آخر تحديث: 3 / 5 / 2024م - 1:36 ص

الحقائق العلمية التي وراء رائحة الكتب، كما يبينها أخصائي ترميم كتب

عدنان أحمد الحاجي *

1 مايو 2020

المترجم: عدنان أحمد الحاجي

المقالة رقم 158 لسنة 2022

The Science Behind the Smell of Books، Explained by Preservation

May 1,2020

بالنسبة للكثير، تعتبر رائحة الكتب الورقية رائحة ساحرة. قد تذكرنا الكتب بالشوكولاتة أو بالقهوة أو بالدخان أو بالخشب أو بالفانيليا. رائحة الكتب رائحة مألوفة جدًا، وقد حاول العطارون استخلاص الروائح العطرية للكتب ووضعها في مادة الشمع وحتى الكولونيا أو ماء التوليت العطري [المترجم: أو دو تواليت eau de toilette يتراوح تركيزه ما بين 5 - 15% من الزيوت العطرية ويدوم عادة حتى أربع ساعات، بخلاف أو دو بارفيوم الذي يتراوح تركيزه بين 15 - 20% من الزيوت العطرية ويستمر مدة أطول]. لكن لماذا ننجذب إلى رائحة الكتب؟

تذكرنا روائح معينة بمكان أو لحظة من الزمن مرت علينا. في مقال بعنوان ”رائحة التراث: إطار لتشخيص الروائح التراثية وتحليلها وأرشفتها[1] ،“ كتبت سيسيليا بيمبيبر Cecilia Bembibre وماتيجا سترليك Matija Strlic أن الروائح جزء من تراثنا الثقافي. روائح معينة قد تخبرنا عن طبيعة أحد الأشياء وتاريخه وحالته الفيزيائية - في حالتنا هذه - الكتاب - والزمن الذي امتصت أوراق الكتاب فيه تلك الروائح.

الكيمياء ضرورية لفهم سبب انبعاث روائح معينة من الكتب. تسمى المواد الكيميائية، التي تصدر هذه الروائح، بالمركبات العضوية المتطايرة «VOCs». هذه المواد الكيميائية المتطايرة تصبح نشطة عند وضعها تحت ضغط غاز عالٍ في درجة حرارة الغرفة العادية.

كما أوضحت بيمبيبر Bembibre وسترليك Strlic، فإن كمية المركبات العضوية المتطايرة القابلة للقياس في مواد مثل الورق القديم تعتمد على معدل / سرعة تحلل تلك المواد.

يمكن شم المركبات العضوية المتطايرة بكميات متزايدة من الوقت الذي تبدأ فيه هذه المواد العطرية، التي تصدر المركبات العضوية المتطايرة، في التحلل. أوراق الكتب تتحلل بمعدلات «سرعات» متفاوتة بحسب المواد التي تتكون منها تلك الأوراق.

مواد أوراق مختلفة تصدر أيضًا مركبات عضوية متطايرة مختلفة.

نوع المركبات العضوية المتطايرة وكميتها المنبعثة، يمكن أن تساعد أخصائيي الترميم في تحديد حالة الورق وثباتها بشكل عام.

عجلة رائحة الكتب القديمة[2]  هي إحدى الأدوات التي تسمح لأخصائيي الترميم بتصنيف روائح الكتب بناءً على تحلل مواد الورق والمركبات الكيميائية الموجودة فيها.

عجلة رائحة الكتب القديمة

في المكتبات، يراقب القائمون على الترميم حالة الكتب وقد يأخذون في الاعتبار عوامل مثل أهميتها التاريخية «التراثية» وندرتها عند تحديد كيفية حفظها أو إصلاحها. دعونا لا ننسى أنه ليست كل الكتب تنبعث منها روائح لطيفة. عندما تتضرر الكتب بسبب تعرضها للماء، على سبيل المثال، فقد تنبعث منها روائح العفن.

تشرح هيلاري مورغان Hillary Morgan، مسؤولة المكتبات الجامعية، أنه على الرغم من عدم وجود طريقة واحدة لإزالة جميع الروائح النفاذة والكريهة، إلا أن هناك العديد من الأساليب التي يمكن لعشاق الكتب تجربتها في المنازل.

توصي مورغان ”بوضع مادة تمتص الرائحة في حوض كبير عليه غطاء“. تُعتبر ”قوالب الفحم الحجري أو صودا الخبيز [بيكربونات الصودا / بيكينغ باودر] خيارات رائعة لازالة الروائح الكريهة عن الكتاب. بعد ذلك، ابحث عن حاوية صغيرة الحجم كافية لتضع فيها الكتاب. ضع كتابك في هذه الحاوية الصغيرة، ثم ضع هذه الحاوية في حاوية أكبر، ثم غطِ هذه الحاوية الكبيرة بغطاء. اترك الكتاب فيها حتى تخف رائحته الكريهة بشكل مرضٍ.“

تحذر مورغان من أنه خلال عملية ازالة الرائحة هذه، يجب ألا تلامس الكتب ملامسة مباشرة قوالب الفحم الحجري أو صودا الخبيز الماصة للرائحة. وتوصي زوار المكتبات ألا يستخدموا عملية الإزالة هذه مع الكتب التي استعاروها من مكتبات الجامعة أو العامة.

في المرة القادمة حين تقرأ فيها كتابًا من المكتبات الجامعية / العامة أو من مكتبة المنزل، حاول شم رائحته شمًا سريعًا. بإمكان رائحة الكتاب أن تخبرك أين كان وكم سيبقى!