آخر تحديث: 3 / 5 / 2024م - 3:50 م

شئنا أم أبينا، نميل إلى تبني المعتقدات الرائجة، بل حتى المعتقدات الزائفة

عدنان أحمد الحاجي *

بقلم ياسمين أنور

25 مايو 2022

Like it or not، we’re prone to adopt popular beliefs، even fake ones

By Yasmin Anwar

May 25,2022

بصفتنا مخلوقات اجتماعية، نهتم نحن البشر برأي الآخرين فينا ونتأثر بعدد الإعجابات وعدد علامات القلب ♥ وإعادة ارسال التغريدات التي تحصل عليها مشاركاتنا على وسائل التواصل الاجتماعي. ما هو الجانب السلبي؟ الانجذاب إلى معتقدات سائدة / رائجة - سواء أكانت حقة أم باطلة - قد تسرع من انتشار نظريات المؤامرة، وفقًا لبحث جديد من جامعة كاليفورنيا في بيركلي.

تؤكد النتائج، التي نُشرت على الإنترنت هذا الشهر في مجلة Open Mind[1] ، مدى سهولة تبني الناس معتقدات باطلة بناءًا على شعبيتها المتصورة ويساعدوا في انتشارها بسرعة بنقرة زر على لوحة مفاتيج كومبيوترية.

قال المؤلف الرئيس في الدراسة، إيڤان أورتيتشيو Evan Orticio، طالب الدكتوراه في علم النفس في جامعة كاليفورنيا في بيركلي: ”تبين دراستنا أن الناس أكثر احتمالًا لتبني المعتقدات العلمية الزائفة والمضللة عندما يعتقدون أنها رائجة وشائعة بين الناس.“ ”هذه النتائج لها تداعيات مهمة على مدى تأثير إبراز المعلومات الاجتماعية من خلال استخدام 'الإعجابات' في انتشار الأخبار الزائفة.“

سعى أورتيتشيو وزملاؤه الباحثون في Kidd Lab في جامعة كاليفورنيا في بيركلي إلى معرفة مدى قابلية العقل البشري للتأثر في عصر وسائل التواصل الاجتماعي.

في تجربتين منفصلتين، سأل الباحثون أكثر من 600 راشد أمريكي عبر الإنترنت عن مدى ثقتهم في عبارات واقعية أو خيالية د، مثل تلك التي تتحدث عن البشر الذين تسببوا في تغير المناخ، واللقاحات التي تسبب التوحد، وهيلاري كلينتون التي تدير حلقة خارج محل بيتزا للإتجار بالأطفال لممارسة الجنس.

بشكل عام، وجد الباحثون أن المشاركين في الدراسة كانوا أكثر احتمالًا للموافقة أو عدم الموافقة على العبارة بعد معرفتهم الدليل على أن هذا الاعتقاد كان أكثر شيوعًا ورواجًا بين الناس مما توقعوه. بعض الذين كانوا على الحياد بشأن قضية مثيرة للجدل غيروا رأيهم بناءً على عدد التأييدات التي حصلت عليها العبارة فقط.

”من المنطقي بالنسبة لنا أن نهتم برأي الآخرين فينا، ليس فقط بكونهم متوافقين معنا، بل لأننا نبحث عن مصادر معلومات موثوقة،“ حسب ما قال أورتيتشيو. ”لكن تشير الأبحاث إلى أن الأخبار الزائفة تميل، وفقًا لبعض التقديرات، إلى الانتشار على تويتر ومنصات التواصل الاجتماعي الأخرى بمعدل ست مرات أسرع من انتشار الأخبار المستندة إلى حقائق.“

”هذا لأن الخوارزميات التي تستخدمها منصات وسائل التواصل الاجتماعي للترويج لكل ما هو أكثر جذبًا للانتباه غالبًا ما تتعارض مع ما هو في الواقع حقيقي، خاصةً إذا كان المرء متواجدًا داخل“ غرف الصدى [2]  التي تُجضخم عادةً فيها القناعات والمعتقدات ويتفق الجميع في غياب أي معارضة،“ كما يضيف. ”عندما تحصل المعلومات المضللة[3]  على الكثير من الإعجابات أو إعادة التغريد، فإنها يمكن أن تعطي الناس انطباعًا مشوهًا جدًا عن مدى شيوع هذا الاعتقاد في الواقع - والذي نعرف الآن أنه يمكن أن يؤثر في مدى قابليته للتصديق من قبلهم.“

كيف أجرى الباحثون الدراسة

من أجل هذه لدراسة، توصل الباحثون إلى قائمة تضم 30 معتقدًا «مدرج أدناه»، كثير منها ينطوي على علم زائف4 أو معلومات مضللة ويُتداول عبر القنوات الإعلامية في الولايات المتحدة..

