ما هو جدرى القرود؟
20 مايو 2022
بقلم رودني رودي، برفسور علوم المختبرات السريرية، جامعة ولاية تكساس
What is monkeypox? A microbiologist explains what’s known about this smallpox cousin
May 20,2022
Rodney E. Rohde،، Professor of Clinical Laboratory Science، Texas State University
May 20,2022
في 18 مايو 2022، أكد مسؤولو الصحة في ماساتشوستس[1] ومراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها[2] حالة واحدة من جدري القرود لدى مريض سافر مؤخرًا إلى كندا. كما أُبلغ عن حالات في المملكة المتحدة وأوروبا[3] .
جدرى القرود ليس مرضًا جديدًا. أول حالة بشرية مؤكدة[4] كانت في عام 1970، حين عُزل الفيروس من طفل يشتبه في إصابته بالجدري في جمهورية الكونغو الديمقراطية. من غير المحتمل أن يتسبب جدري القرود في حدوث فاشية آخرى، وبما أن جائحة كوفيد-19 حاضرةً في الذهن[5] ، فإن الخوف من جائحة كبيرة أخرى أمر متفهم. ومع أنه نادر وغير حاد في العادة، إلا أن بإمكانه أن يتسبب في الإصابة بمرض حاد. يشعر مسؤولو الصحة بالقلق من ظهور المزيد من حالات الاصابة مع زيادة السفر والتنقل من قبل الناس.
أنا باحث [يقول الدكتور رودني ورد Rodney Rohde[6] ] وعملت في مختبرات الصحة العامة والطبية لأكثر من ثلاثة عقود، لا سيما في مجال الأمراض ذات المصادر الحيوانية. ماذا يحدث بالضبط في الفاشية الحالية «جدري القرود»، وماذا يخبرنا التاريخ عنه؟
شبيه الجدري[7]
يحدث جدرى القرود[8] بسبب فيروس جدري القرود، الذي ينتمي إلى مجموعة فرعية من عائلة الفيروسات الجدرية Poxviridae[9] التي تسمى الفيروسات النفاطية السوية Orthopoxvirus. تشمل هذه المجموعة الفرعية فيروسات الجدري واللقس vaccinia[10] وجدري البقر[11] . في حين أن المستودع «المضيف / الحاضن الطويل الامد» الحيواني[12] لفيروس جدري القرود غير معروف[13] ، يشتبه في أن القوارض الأفريقية تلعب دورًا في انتقال العدوى. عزل فيروس جدري القرود مرتين فقط من حيوان في الطبيعة. الفحص التشخيصي «التحليل المختبري» لجدري القرود[14] غير متوفر حاليًا إلا في مختبرات شبكة الاستجابة المختبرية في الولايات المتحدة وعلى مستوى العالم.
يأتي اسم ”جدري القرود“ من أول الحالات الموثقة للمرض في الحيوانات في عام 1958 15، عندما حدثت فاشيتان في القرود حفُظت لعمل بحوث عليها. ومع ذلك، فإن الفيروس لم يقفز من القردة إلى البشر[16] ، كما أن القردة ليست ناقلة رئيسة للمرض.
الصورة؛ جدري القرود ينتمي إلى مجموعة فرعية من عائلة الفيروسات الجدرية Poxviridae
الوبائيات
منذ أن أُبلغ عن أول حالة بشرية، وُجدت حالات الاصابة بجدري القرود في العديد من دول وسط وغرب إفريقيا الأخرى[17] ، وغالبية الإصابات كانت في جمهورية الكونغو الديمقراطية. حالات خارج إفريقيا قد رُبطت بالسفر بين الدول أو الحيوانات المستوردة، بما فيها الولايات المتحدة وأماكن أخرى[18] .
أول حالات الإصابة بجدري القرود المبلغ عنها في الولايات المتحدة[4] كانت في عام 2003، من تفشي المرض في ولاية تكساس المرتبط بشحنة من الحيوانات آتية من غانا. كانت هناك أيضًا حالات مرتبطة بالسفر في نوفمبر ويوليو، 2021 في ولاية ماريلاند[19] .
