آخر تحديث: 27 / 4 / 2024م - 7:26 م

عندما يحوِّل أحد الأبوين طفله إلى سلاح ضد الآخر، يخسر الجميع

عدنان أحمد الحاجي *

عندما يحوِّل أحد الأبوين طفله إلى سلاح ضد الآخر، يخسر الجميع
بقلم جينيفر هارمان، الأستاذ المشارك في قسم السايكلوجيا الاجتماعية والصحية التطبيقية
25 أبريل 2022
المترجم: عدنان أحمد الحاجي
المقالة رقم 125 لسنة 2022

When parents turn children into weapons، everybody loses
Jennifer Harman، Associate Professor of Applied Social and Health Psychology، Colorado State University
April 25,2022


كلمات مفتاحية من المترجم لتسهيل القراءة وتوحيد المصطلحات، استخدمنا المفردات التالية:

الوالدان / الأبوان = الأب والأم
الوالد = تجاوزًا نعني به الأب أو الأم مع أن الأم لغةً هي الوالد والأب هو المولود له
الزوج = الزوج أو الزوجة
المعتدي = الممارس للعنف الأسري
الضحية = ضحية العنف الأسري


النص المترجم

العنف المنزلي / الأسري [1]  يمكن أن يتورط فيه أحد الوالدين / الأبوين مستخدمًا الطفل كسلاح ضد الآخر، مما يؤدي إلى التسبب في أذية الطفل بشكل هائل. أبحاثي شخصت كيف تتمظهر هذه الديناميكيات وكيف تتعامل مع الأضرار.

هناك ما يقرب من 5,7 مليون حالة من حالات العنف الأسري / المنزلي [1]  في الولايات المتحدة كل عام [2] ، وفي بعض هذه الحالات، يستخدم الأب أو الأم الطفل ليتحكم الواحد منهما في الآخر ويلحق الضرر به [3] . هذا السلوك / التصرف قد ينطوي على الضغط بشكل مباشر على الطفل من قبل أحدهما ليتجسس على الطرف الضحية منهما أو تهديده بأنه لن يرى الطفل مرة أخرى في حال انفصاله عن العلاقة الزوجية.

وسيلة أخرى يمكن لأحد الأبوين من خلالها استخدام الطفل كسلاح تنطوي على توجيه الطفل ضد الطرف الآخر. في هذه الحالة، يقنع الطرف المعتدي من الأبوين الطفل بأن والده الآخر لم يكن ليحبه قط أو قد تخلى عنه أو أنه يمثل خطرًا عليه ولن يشعر بالآمن في وجوده معه. وبهذه الوسيلة، يفسد المعتدي واقع الطفل، حتى أن الطرف المعتدي يقنع الطفل بأنه هو نفسه [أي هذا الطرف] هو من وقع ضحية للعنف الأسري.

نتيجة هذه العملية هي ما يسميها علماء النفس من أمثالي [4]  ”النفور من الأباء [5] “. يشعر الطفل أنه مغرر به ويشعر كذلك بالاستياء والغضب الشديد تجاه الوالد المنَفَّر منه - كالكثير من الأزواج المرفوضين من قبل أزواجهم الآخرين، بل أسوأ من ذلك، لأنه ضد أحد الوالدين الذي للطفل تعلُّقٌ أولي به [وهو أحد الوالدين الذي كان يعتني به أكثر خلال فترة السبعة الأشهر الأولى من عمره [6] ] ويشكل نصف هويته. ما سيحدث بعد ذلك هو سلسلة متعاقبة من الخسائر [7]  المقترنة بإلحاق ضرر كبير بالأطفال.

1. فقدان الثقة بالنفس

عندما يحدث فقدان الثقة بالنفس، يسمي الباحثون، الذين يعملون في نفس التخصص الذي أعمل فيه، هذا بمثابة استخدام الطفل كسلاح من قبل أحد الأبوين ضد الآخر. غالبًا ما يفقد الطفل الثقة في ذكرياته أو تجربته [8]  مع الضحية لأنه يتعارض مع ما يريد المعتدي من الطفل أن يصدقه. أفاد العديد من الراشدين [الراشد من بلغ 20 سنة وأكثر] الذين نُفِّروا من أحد والديهم حينما كانوا أطفالًا أنهم شعروا بالعجز والانفصال العاطفي [9] [10]  ويواجهون صعوبة في الثقة بالآخرين.

2. فقدان البراءة

بإمكان المعتدي أن يسلب براءة الطفل وذلك بتعريضه لأفكار وسلوكيات غير مناسبة لعمره [11] ، أو في الواقع غير مناسبة له على الإطلاق. قد يطلب الطرف المعتدي من الأبوين من الطفل اتخاذ قرار لا يؤخذ عادة إلّا في مرحلة الرشد، مثلًا، ما إذا كان عليه أن يختار في أن تكون له علاقة مع الطرف الضحية من أبويه. الأبوان الممارسان للعنف الأسري في كثير من الأحيان قد يهملان احتياجات طفلهما التنموية، مثل حثه على الاستقلالية، وفي بعض الأحيان اجبار الطفل على الاعتناء باحتياجات أحدهما.