أولاً: طلبوا من المشاركين في الدراسة تقييم مدى تصديقهم / اعتقادهم بصحة كل من العبارات الثلاثين الواردة أدناه على مقياس من واحد إلى 100. ثم طُلب منهم تخمين، من بين 100 شخص، كم عدد الأشخاص الذين اعتقدوا بصحة كل عبارة من هذه العبارات أيضًا.

بعد ذلك، عُرض على المشاركين في الدراسة عدد الأشخاص الآخرين الذين اعتقدوا أو لم يعتقدوا بصحة كل عبارة من العبارات الثلاثين. جرى بعض التلاعب بهذه البيانات لتجاوز تقدير / تخمين المشاركين الأولي، لمعرفة ما إذا لو جُعل الاعتقاد يبدو أكثر رواجًا سيؤثر في المشاركين في تغيير آرائهم.

على سبيل المثال، رداً على العبارة القائلة بأن ”مدير المعاهد الوطنية للصحة أنتتوني فاوتشي Anthony Fauci يضلل الناس بشأن كوفيد-19 لأنه سيكون في موقع يسمح له بالكسب مالياً من اللقاح“، قد يخمن أحد المشاركين في الدراسة أن حوالي 30٪ من الناس يعتقدون بصحة ذلك المدعى.

ووجدت الدراسة أنه إذا علموا بعد ذلك أن سبعة من كل 10 مشاركين يعتقدون بصحة عبارة، فمن المرجح أن يصنفوها على أنها موثوق بها.

”يبدو أن ما يدفع الناس لتغيير معتقداتهم هو الخطأ في التنبؤ بين عدد الذين توقعوا أنهم سيعتقدون بصحة العبارة، وبين العدد الحقيقي المعروض على الشاشة للناس الذين اعتقدوا بصحة للعبارة،“ كما قال أورتيتشيو. [المترجم: بحسب التعريف، خطأ التنبوء هو اخفاق الحدث المتوقع من الوقوع[5] 

بعد معرفة عدد الذين وافقوا أو لم يوافقوا على كل عبارة من العبارات الثلاثين، غير المشاركون درجة يقينهم بكل عبارة بناءًا على ما اعتقده الآخرون بصحتها أو عدم صحتها.

”ما وجدناه هو أنه بالنسبة لكل عبارة تقريبًا اختبرناها - وكلها معتقدات مضللة - غير الناس معتقداتهم بناءً على البيانات الاجتماعية وحدها“. ”بعبارة أخرى، إذا بينَّا لأحد الأشخاص أن أحد المعتقدات هو أكثر شيوعًا مما كان يعتقد، فهذا يجعله يراه أنه أكثر معقولية، حتى لو لم يعرف أي دليل مباشر على معقوليته.“

كيف نحمي أنفسنا من الأخبار الزائفة؟

”نعلم من الأبحاث السابقة في مختبرنا وفي مختبرات أخرى أنه بمجرد أن يتحقق لدى الناس مستوى معينًا من اليقين بشأن أحد الأمور، غالبًا ما تكون الفرص قليلة جدًا لتغيير آرائهم،“ كما قال أورتيتشيو. ”يصبح الناس أقل فضولًا لمعرفة الأدلة المعارضة لهذه المعلومات ويكونوا أقل تقبلاً لها. لذلك، من الأفضل التدخل مبكرًا بمعلومات موثوقة قبل أن تسنح الفرصة لأي شخص أن يتعاظم وثوقه في الاعتقادات المضللة“.

قال أورتيتشيو إن نتائج الدراسة تؤكد اعتقاده بأن مسؤولية الحد من انتشار المعلومات المضللة تقع في الغالب على منصات التواصل الاجتماعي. وقال إن أحد الحلول هو الغاء مقاييس المشاركة الاجتماعية مثل الإعجابات وعلامات القلب ♥ واعادة التغريدات بالمشاركات التي شُخصت على أنها مشاركات مضللة.

