كيف تهذب طفلك في لحظة غضب
وجهة نظر كتبتاها ديبورا فارمر كريس
10 مايو 2022
How to discipline in the heat of a moment
Perspective by Deborah Farmer Kris
May 10,2022
ماذا عساك أن تفعل عندما ترى أطفالك ترمي مكعبات الليغو أو يصرخون في البقالة أو يضربون أشقاءهم الصغار؟ هل حانت لحظة التأديب بطريقة ”عزل للطفل [1] time-out“ ؟ أو اسلوب التهذيب بأسلوب بقاء الأم أو الأب مع الطفل حتى يهدأ time-in[2] ؟ تمرين التنفس العميق لإزالة التوتر والتهدئة من جانبهم - أم ممارستهم تمرين التنفس العميق من جانبهم؟ أم حان الوقت للهروب إلى مكان آمن؟
كيف يتبغي أن يكون التأديب / التهذيب الصحيح حينئد؟
تقول ميليندا وينر موير Melinda Wenner Moyer، مؤلفة كتاب ”كيف تربي أطفالاً غير حمقاء“How to Raise Kids Who Aren’t A - -holes”[3] “: ”هناك الكثير من المعلومات المتضاربة“. ”يقول بعض الخبراء أن تأديب الطفل بعزله حتى يهدأ والعقوبات تضر به، بينما يقول آخرون إنها ضرورية لتربية طفل جيد ومتميز.“
إليك شيء واحد كلنا يعرفه: لو أردنا أن يكبر أطفالنا ليكونوا راشدين طيبين ويتمتعون بذكاء عاطفي[4] ، فإن تفاعلاتنا معهم في هذه المواقف مهمة. فكيف تعرف ماذا تفعل في لحظة تمر فيها بسورة غضب مثل هذه؟
تأديب الطفل بعزله حتى يهدأ مصممة لإبعاده عن المواقف أو السلوكيات غير المرغوب فيها لفترة قصيرة ومنحه فرصة لكي يتأمل في سلوكه ويهدأ بمفرده قبل انضمامه مرة أخرى في فعاليات العائلة. اسلوب التهذيب ببقاء أحد والديه معه مصممة لمساعدته على التهدئه وضبط النفس[5] .
إذن ماذا على ولي الأمر «الأم / الأب» أن يفعل ومتى؟
تقول موير، عندما تُطبق عملية التأديب بالعزل بشكل صحيح، فإنها لا تضر، ولكن السياق هو الشيء المهم. ماذا كانت حالة المشاعر لدى الطفل حينئذ [مثلًا، هل كان سعيدًا، أو حزينًا، أو غضبانًا، أو خائفًا]؟ هل سيكون قادرًا على ضبط نفسه[5] ؟ هل يمكن أن يؤدي تدخل بسيط آخر، مثل الإلهاء أو تناول وجبة خفيفة أو تذكيره بوقت سعيد سابق، أو حتى تحريكه لبعض اطراف جسمه، يؤدي إلى نفس تصحيح مسار السلوك لديه؟
هناك أيضًا مسألة المزاج. ناتالي بونر Natalie Bunner، الاخصائية الاجتماعية في ولاية لويزيانا، حاولت طريقة التأديب بالعزل مع أطفالها واكتشفت شيئًا مثيرًا للاهتمام. ”ابني الأكبر يرغب في فترات توقف / راحة، في الغالب. يبدو أنه غير مكترث بطريقة التأديب بالعزل. لكن ابني الأصغر يكره هذه الطريقة. كان يحاول باستمرار إيجاد طريقة للتواصل معنا حين يكون معزولًا عنا [أي حين يكون خاضعًا لأسلوب التأديب بالعزل]. لاحظ لغتي: لقد كان يحاول التواصل معنا حينما كان خاضعًا للتأديب بالعزل“.