نظرًا لارتباط جدري القرود ارتباطًا وثيقًا بالجدري، يمكن أن يوفر لقاح الجدري الوقاية ضد العدوى من كلا الفيروسين[20] . منذ أن تم القضاء على الجدري رسميًا، أوقفت جميع التطعيمات الروتينية ضد الجدري لعامة السكان في الولايات المتحدة في عام 1972. ولهذا السبب، أصاب جدري القرود بشكل متزايد الأشخاص غير الملقحين بلقاح الجدري[21] .
انتقال / انتشار الفيروس[22]
يمكن أن ينتقل / ينتشر الفيروس[23] من خلال ملامسة شخص مصاب أو حيوان أو أسطح ملوثة. عادة، يدخل الفيروس الجسم من خلال الجلد المجروح أو الاستنشاق أو الأغشية المخاطية في العين أو الأنف أو الفم. يعتقد الباحثون أن انتقال العدوى من إنسان إلى آخر يتم في الغالب عن طريق استنشاق قطرات «رذاذات» كبيرة من الجهاز التنفسي وليس من الاتصال المباشر بسوائل الجسم أو الاتصال غير المباشر من خلال الملابس. معدلات انتقال جدرى القردة من إنسان إلى إنسان محدودة[24] .
يشعر مسؤولو الصحة بالقلق من أن الفيروس قد ينتشر حاليًا دون أن يُكتشف من خلال الانتقال / الانتشار المجتمعي [المترجم: مصطلح الانتقال / الانتشار المجتمعي يستخدم عندما لا يمكن تعقب مصدر الاصابة بالفيروس[25] ، ربما من خلال آلية جديدة أو مسار جديد. أين وكيف تنتشر العدوى لا يزال الأمر قيد البحث.
العلامات والأعراض
بعد دخول الفيروس الجسم، يبدأ في التكاثر والانتشار في الجسم عبر مجرى الدم. لا تظهر الأعراض عادة إلا بعد أسبوع إلى أسبوعين من الإصابة بالفيروس.
جدري القرود يتسبب في آفات جلدية شبيهة بالجدري [الآفة الجلدية - الطفح الجلدي - هي نمو غير طبيعي في جزء من الجلد مقارنةً بالجلد المحيط به[27] ، ولكن الأعراض عادة ما تكون أخف من أعراض الجدري[28] . أعراض شبيهة بالأنفلونزا مألوفة في البداية، وتتراوح من الحمى والصداع إلى ضيق في التنفس. بعد يوم واحد إلى 10 أيام، يمكن أن يظهر طفح جلدي على الأطراف أو الرأس أو الجسم ويتحول في النهاية إلى بثور مليئة بالصديد. بشكل عام، تستمر الأعراض عادة لمدة أسبوعين إلى أربعة أسابيع، في حين تتقشر الآفات الجلدية «البثور» عادة في غضون 14 إلى 21 يومًا.
بالرغم من أن جدري القرود نادر وغير مميت في العادة، فإن أحد النسخ من المرض[29] تميت حوالي 10٪ من المصابين بها[30] . يُعتقد أن الفيروس المنتشر حاليًا خفيف الحدة، بمعدل وفيات أقل من 1٪
الصورة: بدأت إندونيسيا في فحص المسافرين بعد الإبلاغ عن حالة إصابة بجدرى القرود في سنغافورة في مايو 2019.
اللقاحات والعلاجات
علاج جدري القرود[31] يرتكز في المقام الأول على تخفيف الأعراض. وفقًا لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها «CDC»، لا توجد علاجات متاحة لعلاج عدوى جدري القرود.
تشير الأدلة إلى أن لقاح الجدري يمكن أن يساعد في الوقاية من عدوى جدري القرود ويخفض من مستوى حدة الأعراض. أحد اللقاحات يعرف باسم إنڤاميون Imvamune أو إمڤانيكس Imvanex مرخص في الولايات المتحدة للوقاية من جدري القرود والجدري[32] .
قد يساعد اللقاح بعد الاصابة بالفيروس أيضًا في تقليل فرص الإصابة بأمراض حادة. يوصي مركز السيطرة على الأمراض حاليًا بالتطعيم ضد الجدري فقط للذين تعرضوا أو من المحتمل أن يتعرضوا لجدري القرود. الذين يعانون من نقص المناعة معرضون لاصابة حادة بالفيروس[33] .
