آخر تحديث: 28 / 4 / 2024م - 8:57 ص

ممارسة ربما تساعد الطفل على التعرف على البناء الاجتماعي

عدنان أحمد الحاجي *

المفاهيم الأولى للعلاقة الحميمة: عندما يرى الأطفال الناس يتبادلون اللعاب عبر المشاركة في الأكل من نفس الطعام أو من نفس الاناء، فإنهم يعرفون ماذا يجري: ممارسة ربما تساعد الطفل على التعرف على البناء الاجتماعي

16 فبراير 2022

المترجم: عدنان أحمد الحاجي

المقالة رقم 117 لسنة 2022

Harvard-MIT study suggests infants view kissing or sharing food or utensils as social cues indicating close relationships

February 16,2022

تشير دراسة من جامعة هارفارد ومعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا إلى أن الأطفال ينظرون إلى القبلات أو المشاركة في الأكل من الطعام نفسه أو من الإناء نفسه على أنها ايماءات اجتماعية توحي بعلاقات وثيقة

بينت دراسة جديدة[1] أجراها باحثون من جامعة هارفارد ومعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، بما فيهم باحثة علم النفس إليزابيث سبيلك Elizabeth Spelke، أن الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 8 و10 أشهر يستدلون مما يشاهدونه من التفاعلات المتبادلة بين شخصين، والتي تنطوي على نقل اللعاب بينهما، من المحتمل كثيرًا أن يكونا على علاقة وثيقة.

هكذا تفاعلات تشمل قبلات وأخذ الواحد لقميات / قضمات من طعام الآخر واستخدامهما نفس الشوكة / المعلقة أو انبوب شفط العصير. تفيد الدراسة بأن الأطفال يفهمون كل هذه التفاعلات على أنها إشارات / إيماءات إجتماعية مما يشير إلى ما إذا كان ذلك يعني علاقات متبادلة طبيعية بين الناس أو بينهم روابط قوية.

يقترح البحث، الذي نُشر في مجلة ساينس Science [1]  أن الأطفال يستوحون من مثل هذه الإشارات ما إذا كان المتفاعلان [من جرى بينهما هكذا تفاعل] أكثر ميلًا إلى مواساة بعضهما بعض لو ظهر شيء مسبب للضغط النفسي «مرهق للأعصاب» - على سبيل المثال، لو بدأ أحدهم بالبكاء.

تقول الباحثة الرئيسة أشلي توماس Ashley Thomas إن التجارب تضمنت دمى وشرائح برتقال وأصابع مغموسة في اللعاب وجرى اللعب بها على منظر من الأطفال الرضع والأطفال الصغار «الدارجين»، الذين تتراوح أعمارهم بين 8 إلى 18 شهرًا.

عُرض على الأطفال مجموعتين من مقاطع فيديو، تضمن بعضها أمثلة على تقاسم اللعاب «مثلًا، شخصان يأكلان من نفس الطعام بحيث يختلط لعابهما» والبعض الآخر لم يتضمن ذلك. في إحدى المجموعتين، أخذت امرأة قضمة من شريحة فاكهة برتقال ثم وضعتها في فم دمية زرقاء قبل إعادتها لتقضم منها قضمة أخرى. ثم عُرض على الرضع والأطفال الصغار فيديو تطهر فيه امرأة مختلفة تلاعب دمية بالكرة. وأظهر مقطع الفيديو الأخير الدمية جالسة بين المرأتين قبل أن تبدأ في البكاء وترخي برأسها للأسفل.

[المترجم: مقطع فيديو يوضح بوجه عام التجارب التي تجرى في المختبر، كما يعرض بوجه خاص ما جرى أثناء هذه التجربة:

”السؤال هو: من من الموجودين يتوقع الرضع والأطفال الصغار أن يستجيب لحزن الدمية؟“ سألت توماس، وهي باحثة في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا.

نظر الأطفال بشكل ثابت أولاً وقبل كل شيء إلى المرأة التي شاركت شريحة البرتقال مع الدمية أكثر مما نظروا إلى المرأة التي لاعبت الدمية بالكرة فقط.

كمجموعة تحكم، عرضت لقطات لتفس المرأتين أيضًا بدمية جديدة على مجموعة مختلفة من الرضع والأطفال الصغار. لم تشارك أي من المرأتين شريحة البرتقال مع الدمية، وعندما بدأت الدمية في البكاء، أمضى الأطفال نفس طول الفترة الزمنية في النظر إلى كل من المرأتين. يشير هذا إلى أن العامل المحدِد للأطفال الذين تطلعوا إلى المرأة التي شاركت بشريحة البرتقال هو العلاقة التي افترضها الأطفال بين الدمية والمرأة.

كما عرض الباحثون على الأطفال مجموعة جديدة من مقاطع فيديو مع دمية أرجوانية وأخرى خضراء. في مقاطع الفيديو هذه، لمست امرأة جبهتها وبعدها لمست جبهة الدمية الأرجوانية، ثم لمست المرأة جبهتها مرة أخرى. ثم وضعت المرأة إصبعها في فمها، ووضعته بعد ذلك في فم الدمية الخضراء، ثم عادت ووضعته في فمها.