وبقولي هذا، فإن لمستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي أيضًا دورًا يلعبونه في وقف انتشار المعلومات المضللة.

”على المستوى الفردي، تنويع الحمية من استهلاك وسائل الإعلام[6]  قد يكون مفيدًا للحد من انتشار المعلومات المضللة“. ”العمل بذلك الخيار سيعطي إحساسًا أكثر تمثيلا لأنواع المعتقدات الموجودة ويجعل المستخدمين أكثر وعيًا بالدوافع، سواء أكانت شريرة أو لم تكن، التي وراء المعلومات التي يُعمل على نشرها.“

المؤلفان المشاركان في تأليف الورقة هما سيليست كيد Celeste Kidd ولويس مارتي Louis Martí من جامعة كاليفورنيا في بيركلي.

حقيقة أم خيال؟

فيما يلي 30 سؤالاً طرحها الباحثون على أكثر من 600 راشد في الولايات المتحدة لقياس مدى ثقتهم بعبارات حقيقية أو خيالية.

1. تحليل خط اليد قد يكشف عن جوانب شخصية الكاتب أو حالته العقلية.

2. المتهم باغتصاب الأطفال جيفري إبستين، الذي كان ينتظر المحاكمة، انتحر في حبسه الانفرادي.

3. اغتيال جون ف. كينيدي كان جهدًا منسقًا من قبل عدة أشخاص.

4. معظم الأمراض البدنية يمكن علاجها بتجبير الهيكل العظمي.

5. يمكن استخدام التنويم المغناطيسي للكشف عن الذكريات المكبوتة.

6. المستشفيات تضخم من عدد وفيات كوفيد-19

,7. في ظل نفس الظروف، من المرجح أن يصاب الشخص الأسود بكوفيد-19 أكثر مما يصاب به الشخص الأبيض مع أن كليهما يتمتعان بصحة جيدة.

8. السموم البيئية تسبب التوحد.

9. فيروس نقص المناعة البشرية يسبب الإيدز.

10. ذوو النفوذ يثبطون من علاجات كوفيد-19 المعروفة بأنها علاجات فعالة.

11. حكومة الولايات المتحدة هي التي خططت لهجوم 11 سبتمبر على مركز التجارة العالمي.

12. تعايش البشر والديناصورات معًا على الأرض.

13. رجال فضاء يزورون الأرض حاليًا.

14. مدير المعهد الوطني للصحة، أنتوني فاوتشي، يضلل الناس بشأن كوفيد-19 لأنه في موقع يسمح له بتحقيق مكاسب مالية من اللقاح.

15. هيلاري كلينتون متورطة في عصابة للاتجار بالأطفال للمارسة الجنس متمركزة حول مطعم بيتزا في واشنطن العاصمة.

16. قد يصاب الأطفال بفيروس كوفيد -19 أو ينشروه.

17. قد يصاب الناس بفيروس كوفيد-19 خارج منازلهم.

18. قد يحتفظ الناس بوعيهم بعد الموت ويقومون بزيارة الأحياء.

19. ذوو النفوذ خططوا لنشر فيروس كوفيد-19

20. وسائل الإعلام بالغت في مخاطر كوفيد-19 لتقويض رئاسة دونالد ترامب.

21. اللقاحات تسبب التوحد.

22. هبط البشر على القمر.

23. مرض كوفيد -19 يعتبر أكثر فتكاً من الإنفلونزا.

24. السرطان يمكن علاجه بالدعاء وحده.

25. ارتداء الكمامات يضر بصحة من يرتديها.

26. تقلل الكمامات من احتمالية انتقال وانتشار فيروس كوفيد -19
,27. يخطط بيل جيتس باستخدام الرقائق المكروية لتتبع الناس الذين فحصوا كوفيد-19 وتلقوا لقحات.

28. الإنسان يتسبب في تغير المناخ.

29. يعمل دونالد ترامب على إيقاف مجموعة النخبة من عباد الشيطان الذين لهم توجه للتحرش الجنسي بالأطفال / للممارسة الجنسية مع الأطفال.

30. الأرض مسطحة.

