آخر تحديث: 3 / 5 / 2024م - 3:50 م

صديقان من أول شمة: ينجذب الناس لمن يشبهونهم في الرائحة

عدنان أحمد الحاجي *

24 يونيو 2022

المترجم: عدنان أحمد الحاجي

المقالة رقم 174 لسنة 2022

Friends at first sniff: People drawn to others who smell like them

24/06/2022

قد يكون هذا التعبير صحيحًا بالمعنى الحرفي، وفقًا لدراسة جديدة نُشرت في مجلة تقدم العلوم Science Advances يوم 24 يونيو 2022[1]  والتي وجدت أن الذين لهم نفس رائحة الجسم هم أكثر احتمالًا أن ينسجموا معًا ويكونوا أصدقاء من أول لقاء بينهم.

كتبت مجموعة من الباحثين بقيادة إنبال راڤريبي Inbal Ravreby من معهد وايزمان للعلوم أن ”الثدييات البرية غير البشرية تشم نفسها ويشم بعضها بعضًا باستمرار، وبناءًا على ذلك، تميز الصديق من العدو“.

نظرًا لأن الناس يبحثون عن أصدقاء يشبهونهم، افترض فريق الدراسة أن الناس قد يشمون روائحهم وروائح أجسام الآخرين لتقدير مدى التشابه بين روائح أجسامهم والحكم على مدى التوافق والانسجام بينهم.

لمعرفة ذلك، شرع الباحثون في جمع عينات من مجاميع زوجية [أي كل مجموعة مكونة من شخصين] من نفس الجنس، وأصدقاء غير رومانسيين وصفوا أنفسهم بأنهم تعلقوا ببعضهم من النظرة الأولى، بعبارة أخرى ”حين ينشأ شعور بالصداقة قبل تبادل معلومات وافية عن سيرة كل منهما الذاتية“، حسبما جاء في الورقة المنشورة[1] .

بعد جهود مكثفة لتجنيد متطوعين لهذه الدراسة، وجدوا 20 مجموعة زوجية [كل مجموعة متكونة من شخصين]، نصفهم من الذكور والنصف الآخر من الإناث، تتراوح أعمارهم بين 22 و39 سنةً.

الأنف الاكتروني eNose

لمنع أي عوامل خارجية من التأثير في عينة المشاركين هذه، كان على جميع المشاركين اتباع بروتوكول صارم يتضمن تجنب الأطعمة التي لها طعم لاذع / رائحة لاذعة والنوم بعيدًا عن شركاء حياتهم وعن الحيوانات الأليفة وكذلك النوم في قميص قطني نظيف وُفِّر لهم.

جمعت القمصان في أكياس مزودة بسحاب وفُحصت باستخدام أنف إلكتروني - وهو جهاز مزود بأجهزة استشعار لتحليل التركيب الكيميائي. وجد الباحثون أن بصمات رائحة ”الأصدقاء المنسجمين“ كانت متطابقة إحصائيًا بدرجة أكبر من تطابق الروائح بين غير الأصدقاء.

لتقييم ما إذا كانت نتائج الأنف الاكتروني eNose تعكس بدقة الإدراك الحسي [حاسة الشم في هذه الحالة] لدى البشر، قام الفريق بتجنيد أشخاص مهمتهم شم الروائح وابتكروا مجموعة من الفحوصات للتحقق من صحة نتائج شم هؤلاء الأشخاص.

في أحد هذه الفحوصات، على سبيل المثال، قُدم لهؤلاء الأشخاص الذين كُلفوا بالشم ثلاث روائح: رائحتين من صديقين منسجمين، ورائحة مختلفة عن الرائحتين. نجح هؤلاء الأشخاص الذين كلفوا بالشم من التعرف على الصديقين المنسجمين ونبذوا الرائحة الأخرى.

الرائحة تنبأت بالصداقات أيضًا يبدو أن هذه النتائج تؤكد الفرضية القائلة بأن الروائح المماثلة قد تكون باعثةً على الصداقة، ولكن التفسير البديل هو أن الأصدقاء يقضون وقتًا طويلًا معًا وبالتالي لديهم تجارب وممارسات أثرت في رائحة أجسامهم، كالمكان الذي يعيشون فيه والطعام الذي يأكلون.

لحل التشابك بين هذين الاحتمالين، ابتكر الفريق فحصًا آخر لمعرفة ما إذا كانت الرائحة يمكن أن تكون مؤشرًا ناجحًا فيما إذا يمكن لشخصين لم يلتقيا مطلقًا أن يكونا صديقين منسجمين.

قام فريق البحث بتجنيد 17 شخصًا غرباء عن بعضهم وطلبوا منهم أن يتفاعلوا مع بعضهم بعض في اختبار يسمى ”بلعبة المرآة[3] “ - حيث يقف كل منهم على مسافة نصف متر من بعضهم حتى يتمكنوا لا شعوريًا من شم رائحة بعضهم بعض، وطُلب منهم تقليد حركات أيدي بعضهم بعض لمدة دقيقتين، وألَّا يتكلموا مع بعضهم.

الصورة: نشم رائحة أجسام بعضنا بعض، والجزيئات المتطايرة، وفي شخصين من نفس الجنس، تتنبأ رائحتا الجسم المتماثلتان بالصداقة. هناك كيمياء فعلية في الكيمياء الاجتماعية.

التشابه الكيميائي في روائحهم، كما فُحصت بالأنف الاكتروني eNose، نجح في توقع الانسجام المتبادل في 77 بالمائة من الحالات، ونجح كذلك في توقع 68 بالمائة من الحالات التي قال فيها الطرفان إنهما لم ينسجما معًا.

علاوة على ذلك، كلما كانت روائح الناس قريبة من بعضها، كلما أفادوا عن إعجابهم ببعضهم بعض، وفهموا بعضهم بعض، وشعوروا بوجود كيمياء مشتركة، بينهم.

وخلص الفريق إلى أن نتائج الدراسة ”تلتقي معًا لتقترح أن روائح الأصدقاء غير الرومانسيين من نفس الجنس تتشابه أكثر مما هو متوقع صدفةً“.

كتب الفريق أن الناس، بعكس الثدييات البرية الأخرى، يستخدمون لغة معقدة للتفاعل فيما بينهم، ولذا فمن المحتمل أن تكون مفاعيل الرائحة التي لوحظت في المختبر مبالغًا فيها مقارنةً بمدى أهميتها في الحياة الواقعية. ”ومع ذلك، نعتقد أن نتائجنا تفيد بأننا قد نكون أيضًا كالثدييات البرية الأخرى في هذا الجانب أكثر مما ندركه عادةً.“

مصادر من داخل وخارج النص

[1] - https://www.science.org/doi/10,1126/sciadv.abn0154

[2] - ”في لعبة المرآة mirror game، لاعبان يقومان بتقليد بعضهما بعض، مما يصدر عن ذلك حركة منسجمة شبيهة بالرقص تبدو وكأنها مصممة للرقص. يمكن اعتبار اللعبة نموذجًا بسيطًا يقوم فيه شخصان بإنشاء حركة مع بعضهما من جديد.“ ترجمناه من نص ورد على هذا العنوان:

https://www.ncbi.nlm.nih.gov/pmc/articles/PMC3248496/

المصدر الرئيس

https://phys.org/news/2022-06-friends-people-drawn.html