تكون كعلامات حيوية يمكن استهدافها بشكل خاص في المشيمة لتحسين المخرجات الصحية [آي التغييرات في الصحة التي تنتج عن تدابير أو تدخلات معينة] للأمهات وأطفالهن.“

حصلت الدكتورة أماندا سفروزي بيري مؤخرًا على جائزة روللي سمبسون Rolly Simpson للخريجين المتميزين من دورة أفاق في التناسل Frontiers in Reproduction، وهي دورة أجريت في مختبر الأحياء البحرية، وهو مركز دولي للبحث والتعليم في العلوم البيولوجية والبيئية ومقره بوسطن، ماساتشوستس في الولايات المتحدة. وقد اختيرت أيضًا كمنافسة على جائزة الأبحاث التي يقوم بها الباحثون في منتصف عمرهم البحثي في الفسيلوجيا التجريبية من جمعية الفسيولوجيا The Physiological Society، والتي ستشمل كتابة مقال للمجلة للحصول على الجائزة.

في ديسمبر 2020، مُنحت الدكتورة سفروتسي بيري جائزة هانز سيغريست المرموقة من قبل مؤسسة هانز سيغريست في جامعة برن في سويسرا لأبحاثها حول أسباب مضاعفات الحمل التي تؤدي إلى تدهور صحة الأمهات وأطفالهن.

مصادر من داخل وخارج النص

[1]  https://cutt.ly/hGNfhzD

[2]  ”الفرق بين النمو والتطور: أحد الاختلافات الرئيسة بين النمو والتطور هو أن النمو لا يعدو عن كونه أكثر من مقياس مادي طبيعي «زيادة في الحجم، مثلًا». التطور شيء لا يمكن قياسه بنفس الطريقة. إنه معنىً آخر للتقدم على صعد أخرى. وبما أن كل طفل مختلف عن الآخر، فسيكون تقدمه وتطوره بسرعات مختلفة وبطرق مختلفة. الفرق الآخر بين النمو والتطور هو الوقت. التطور هو عملية مستمرة على مدى الحياة بينما يصل النمو إلى نهايته تدريجيًا. في مرحلة ما من حياة المرء، تتوقف طفرات النمو، ومع ذلك، يستمر في تطوير مهارات جديدة. أخيرًا، قد تأخذ في الاعتبار أحد النباتات. يمكن أن تواصل نموها حتى تصبح أطول منك. لكنك سترقب أيضًا التطور التي قد يجعلها تنتج أزهارًا أو ثمارًا. هذا من شأنه أن يكون تطوير لوظائفها وقدراتها!“ ترجمناه من نص ورد على هذا العنوان:

https://cutt.ly/OGNfjJw

[3]  تشير السمنة الأمومية إلى زيادة وزن المرأة خلال فترة الحمل، ولها تأثير كبير في التمثيل الغذائي للأم ونمو النسل. السمنة لها مخرجات سلبية على صحة الأم فهي تعطل مقاومة الأنسولين وتوازن مستوى الجلوكوز في الدم والأكسدة الدهنية وتركيب الأحماض الأمينية. ويعد تعديل نمط الحياة استراتيجية فعالة لتحسين عملية التمثيل الغذائى للأم والوقاية من أى نتائج سلبية. " مقتبس من نص ورد على هذا العنوان:

https://cutt.ly/CGNflYn

[4]  تخلّف النّموّ الدّاخل رحميّ intrauterine growth restriction هو حالة لا يبلغ فيها نمو الجنين الحد الطّبيعي، حيث من المهم أن نذكر بأنّ الحديث هنا يدور عن تكهنات فقط؛ لأنه لا وجود لطريقة أكيدة تضمن التّحديد الدّقيق لمقاييس ووزن الجنين، كما أن مجال النمو الطّبيعي ذاته محطّ جدل. " مقتبس من نص ورد على هذا العنوان:

https://cutt.ly/AGNfbou

[5]  ”ما قبل تسمم الحمل، أو مقدمات الارتعاج «Preeclampsia» هو حالة طبية يصاحب الحمل فيها ارتفاع ضغط الدم «وهي الحالة المعروفة بارتفاع ضغط الدم الحملي»، ويصاحب هذه الحالة ظهور كميات ملحوظة من البروتين في البول. ويشير مصطلح ما قبل تسمم الحمل إلى مجموعة من الأعراض - وليس إلى أي عامل مسبب لهذه الحالة. توجد العديد من الأسباب المختلفة التي يمكن أن تؤدي إلى حدوث هذه الحالة. ويبدو أن هذه الحالة قد ترجع إلى وجود مواد من المشيمة يمكن أن تتسبب في وجود خلل وظيفي في الخلايا المبطنة للأوعية الدموية للأم التي لديها استعداد للإصابة بهذا المرض.“ مقتبس من نص ورد علي هذا العنوان:

https://cutt.ly/7GNfnGO

[6]  https://cutt.ly/bGNfQmC

[7]  https://cutt.ly/1GNfEap

[8]  https://cutt.ly/iGNfRhm

[9]  ”قُصور المَشيمة أَو قُصور الرحم المشيمي «Uteroplacental insufficiency» أو داء نَقص الدَم المشيمي هوَ مَرض نَقص سَريان الدم للمشيمة أثناء الحمل، وَيُستخدم هذا المُصطلح أيضاً في وَصف تَباطؤ دقات قلب الجَنين المُقاسة بأجهزة قياس إلكترونية حتى في حالة عدم وجود دَليل واضح على نقص سريان الدم إلى المَشيمة. مُعدل سريان الدم الطبيعى للمشيمة هوَ 600 مل/دقيقة.“ مقتبس من نص ورد على هذا العنوان:

https://cutt.ly/hGNfTW7

[10]  https://cutt.ly/6GNfYGC

[11]  اضطرابات النمو العصبي هو ضعف النمو وتطور الدماغ أو الجهاز العصبي المركزي. يشير هذا المصطلح باختصار إلى اضطراب في وظيفة الدماغ التي تؤثر في العاطفة، القدرة على التعلم، وضبط النفس والذاكرة والتي تكشف عن نمو الفرد. " مقتبس من نص ورد علي هذا العنوان:

https://cutt.ly/TGNfIyk

المصدر الرئيس

https://cutt.ly/VGNfO7D