مصادر من داخل وخارج النص

[1]  - https://direct.mit.edu/opmi/article/doi/10,1162/opmi_a_00056/111216/Social-Prevalence-Is-Rationally-Integrated-in

[2] - ”غرفة الصدى: أثناء النقاشات الدائرة حول وسائل الإعلام، كثيرا ما نسمع عن مصطلح“ غرفة الصدى ”، والذي يشير بدوره إلى المواقف التي تضخم فيها القناعات والمعقتدات أو تعزز بالتواصل والتكرار داخل نظام مغلق، وفي نفس الوقت تكون معزولة عن أية طعون أو نقض. يستطيع الأشخاص من خلال المشاركة في غرفة الصدى، البحث عن المعلومات التي تعزز وجهات نظرهم الحالية دون مواجهة وجهات نظر معارضة، مما قد يؤدي إلى ممارسة ما يسمى“ بالإنحياز التأكيدي ”دون قصد، وقد تؤدي غرف الصدى هذه إلى زيادة الاستقطاب الاجتماعي والسياسي وحتى إلى التطرف. يعتبر هذا المصطلح استعارة ترجع إلى غرفة صدى صوتية، حيث يتردد صدى الأصوات في حاوية مجوفة، ومن جهة أخرى، برز مصطلح آخر ناشئ لهذا التأثير المتجانس داخل مجتمعات وسائل التواصل الاجتماعي على الإنترنت فيما يعبر عنه بالعصبية القبلية الثقافية. في جانب آخر، يلاحظ العديد من الباحثين الآثار التي يمكن أن تحدثها غرف الصدى في مواقف المواطنين ووجهات نظرهم، وعلى وجه التحديد الآثار المترتبة على السياسات، ومع ذلك، فقد أشارت بعض الدراسات إلى أن تأثيرات غرف الصدى أضعف مما نعتقد في كثير من الأحيان.“ مقتبس من نص ورد على هذا العنوان:

https://ar.wikipedia.org/wiki/غرفة_الصدى_ «إعلام»

[3] - ”المعلومات المضللة «misinformation» هي معلومات خاطئة أو غير دقيقة ينقلها شخص ما أو جهة ما بغض النظر عن الأهداف أو النيات في التضليل والخداع. من أهم الأمثلة عن المعلومات المضللة: الإشاعات الكاذبة والإهانات والمقالب وغيرها. يتمثل الهدف الرئيس للمعلومات المضللة في إثارة الخوف والشك بين عموم الناس. يمكن أن تصبح الأخبار أو السخرية والتهكم من موضوع معين معلومات مضللة إذا حكم عليها الجاهل بأنها ذات مصداقية ونقلها حرفياً كما لو كانت صحيحة. ارتبط مصطلح المعلومات المضللة بتعبير «الأخبار المزيفة»، والتي يعرّفها بعض العلماء على أنها معلومات كاذبة تحاكي محتوى الإعلام الإخباري في شكلها العام، وليس في طريقة نشرها وأسلوب تنظيمها.“ مقتبس من نص ورد على هذا العنوان:

https://ar.wikipedia.org/wiki/معلومات_مضللة

[4] - ”العلم الزائف «pseudoscience» ينطوي على عبارات، أو اعتقادات أو ممارسات يُدَّعى أنها علمية وحقيقية في نفس الوقت، دون أن تكون متوافقة مع المنهجية العلمية، وما يميز العلم الزائف في العادة اتسام ادعاءاته بالتناقض أو المبالَغة أو عدم قابليتها للدحض، حيث يعتمد على الانحياز التأكيدي.“ مقتبس من نص ورد على هذا العنوان:

https://ar.wikipedia.org/wiki/علم_زائف

[5] - https://www.techtarget.com/whatis/definition/prediction-error

[6] - ”يعد استهلاك وسائل الإعلام أو الحمية الإعلامية مجموع وسائل الإعلام المعلوماتية والترفيهية التي يستقبلها الفرد أو المجموعة. ويشمل أنشطة مثل التفاعل مع وسائل الإعلام الحديثة وقراءة الكتب والمجلات ومشاهدة التلفزيون والأفلام والاستماع إلى الراديو. يجب أن يتمتع مستهلك وسائل الإعلام النشطة بالقدرة على الشك والحكم والتفكير الحر والتساؤل والتفاهم.“ مقتبس من نص ورد على هذا العنوان:

https://ar.wikipedia.org/wiki/استهلاك_وسائل_الإعلام

المصدر الرئيس

https://news.berkeley.edu/2022/05/25/like-it-or-not-were-prone-to-adopt-popular-beliefs-even-fake-ones/