آخر تحديث: 20 / 4 / 2024م - 2:34 ص

ما بين طموح الخليج وشجاعة الصفا

أثير السادة *

لو فاز الخليج على نظيره الصفا في المباراة النهائية لبطولة الكأس فسيكون ذلك انتصارا تاريخيا، لسبب بسيط وهو أن الخليج لم يعرف الانتصار في هذه النهائيات منذ زمن بعيد، رغم وصوله المتكرر إلى هذه المراحل المتقدمة من البطولة، ففي كل مرة يقترب من منصات التتويج يجد نفسه محكوما بلعنة التاريخ، وسوء الحظ، وأخطاء الدقائق الأخيرة.

لكن السؤال هو كيف السبيل لتحقيق هذا الانتصار؟.. ربما تنفس الكثيرون من محبي هذا الفريق الصعداء بعد هزيمة النور، الغريم والخصم العتيد، مؤكد بأنهم لا يتمنون نهائيا يكون النور طرفا فيه، لما تمتاز به هذه المواجهات من شحن نفسي، وعقد تاريخية لم يبرأ منها الخليج حتى الآن، حيث النور سيد الوقت، والخليج ربيب الذكريات والماضي الجميل فقط.. غير أن خروج النور لا ينبغي أن ينسيهم بأن فرص الفوز والخسارة متساوية في نهاية المطاف، هم حتما مطالبون بامتلاك الثقة في بلوغ النجاح غير أنهم أيضا بحاجة إلى امتلاك روح التواضع في سياق التنافس حتى لا ينتهي بهم الغرور إلى مفاجآت صادمة على مستوى الأداء وإدارة المباراة.

وأول التواضع هو الإقرار بقوة الخصم، وقوة الحلم الذي يحرضه للذهاب بعيدا في تطلعاته، على الخليج أن يتذكر بأنه كما الصفا لا عهد له بمنصات التتويج، وكل التاريخ الذي مر لا يمكن أن يهب الخليج استحقاقا على نظيره الصفا، كلاهما يتساوان في رغبة الفوز بهذا اللقب، بل قد تبدو الحماسة والشجاعة تميل لكفة الصفا الذي سيقاتل من أجل لقب أول في مسيرته الطويلة.

درس الزلفي بالأمس كان واضحا، وجمهور الخليج كما يظهر استوعبه جيدا وهو يعيد دوزنة نبرته وسقف طموحاته، كانت اللهجة في تويتر رغم أجواء البهجة لا تخلو من إحباط وخوف وقلق، لأنهم أدركوا أن الطريق إلى البطولة لا يمر من جسور الكلام والتحشيد الإعلامي، والتهويل والتخويف، بل من لحظة القبول بقواعد اللعبة وشروطها، والتعامل مع كل فريق بإعتباره خصما محترما، لا يقل جودة وقوة وحظا من فريقهم.

وقصارى القول أن الخليج والصفا على موعد مع مباراة مفتوحة على كل الاحتمالات، وأجمل هذه الاحتمالات أن فريقا جديدا سينال اللقب وسيشرع الأبواب لحقبة جديدة يجري فيها تدوير الألقاب بين فرق الدوري الممتاز الأخرى، بعد احتكارها من قبل الأهلي والوحدة والنور ومضر.. فإما أن يفوز البواليل أو أن يبلحهم بحارة صفوى..