3. فقدان العلاقة بأحد الأبوين

عندما يُنفَّر الطفل من أحد والديه، يبدأ في رفض ما يمثل نصف هويته لأنه مستاء وغاضب منه، ومن المؤلم جدًا له الاقرار بتلك العلاقة. يرفض الطفل أيضًا العلاقة المهمة التي يقدمها الطرف الضحية من أبويه. لفقدان العلاقة وفقدان الشعور بالهوية المشتركة بينه وبين ذلك الطرف من أبويه آثار سلبية كبيرة على الأمد القصير والطويل، كالشعور بالحزن الطويل الذي يبقي بلا حل والشعور بتدني احترام الذات [12] .

4. فقدان الروابط العائلية الأوسع

عندما يصبح الطفل أكثر بعدًا عن الطرف الضحية من والديه، فقد يفقد الطفل أيضًا علاقاته بالأسرة الممتدة «والتي تشمل الأجداد والأقرباء الأخرين [13] » والشبكات الاجتماعية. ويُحرم الطفل من أنواع الخبرات والفرص التي يمكن أن يوفرها هؤلاء الأقرباء، كالدعم الاجتماعي أو الفرص المهنية [كالتوسع في معارفه وتطوير مهاراته المهنية [14] ] الممكنة من خلال شبكاتهم الاجتماعية.

5. فقدان التواصل الاجتماعي

يقوم بعض من يمارسون العنف الأسري بعزل أطفالهم اجتماعياً - وتوفير تعليم منزلي لهم [بدل حضورهم المدرسة]، أو الحد من صداقاتهم أو حتى تغيير مكان سكناهم أو اختطافهم إلى ولاية / منطقة أو دولة أخرى [15] . عندما يقع ذلك، يمكن أن يفقد الطفل جميع علاقاته الاجتماعية والتعليمية والترفيهية والثقافية [العلاقة الثقافية: العلاقة بين ثقافتين أو أكثر [16] ] السابقة. غالبًا ما يعاني الطفل وحده لأنه غير قادر على ممارسة الحزن بشكل علني على فقدانه للطرف الضحية من أبويه بسبب العلاقة التي كونها مع الطرف المعتدي منهما.

ما العمل؟

بالنسبة للأصدقاء والأقارب، يمكن أن يكون الموقف الذي يُستخدم فيه الأطفال كسلاح في وجه أحد الأبوين مربكًا أو حتى قد يبدو أنه عكس ما يحدث بالفعل. قد لا يدرك الغرباء دور الطرف المعتدي ويعتقدون أن الطرف الضحية يرفض في الواقع الطفل أو يكون مخطئًا بطريقة أو بأخرى.

لكن هؤلاء الغرباء المرتبطين ارتباطًا وثيقًا بالعائلة هم في الوضع الأفضل لتقديم يد المساعدة للأسرة على كسر دائرة العنف وإيجاد سبل لحماية الطفل [18] . عندما يلومون الطرف المعتدي على ارتكابه للعنف الأسري، يستمر الطفل في المعاناة. حتى أخصائيو الصحة العقلية لا يقومون دائمًا بتقييم الموقف بشكل صحيح [19]  ويركزون العلاج على علاقة الطفل بالطرف الضحية من والديه - في حين يتجاهلون التأثير المستمر للطرف المعتدي منهما.

تشير أحدث الإحصاءات الوطنية المتاحة إلى عدم وجود فروق ذات دلالة إحصائية في أعداد الرجال والنساء الذين يقعون ضحايا للعنف الأسري كل عام[2] ، ولم أجد في أبحاثي [20]  أن هناك فروقًا بين الجنسين في نسبة الأباء [ضحايا العنف] الذين استُخدم أطفالهم كسلاح ضدهم من قبل الطرف المعتدي منهم.

ما لم يتم حماية الأطفال من استخدامهم كسلاح ضد الطرف الضحية من الأبوين، فستظل هناك كثير من العلاقات الأسرية الفاشلة.

