تأثيرات ”النقلة التحولية“ للفعاليات الجماعية، كحضور المهرجانات، في خلق أواصر اجتماعية تتجاوز حدود العائلة والجماعة
بقلم بيل هاثاواي
27 مايو 2022
المترجم: عدنان أحمد الحاجي
المقالة رقم 150 لسنة 2022
‘Transformative’ effects of mass gatherings like Burning Man are lasting
By Bill Hathaway
may 27,2022
على مدى التاريخ، التجمعات الجماهيرية، كالطقوس الجماعية والاحتفالات والحج ساعدت في خلق أواصر اجتماعية قوية ومشاعر تبعث على الوحدة في المجتمعات البشرية. لكن باحثو علم النفس في جامعة ييل تساءلوا عما إذا كانت التجمعات العلمانية الحديثة التي تركز على الإبداع والمجتمع تخدم غرضًا أوسع من ذلك.
درس فريق البحث الخبرات الشخصية «غير الموضوعية» للأفراد والسلوك الاجتماعي في التجمعات الجماهيرية العلمانية، مثل مهرجان الرجل المحترق Burning Man السنوي في صحراء نيفادا[1] . ووجدوا أن الذين أفادوا عن نقلة تحولبة «تغير جذري متأتٍ من اتخاذ قرارت تحولية في الحياة[2] » في التجمعات «الفعاليات الجماعية» شعروا بأنهم أكثر ارتباطًا بالبشرية جمعاء وكانوا أكثر استعدادًا لمساعدة غرباء بعيدين، حسب الورقة التي نشرها الباحثون في 27 مايو 2022 في مجلة نتشر كومىونيكاشيز Nature Communications[3] .
”لقد عرفنا منذ فترة طويلة أن المهرجانات ومواسم الحج والاحتفالات تجعل الناس يشعرون بأنهم أكثر ارتباطًا بجماعاتهم،“ كما قال دانيال يودكين Daniel Yudkin، باحث ما بعد الدكتوراه والمؤلف الأول للورقة البحثية. ”هنا في هذه الورقة نثبت أن المشاعر في التجمعات «الفعاليات» العلمانية لديها القدرة أيضًا على توسيع حدود الاهتمام الأخلاقي [أي ما ينطوي على الاهتمام بالآخرين ومساعدتهم] إلى ما يتجاوز جماعة الشخص نفسه“.
أجرى فريق البحث، بقيادة موللي جي كروكيت Molly Crockett، الأستاذة المساعدة في علم النفس بجامعة ييل، دراسات ميدانية على أكثر من 1200 شخص حضروا تجمعات «فعاليات» جماعية استمرت أيامًا في الولايات المتحدة والمملكة المتحدة: ومنها مهرجان ’الرجل المحترق‘ Burning Man، والعش المحترق Burning Nest «مهرجان سنوي للفن والموسيقى في المملكة المتحدة» ومهرجان البرق في قنينة Lightning in a Bottle «مهرجان موسيقي سنوي في جنوب كالفورنيا»، ومهرجان لاتيتيود Latitude «مهرجان موسيقي في انجلترا» وجميعها فعاليات تتميز بالفن والموسيقى والتعبير عن الذات.
أقام الباحثون أكشاكًا في هذه الفعاليات ودعوا المارة إلى المشاركة في الاجابة على اسئلة درلسة علمية. طُرح سؤال على أولئك الذين وافقوا على المشاركة عن تجاربهم ومشاعرهم من حضورهم هذه الفعاليات وعن استعدادهم لتقاسم مواردهم مع أصدقاء وغرباء لا يعرفونهم.
بشكل عام، أفاد 63,2٪ من المشاركين أنه اصبح لديهم نقلة تحولية عميقة[2] لدرجة أنهم غادروا هذه الفعاليات وهم يشعرون بتغير جذري في سلوكياتهم، بما في ذلك عدد كبير من الذين لم يتوقعوا أو يرغبوا في هذا النوع من النقلة التحولية. «ونعم، كانت هذه النقلة أكثر كثافة في أوساط 28٪ من الذين أبلغوا عن تناولهم مواد منشطة.»
أفاد الذين أبلغوا عن نقلة تحولية أيضًا أنهم شعروا بمزيد من الارتباط الاجتماعي مع جميع البشر، ومع كل يوم قضوه في هذه الفعاليات، وسّع المشاركون دائرة سخائهم إلى ما تجاوز حدود العائلة والأصدقاء لتشمل غرباء بعيدين. أعاد الباحثون الاتصال ببعض الحاضرين الذين أجروا معهم مقابلات أثناء اقامة هذه الفعاليات وأيضًا مع ألفي شخص حضروا الفعالية ولكن لم يقابلوهم حينئذ. وجد الباحثون أن هذه النقلة التحولية ومشاعرهم الاجتماعية الإيجابية استمرت ستة أشهر على الأقل بعد تلك الفعاليات.
”تعتبر النتائج تذكيرًا مهمًا بما قد فاتنا وخسرناه في سنوات العزل المنزلي أثناء الجائحة: وهي تجارب اجتماعية «أي المشاركة في الأنشطة الاجتماعية» القوية، أو ما أطلق عليه عالم الاجتماع إميل دوركهايم Emile Durkheim“ الانفعال الجماعي، " كما قال يودكين.
واختتمت كروكيت قائلةً: ”النقلة التحولية تساعد الناس على تجاوز حدود الذات والتواصل مع البشرية جمعاء - وهي صفات مهمة يجب زرعها أثناء عملنا على إنهاء هذه الجائحة ولمنع حدوث أمثالها في المستقبل“.
شارك في الدراسة باحثون من جامعة بنسلفانيا وجامعة كاليفورنيا ولوس أنجلوس وجامعة دنڤر وجامعة باث في المملكة المتحدة.