الصورة : زاوية توظف لطريقة التأديب بالعزل
وجدت بونر نفسها تتساءل: ”ما الذي نريد أن نعلمه أطفالنا بالضبط عندما نستخدم هذا النوع من التأديب؟“ لقد عصيتني، فأنت معزول عنا؟ "
لأن هدفها كان لزيادة سلوكيات طفليها الصحية، بدأت في تغيير لغتها معهما. ”مع ابني الأكبر، بدلاً من استخدام طريقة التأديب بالعزل معه كردة فعل مني، اعتدت أن أسأله استباقيًا عما إذا كان يرغب في قضاء وقت بمفرده. وأقول له:“ أنت، يا ولد! هل تشعر بالانزعاج؟ هل تحتاج إلى دقائق لترتاح؟ وهذا يمنحه الاستقلالية في سلوكياته التالية. بإمكانه اختيار قضاء وقت قصير بمفرده أو يقول إنه يفضل أن تعانقه أمه".
مع ابنها الأصغر اكتشفت أن قضاء وقت معه بمفردهما يقلل من ردود فعله الفورية والسلبية.
لكن تذكر: لا يمكن أن تعلم طفلك جوانب التأديب والتهذيب عندما يكون الطفل مثارًا مشاعريًا «في حالة عصبية». تقول باحثة علم النفس ليزا دامور Lisa Damour إنه عندما يكون الطفل منزعجًا / غاضبًا، ”قد تقوم المنطقة القديمة في الدماغ [أي اللوزة الدماغية] باختطاف الجهاز الحوفي [وهو الجهاز المسؤول عن السلوكيات] بأكمله وتعطيله عن العمل“. حتى الأطفال الأكثر منطقية سيجدون صعوبة للتفكير بصورة منطقية عندما تجتاح أدمغتهم هرمونات التوتر [أي عندما يتعرضون إلى حالة توتر نفسي كبير]. تقول دامور: ”لا يمكنك إيقاف عاصفة التوتز“. ”عليك أن تنتظرها حتى تمر بسلام والدماغ يستعيد نشاطه.“
كن باحث «عالم» مشاعر
تعرض مارك براكيت Marc Brackett، مدير مركز جامعة ييل للذكاء العاطفي، للتنمر عندما كان طفلاً. بسبب قلقه من الذهاب إلى المدرسة، كان يتظاهر أمام والديه، صارخًا أنه لم يكن يرغب في الذهاب إلى المدرسة. يقول: ”كنت أصرخ وأصرخ، ثم يعاقبونني أو أتعرض للضرب“. ”لفترة طويلو، كنت أتعرض للعقاب لأنني لا أعرف كيف أعبر عما تنطوي عليه نفسي أو أنقل ما يدور بخاطري إلى والدي.“
يقول براكيت لذلك فاستراتيجيات التأديب التي تركز على تصحيح سلوك الأطفال لا تحقق الهدف. ”عندما نرى طفلاً يمر بسورة غضب، نعتقد بشكل عفوي أن طفلنا يتحدانا. الحقيقة هي أننا لا نملك أي فكرة عن ذلك التصرف، بناءً على سلوك الطفل هذا، ما الذي يحدث له نفسياً.“ ما يبدو أنه غضب من جانب الطفل بالنسبة للأبوين قد يكون بالفعل حالةخوف أو حزن يعاني منها الطفل.
على أولياء الأمور أن يصبحوا ”علماء مشاعر حنونين ومستكشفين فضوليين لتجارب وسلوك أطفالهم“، على حد قوله.
عندما يثار أحد الوالدين بسلوك طفله، غالبًا ما يكون رد فعل الأب / الأم الغريزي هو العقاب أو بدفعه بعيدًا عنه. يقول براكيت، في تلك اللحظات، لاحظ أولاً أنك قد أصبحت مثارًا بسلوك طفلك.
