تغلُّب الفردانية العلمانية - نموذج رياضي جديد يقدم إجابات لا لبس فيها بشأن كيف تتغير المعايير الأخلاقية بمرور الزمن
12 أبريل 2022
المترجم : عدنان أحمد الحاجي
المقالة رقم 111 لسنة 2022
The triumph of secular individualism - A new mathematical model offers clear-cut answers to how morals will change over time
12 April، 2022
مدخل من المترجم
صحيح ان الدراسة استخدمت مصاديق لمعايير اخلاقية سائدة بل تعتبر من مواضيع الساعة في الدول الغربية لتتبع مآلات التغيير في المعايير الأخلاقية هناك، لكن قد نجد مصاديق لمعايير أخرى تختلف باختلاف الثقافة السائدة في مختلف البلدان، ولذلك قد نتمكن من عمل بعض الاستقراءات ولو بتحفظ وقد يستفاد من مثل هذه النماذج على الصعيد المحلي في غير بلد.
الدراسة
طور باحثون في معهد دراسات المستقبل في ستوكهولم بالسويد نموذجًا رياضيًا للتنبؤ بالتغيرات في الرأي الأخلاقي. هذا النموذج يتنبأ بأن القيم المتعلقة بالعقاب البدني للأطفال[1] ، وحقوق الإجهاض وكيفية تقسيم فترة الإجازة بين الأم والأب للاعتناء بالمولود الجديد، ستتحرك جميعها لصالح الاتجاهات الليبرالية. النتائج في الولايات المتحدة تبدو واعدة في هذا المجال.
لا يزال العقاب البدني الذي يتعرض له لأطفال[1] ، كالصفع باليد على العجيزة أو ضربها بالعصا مقبولاً على نطاق واسع في الولايات المتحدة، وهي الدولة الأكثر نفوذًا في العالم. لكن الرأي العام يتغير بسرعة، وفي الولايات المتحدة وأماكن أخرى حول العالم، سيصبح هذا المعيار قريبًا هامشيًا. يتعرض حق الإجهاض حاليًا للتهديد من خلال سلسلة من القضايا المعروضة على المحاكم - ولكن على الرغم من أن التغيير يتحرك ببطء، فإن وجهة النظر باعتبار الإجهاض حقًا [من حقوق المواطن] ستكون وجهة نظر سائدة في النهاية. يرفض غالبية الأمريكيين اليوم الادعاء بأن الإجازة الوالدية يجب أن تُقسم بالتساوي فترتها بين الأب والأم، ولكن في غضون 15 عامًا سينقلب الرأي العام، وستؤيد الأغلبية تقسيمًا متساويًا بين الأبوين.
جميع القضايا الأخلاقية تتحرك تقريبا في صالح الاتجاه الليبرالي. يعتمد نموذجنا على استطلاعات الرأي الكبيرة التي تُجرى باستمرار في الولايات المتحدة، لكن طريقتنا في تحليل ديناميات الحجج الأخلاقية[2] للتنبؤ بالرأي العام المتغير بخصوص القضايا الأخلاقية يمكن تطبيقها في أي بلد، كما يقول الباحث في المعايير الاجتماعية بونتوس ستريملينغ Pontus Strimling، وهو مشرف على أبحاث في المعهد للدراسات المستقبلية، الذي أجرى الدراسة بالتعاون مع باحث علم الرياضيات كيمو إريكسون Kimmo Eriksson والباحثة في علم الإحصاء إيرينا ڤارتانوفا Irina Vartanova. الدراسة ستنشر في مجلة العلوم المفتوحة ذات المستوى المرموق Royal Society Open Science في 13 أبريل 2022 [3] .
بتطبيق النموذج على بيانات الرأي العام المأخوذة من الدراسة الاستطلاعية التي اجريت في عام 2018، تنشر المقالة تنبؤات سنوية بخصوص كيف يتطور الرأي العام في عدد من القضايا حتى عام 2030. وهذا يسمح باختبارات تجريبية لهذا النموذج الذي طورناه وذلك بمقارنة نتائج تنبوءات هذا النموذج بالتطورات «التغيرات» الفعلية / الواقعية في العقد القادم. نتائج الاختبار الأول، مقابل بيانات عام 2020 «الفعلية»، تبدو نتائج واعدة.
حقق نموذجنا أداءً أفضل بكثير بالمقارنة بجميع النماذج المعروفة في التنبؤ بتغيير الرأي. المفتاح في هذا النجاح هو معرفة الآليات التي يقوم على أساسها التغيير. كيف تتغير الآراء يعتمد على الحجج المستخدمة للدفاع عن أو ضد موقف معين. النموذج يعطينا صورة واضحة لما ستبدو عليه المجتمعات في المستقبل القريب.