ثم جلست المرأة بين الدميتين وتصرفت كما لو كانت حزينة. حوَّل الأطفال تركيزهم إلى حد كبير إلى الدمية التي شاركتها المرأة لعابها، مما يبرز توقعاتهم أن هذه المرأة هي من المرجح أن تكون من يقدم المساعدة للدمية.

قال الباحثون إن الدراسة أظهرت أن الرضع والأطفال الصغار يدركون ما يسمى ب ”العلاقات الوثيقة والعميقة“ thick relationship 2 تلك التي تتميز بالالتزام والتعلق الدائم. تسلط الدراسة الضوء أيضًا على ما قد يكون اهتمامًا متأصلًا في الأطفال لتعلم التعرف على البناء الاجتماعي[3]  والعلاقات الوثيقة بين الناس وذلك بمشاهدة كيف يتفاعلون.

”الميزة الأساسية للرضيع الآدمي هي أنه لا يستطيع فعل أي شيء تقريبًا، ولا يعرف أي شيء من الأشياء التي نعرفها،“ كما قالت سبيلك Spelke معظم الأشياء التي نفكر فيها طويلًا ربما لا يهتم بها الرضيع على الإطلاق ولا تعنيه.... لكن يبدو أن الأطفال يهتمون بهذه العلاقة العميقة التي تنطوي على الالتزام والتعلق، ويبدو أنهم مهتمون بها بشكل تلقائي / بديهي. أعتقد أن هذا يبعث بإشارة إلى أن هذا الاهتمام قد يكون شيئًا مهمًا من الناحية الثقافية بالفعل للناس ".

بالإضافة إلى ذلك، قام الباحثون ببعض الأشياء المختلفة قليلاً ولكنها ذات صلة مع البحث الآنف الذكر مع أطفال تتراوح أعمارهم بين 5 و7 سنوات. وجدوا أنه عندما يتعلق الأمر بمشاركة الأشياء التي يمكن تقسيمها بسهولة «مثل قطع الحلوى أو الألعاب / الدمى» والأشياء التي لا يمكن تقسيمها «مثل السكوتر»، يعتقد الأطفال أنه من المحتمل أن يشارك في هذا الأشياء أي شخص سواء أكان من الأصدقاء أو من أفراد العائلة. لكنهم يعتقدون أن التفاعلات التي تنطوي على مشاركة اللُعاب «مثل تناول عصير التفاح من نفس الكأس» أن تكون اكثر احتمالًا محصورة بين أفراد الأسرة فقط.

يخطط الفريق لمواصلة البحث في قدرات الرضع والأطفال الصغار على التعرف على العلاقات العميقة التي تنطوي على الالتزام والتعلق thick relationship. ويريدون أن يعرفوا متى يبدأ الأطفال في حيازة هذه المعرفة.

توماس، التي عندها طفل دارج، لديها شعور قوي بأن الطفل يبدأ في سن مبكرة جدًا في امتلاك هذه المعرفة.

قالت: ”زوجي في هذه المرحلة قد سئم بالفعل من تصويري المتكرر لطفلي في كل مرة يحاول أن يطعم «يشارك بطعامه» واحدًا منا أو يشاركنا طعامًا مسه بريقه“.

مصادر من داخل وخارج النص

[1]  https://cutt.ly/GGKEm6U
[2]  https://cutt.ly/JGKEG2d
[3]  ”البناء الاجتماعي هو الإطار التنظيمي العام الذي يندرج تحته كافة أوجه السلوك الإنساني في مجتمع ما ويتضمن مجموعة النظم الاجتماعية ذات القواعد السلوكية المستقرة التي تحكم الأنشطة الإنسانية المتعددة في مجتمع ما. وبمعنى آخر يمكن تعريف البناء الاجتماعي بأنه مجموعة الأطر التنظيمية التي تنتظم في إطارها كافة العلاقات الإنسانية، سواء تلك العلاقات البينية بين الأفراد أو الأشخاص داخل مجتمع ما، أو تلك العلاقات التبادلية بين الأفراد في مجتمع ما وغيره من المجتمعات، ويمكن القول البناء الاجتماعي هو النظام الاجتماعي العام، وهو عبارة عن مجموعة النظم الاجتماعية الرئيسية والفرعية داخل المحيط البيئي لأي مجتمع. كما يطلق مصطلح النظام الاجتماعي على أي من الأنشطة والتفاعلات الإنسانية النمطية والمستقرة. وعبر الترابط بين الظواهر الاجتماعية المتسقة ينشأ النظام الاجتماعي. ثم عبر الترابط بين النظم الاجتماعية ينشأ البناء الاجتماعي.“ مقتبس من نص ورد على هذا العنوان:
https://cutt.ly/RGKEJPj

المصدر الرئيس
https://cutt.ly/lGKEXib