تتمثل الخطوة التالية في إيجاد طريقة لتهدئة الاثارة - لتغيير ذهنك من وضعية الكر أو الفر[6] إلى ”وضعية حل المشكلات ووضعية تقمص المشاعر «التعاطف الوجداني» معه.“ يقول براكيت إنه يأخذ نفسًا عميقًا ويذكر نفسه بأن يتصرف بطريقة أخلاقية.
أخيرًا، يجب أن يصبح أولياء الأمور أكثر معرفةً بالمشاعر. يقول: ”خيبة الأمل ليست كالغضب“. ”والقلق ليس كالتوتر. عليك تسمية الحالة المشاعرية كما هي بالضبط «هل أنا غضبان، أم حزبن، وما إلى ذلك» للتغلب عليها[7] “.
حوِّل الضمني إلى صريح
تقول موير: الأطفال أحيانًا ”يسيئون التصرف“ لأنهم لا يدركون أن أفعالهم ضارة أو غير مناسبة. ”في كثير من الأحيان، نفترض أن على أطفالنا“ أن يعرفوا كيف يتصرفون بشكل أفضل ”أو أن لديهم مهارات اجتماعية[8] أكثر مما لديهم في الواقع.“ لذلك استخدام اللغة الصريحة يساعد الأطفال على ادراك العلاقة بين ما يفعلونه وما يشعر به الآخرون.
تقول موير: ”عندما تصرخ ابنتي، لن أطلب منها أن تهدأ فحسب“. ”بل سأطلب منها أن تهدأ، لأن شقيقها يعمل على واجبه المدرسي، والضوضاء العالية تصعِّب عليه التركيز على عمل هذا الواجب. عندما يرمي ابني أغلفة الحلوى على الأرض، سأطلب منه: من فضلك التقطها وإلا قد يأكلها القط ويمرض. كلما ربطنا خيارات أطفالنا بتأثيرها الأوسع في الآخرين، كلما اعتبروا أنفسهم جزءًا من المجتمع الأكبر، وسيصبحون أكثر لطفًا وحنيّةً.“
حين لا يفيد لا أسلوب تهذيب الطفل ببقاء أحد الوالدين معه ولا تأديبه بعزله
يكتسب الطفل ضبط النفس عندما يكون آبواه ضابطين لنفسيهما. إذا دفع أحد المواقف الوالدين إلى تجاوز نقطة انهيارهما [وهي لحظة توتر نفسي عند استفحال الوضع إلى درجة لا يمكن تحملها [9] ، فلن يكون ”تهذيب الطفل ببقاء أحد الوالدين معه لتهدئته“ ولا ”طريقة تأديبه بعزله حتى يهدأ“ تعتبران طريقتين فعالتين.
كلير ليرنر Claire Lerner، المعالجة النفسية ومؤلفة كتاب ”لماذا طفلي مسؤول؟“Why Is My Child in Charge?“، تقضي أيامها تعنل مع أولياء أمور على وشك الانهيار. ”لدى العائلات التي تبحث عنها أطفال عصبيون.“
”هؤلاء أطفال رائعون وحساسون ومتحمسون ومتعاطفون بشكل لا يصدق. لكنها تقول أيضًا إنهم سرعان ما يمرون بفورة غضب[10] عندما لا تسير الأمور حسب رغبتهم.“ مثلًا، عندما تُقطع الساندويتش بطريقة غير صحيحة بالنسبة لهم، أو عندما يقال لهم أنهم لن يستطيعوا مشاهدة أفلام كرتونية بعد الآن".
الهدف الأول ليرنر هو مساعدة أولياء الأمور على فهم أن أطفالهم لا يمرون بفورة غضب عن قصد. ”هناك [فجوة] بين توقعات ولي الأمر وقدرتهم على تلبية هذا التوقع. عندما يُثار غضب هؤلاء الأطفال، يكون ذلك الغضب مجرد استجابة فسيولوجية“. قد يقولون أو يفعلون أشياء مدمرة لا يقصدونها ويشعرون بالذنب حيالها بمجرد أن يهدأ جهازهم العصبي.