 

مصادر من داخل وخارج النص

[1]  ”عرفت منظمة الصحة العالمية العنف الأسري domestic abuse علىأ نه“ مجموعة من الأعمال القسرية الجنسيّة والنفسيّة والبدنيّة المستخدمة ضد النساء الراشدات والمراهقات من قبل شركاء الحياة الحاليين أو السابقين ”، ولا يقتصر العنف الذي تتعرض له النساء في كثير من الأحيان على الزوج الحالي فقط بل قد يشمل أيضاً أزواج سابقين وأفراد أسرة آخرين كالوالديّن والأشقاء والأصهار. غالباً ما يحدث العنف الأسري عندما يعتقد المعتدي أنَّ العنف حق له أو أمر مقبول أو مبرر أو من غير المحتمل الإبلاغ عنه. وقد ينتج عن ذلك تكرار العنف عبر الأجيال وتعلم الأطفال وغيرهم من أفراد الأسرة الذين قد يشعرون بأن هذا العنف أمر مقبول. كثير من الناس لا يعترفون بأنهم مسيؤون أو ضحايا لأنهم قد يعتبرون ممارساتهم خلافات عائلية خرجت عن السيطرة. يختلف الوعي والإدراك والتعريف والتوثيق للعنف المنزلي بشكل كبير بين بلد وآخر.“. مقتبس من نص ورد على هذا العنوان:
https://cutt.ly/zG2C5ob

[2]  https://cutt.ly/xG2C6b8
[3]  https://cutt.ly/CG2Vqnf
[4]  https://cutt.ly/WG2VwKM

[5]  ”النفور من الآباء Parental alienation هو عبارة عن ديناميكية اجتماعية، تحدث عادةً نتيجة للطلاق أو الانفصال، وذلك عندما يشعر الطفل بكراهية غير مبررة أو شعور قوي وغير معقول بالبغض نحو أحد الأبوين، مما يجعل إمكانية وصول الطرف المنبوذ من الأبوين إلى الطفل صعبًا أو مستحيلاً. وقد تتأثر هذه المشاعر بالتعليقات السلبية التي يصدرها أحد الأبوين وببعض الخصائص مثل افتقاد التعاطف والحميمية تجاه الطرف المنبوذ منهما. ولا ينطبق ذلك المصطلح على حالات العنف ضد الأطفال الفعلي، وذلك عندما يرفض الأطفال التعامل مع الطرف الذي يسيء لهم من الأبوين لحماية أنفسهم. ويعد النفور من الآباء أمرًا مثيرًا للجدل في المهن القانونية والصحة النفسية، وذلك بشكل عام وفي مواقف محددة على حد سواء. تشمل المصطلحات المرتبطة بالنفور من الآباء نفور الأطفال، والانحياز المرضي، ورفض حقوق الرؤية، وغسيل المخ، والنفور المرَضي، ونشر الأفكار السلبية عن طريق أحد الأبوين، ومتلازمة النفور من الآباء إلّا أن المصطلح الأخير هو صياغة محددة لمتلازمة طبية قدمها الطبيب النفسي ريتشارد جاردنر والتي لم تُقبل.“ مقتبس من نص ورد على هذا النص:
https://cutt.ly/eG2VeFJ

[6]  https://cutt.ly/nG2Vr9F
[7]  https://cutt.ly/yG2VyrI
[8]  https://cutt.ly/vG2VskT
[9]  https://cutt.ly/oG2VdQm

[10]  ”يستخدم الانفصال العاطفي لوصف ما يعتبر في كثير من الأحيان «تخدر عاطفي» أو «برود عاطفي»، أي المفارقة، وتبدد الشخصية في شكله المزمن. هذا النوع من الخدر العاطفي هو انقطاع أو انفصال عن العاطفة، وغالبا ما يستخدم كمهارة للتكيف/ البقاء على قيد الحياة خلال أحداث الطفولة الصادمة مثل سوء المعاملة أو الإهمال الشديد. ومع مرور الوقت ومع الكثير من الاستخدام، يمكن أن يصبح طبيعة ثانية عند التعامل مع الضغوطات يومًا بعد يوم.“ مقتبس من نص ورد على هذا العنوان:
https://cutt.ly/WG2Vf5D

[11]  https://cutt.ly/YG2VhrU

[12]  ”تقدير الذات هو تقييم الفرد لنفسه وشعوره بالاحترام والقيمة والكفاءة. يشمل تقدير الذات قناعات الشخص عن نفسه «على سبيل المثال“ أنا كفؤ ”أو“ أنا ذو قيمة ”» بالإضافة إلى الحالات الشعورية مثل الانتصار واليأس والفخر والخجل. عرّف سميث وماكي «2007» تقدير الذات بأنه“ المفهوم الذاتي الذي نعتقده عن أنفسنا. تقدير الذات هو التقييم الإيجابي أو السلبي للذات وكيف نشعر حيالها. "مقتبس من نص ورد على هذا العنوان:
https://cutt.ly/SG2VjeY

[13]  https://cutt.ly/nG2VlRN
[14]  https://cutt.ly/jG2Vz1c
[15]  https://cutt.ly/4G2VxCr
[16]  https://cutt.ly/iG2VcNF
[17]  https://cutt.ly/JG2VvVX
[18]  https://cutt.ly/UG2VbXG
[19]  https://cutt.ly/ZG2VmtI
[20]  https://cutt.ly/XG2VQEW

المصدر الرئيس

https://cutt.ly/mG2VWSx