آخر تحديث: 29 / 3 / 2024م - 6:17 م

القطيف.. ”اللّيْوَه“ رقصة أفريقية تحضرها ”الجِنّ“ أحيانا «فيديو»

جهات الإخبارية إنتصار آل تريك - القطيف

- سعد باقي أبو السعود مؤسس أول فرقة ”لَيوَه“ في القطيف.
- يروي قصته مع ”الجِنّي“ الضاحك الذي سرق النوم من عينيه.
- ويرجع أصول ”اللّيْوَه“ إلى سواحل أفريقيا لتغزو سواحل الخليج.

درجت عوائل عديدة في المنطقة على إحياء مناسباتها السعيدة في السنوات الأخيرة وأبرزها حفلات الزفاف بدعوة فرق ”اللّيْوَه“ الغنائية الشعبية لاضفاء البهجة على الحاضرين.

و”اللّيْوَه“، رقصة شعبية تعود أصولها إلى سواحل أفريقيا وانتشرت على سواحل الخليج على يد الأفارقة الذين استقدمهم تجار الخليج للخدمة والعمل، وتتكون من حلقة من الراقصين يتوسطهم عازف مزمار.

ويذكر سعد باقي أبو السعود وهو قائد ومؤسس أول فرقة ليوة في القطيف بأن رقصة ”اللّيْوَه“ جاءت من سواحل زنجبار في افريقيا وكذلك عمان ووصلت البحرين حيث انتشرت العديد من الفرق مثل فرقة اسماعيل والفوندية و”أبو قاحوص“ والكافور والخميس والمرزوق وحسن مناحي.

ويقول أبو السعود بأن هذا الفن ظهر في القطيف أول مرة على يديه منذ قرابة 35 عامًا حين تعلّم عزف المزمار ”الصرناي“ وأسس منذ ذلك الحين فرقة تابعة له.

الفرقة التي ترقص على هيئة حلقة تتحرك دائريا يتوسطها عازف المزمار أو ”الصرناي“ الذي يضبط الايقاع ويسمى عاميًا ب ”فوندي“ وهي مفردة سواحلية أصيلة.

ويمضي أبو السعود قائلا بأن أغلب الآلات الموسيقية المستخدمة في ”اللّيْوَه“ ماتزال تحمل أسمائها الأفريقية الأصلية فالعصي التي يضرب بها ”الطبل العود“ يطلق عليها ”مساويك“ اضافة إلى طبول ”المسيندو“ و”الشقانقا“ و”الباتو“ وهي أسماء سواحلية أفريقية لأنواع مختلفة الأحجام من الطبول انتقلت مسمياتها لدول الخليج.

أبو السعود الذي أخذ يستذكر بداياته في العزف أشار إلى إنه تعلم المزمار بجهد ذاتي دون مساعدة من أحد وقد أسس فرقة ودرب عددًا من الشباب على عزف المزمار، إلى أن تأسست بعد ”"لّيْوَة القطيف“ فرق أخرى في العوامية والسنابس وسيهات.

الجن يحضر ”اللّيْوَه“!

ويقول أبو السعود، الرجل الستيني الذي يحمل ملامح البحارة الخليجيين القدماء، إن العازف أثناء رقصة ”اللّيْوَه“ قد يجد أحيانا ما يشبه الجان الذي يتراءى أمام عينيه.

وشبّه بعض حفلات ”اللّيْوَه“ بحفلات الزار التي يحضرها الجان وفق اعتقادات بعض الشعوب.

وروى أحد المواقف المخيفة التي تعرض لها هو شخصيا حين همّ بعزف المزمار وهو في غرفة بمفرده حين سمع قهقهة شخص مجهول يقف خلفه فالتفت فزعا دون أن يرى أحدا، ولما همّ بمواصلة العزف عادت القهقهة مجددا، وهو ما أفزعه وسرق النوم من عينيه لثلاثة ليال.

ولفت أبو السعود وهو يشنّف الأسماع بين اللحظة والأخرى بترداد ”الشيلات“ الغنائية ذات الطابع الطربي الحزين، لفت بأن فنون البحر مختلفة عن ”اللّيْوَه“ وهي تبدأ باليامال والموال البحري.