”لمدى تعاطفي الوجداني حدود“
تذكِّر ليرنر أولياء الأمور بأنهم لا يستطيعون ضبط أطفالهم. ”لا يمكنك أن تمنع فورة غضبهم، تمامًا كما لا يمكنك أن تمنعهم من التبول أو التغوط أو النوم في الليل.“ لكن بإمكان أولياء الأمور استخدام أساليب لضبط وضع أطفالهم.
تقترح ليرنر استخدام نص جديد للتعامل مع الطفل، نص يقول: ”أنا أحبك وأعلمُ أنك لم تكن تقصد القيام بهذا التصرف. أنا أريد مساعدتك. سنضع خطة لنحافظ على سلامتك.“
عندما تهدأ الأمور، اعمل مع الطفل عصفًا ذهنيًا على استراتيجيات تهدئة، مثل ممارسة التنفس العميق، واستخدام عناق الدب «عناق قوي» أو ضرب الأرض بأقدامه 20 مرة. التقط صوراً له وهو يمارس كل إستراتيجية وقم بإعداد ”بوستر باستراتيجية التهدئة“.
تتمثل الخطوة التالية في إنشاء مساحة مليئة بألعاب ملهية للطفل أو كرسي هزاز لتهدئته. يجب أن تكون هذه المساحة مكانًا يتمكنون من الذهاب إليه عندما لا تفيد استراتيجيات التهدئة الأخرى.
عندما يبدأ الطفل في فقدان أعصابه «أي لديه اضطراب عاطفي[11] ، ارجع إلى البوستر لتعرف ما إذا كان بإمكانه استخدام أحد استراتيجيات التهدئة. إذا لم يفلح ذلك الأسلوب، فجرب أسلوب التهذيب بالبقاء مع الطفل. الخطوة 3 هي الذهاب إلى ”المساحة الآمنة“ لمنحهم الوقت لتهدئة توترهم.
”هذا ليس الوقت المناسب لتقول للطفل: ما خطبك؟ اذهب إلى غرفتك!“ ولكن، حاول أن تقول له: "سأساعدك في الحفاظ عليك سالمًا.
يعتمد بقاء الوالد أيضًا في تلك المساحة على ما إذا كان يمكن لهذا الوالد أن يظل هادئًا. إذا أردت أن تراقب الطفل عن قرب وتذكره بوجودك قريبًا منه لمساعدته ولكن تتركه وشأنه، فلا بأس بذلك أيضًا، كما تقول ليرنر.
تقول ليرنر: ”ربما آخرون يشعرون أولياء الأمور بالذنب والتقصير تجاه أطفالهم لو قرروا أن يتركوهم وشأنهم وذلك لأنهم يرون في هذا الأسلوب أنه يلحق ضررًا بأطفالهم،“ هذا ليس صحيحًا. أولياء الأمور هم بشرٌج أيضًا، كما قالت إحدى الأمهات المنهكات ليرنر: ”تعاطفي الوجداني له حدود“.
هبة التعاطف مع الذات[12]
في هذه الأيام، بونر تلاحظ كثيرًا أن أولياء الأمور يحاولون مساعدة أطفالهم. لكنها تحاول أيضًا مساعدتهم على ملاحظة أن العلاج ليس عصا سحرية وأن الصحة العقلية للوالدين تؤثر بشكل مباشر في مشاعر وسلوك أطفالهم. تقول: ”تغذيتي الراجعة «ملاحظاتي» المستمرة لأولياء الأمور المتوترين نفسيًا تبدأ ب“ متى تعتنون بأنفسكم؟ "
تقول: ”سيكون لدينا مشاعر غضب وكره للآخر وقد لا نعبر عنها دائمًا بشكل مناسب، ولكن هذا يمكن أن يُوجد تعاطفًا وجدانيًا عندما يعاني أطفالنا من صعوبة قي التعبير عن مشاعرهم بطريقة سليمة“.