تغيرات الدماغ المرتبطة بالانفعالات العاطفية اكتشفت لدى المشخصين بمتلازمة القلب المنكسر الغامضة
جامعة أبردين
9 يونيو 2022
المترجم: عدنان أحمد الحاجي
المقالة رقم 165 لسنة 2022
Brain changes linked to emotion discovered in mysterious Takotsubo syndrome
University of Aberdeen
9 June 2022
التغيرات في مناطق الدماغ المرتبطة بالمشاعر شُخصت في المصابين بمتلازمة تاكوتسوبو[1] ، التي تُعرف أحيانًا بمتلازمة القلب المنكسر، وفقًا لبحث أجرته جامعة أبردين.
واكتشفت الدراسة التي قدمت في المؤتمر المئوي لجمعية القلب والأوعية الدموية البريطانية المنعقد في مانشستر «6 - 8 يونيو 2022» تغييرات في مستوى نشاط الدماغ في المناطق المعروف أنها تتحكم في ضربات القلب.
متلازمة تاكوتسوبو هي شكل مفاجئ من أشكال قصور القلب الحاد[2] الذي يُقدر أنه يصيب ما يصل إلى خمسة آلاف شخص في المملكة المتحدة في السنة. وتلاحظ الحالة بشكل رئيس لدى النساء بعد انقطاع الطمث عنهن. قد تسبب هذه المتلازمة نفس أعراض النوبة القلبية، وعلى الرغم من أن الشرايين المؤدية إلى القلب غير مسدودة، فإن احتمال حدوث مضاعفات مماثلة لتلك التي تحدث من الاصابة بالنوبة القلبية الفعلية.
لا تزال أسباب متلازمة تاكوتسوبو غير مفهومة بشكل كامل بعد، ولكن عادة ما تحدث المتلازمة بسبب اجهاد / توتر نفسي[3] أو اجهاد فسيلوجي بسبب فقدان أحد الأحبة - ولذلك تُعرف أيضًا باسم متلازمة القلب المنكسر.
قال الدكتور هلال خان، زميل الأبحاث السريرية في جامعة أبردين: "لقد عرفنا على مدى سنوات أن هناك علاقة بين الدماغ والقلب، لكن الدور الذي تلعبه هذه العلاقة في حالة تاكوتسوبو لا يزال غامضًا. لأول مرة كشفنا عن تغييرات في مناطق الدماغ مسؤولة عن التحكم في القلب وفي الانفعالات. نحتاج إلى مزيد من العمل البحثي لتشخيص ما إذا كانت هذه التغييرات تؤدي إلى الإصابة بمتلازمة تاكوتسوبو.
نأمل أن نتمكن من خلال عمل المزيد من الأبحاث من تحديد علاجات أكثر فعالية لهذه المتلازمة. نأمل أن نستكشف بالفعل تأثير إعادة تأهيل القلب والعلاج النفسي على بنية ووظيفة الدماغ بعد الإصابة بمتلازمة تاكوتسوبو لتحسين رعاية هؤلاء المرضى في النهاية ".
في هذه الدراسة التي تعد الأكثر تفصيلاً من نوعها، درس الباحثون أدمغة 25 مريضاً عانوا من نوبة تاكوتسوبو في الأيام الخمسة السابقة على الفحص. استخدم الباحثون تصوير الدماغ بالرنين المغناطيسي لقياس حجم ومساحة الدماغ السطحية وإشارات التواصل بين مناطق الدماغ المختلفة. ثم قارن الباحثون هذه النتائج بالنتائج المتحصلة من مجموعة التحكم المماثلة لهم من حيث العمر والجنس والحالات الطبية الأخرى.
ووجدوا أن هناك انخفاضًا في الروابط في المهاد واللوزة الدماغية والفص الحزيري[4] والعقد القاعدية [5] للمصابين بمتلازمة تاكوتسوبو مقارنة بالأشخاص الأصحاء. مناطق الدماغ هذه معنية بتنظيم الوظائف الدماغية العليا، كالمشاعر والتفكير واللغة واستجابة الكر والفر[7] ,[6] والتحكم في وظائف القلب.
ووجد الباحثون أيضًا أن مناطق المهاد والفص الجزيري في الدماغ كانت متضخمة، في حين أن الحجم الكلي للدماغ بما فيه اللوزة الدماغية وجذع الدماغ كان أصغر مقارنة بما لدى الأصحاء.
يخطط فريق البحث الآن لإجراء فحوصات متابعة بالتصوير بالرنين المغناطيسي على نفس المرضى لتتبع المسار الطبيعي لمتلازمة تاكوتسوبو في الدماغ. كما أنهم بصدد عمل تصوير بالرنين المغناطيسي لأدمغة مرضى النوبات القلبية على أمل تحديد ما إذا كانت متلازمة تاكوتسوبو تسبب تغيرات في الدماغ أو ما إذا كانت التغييرات في الدماغ تسبب متلازمة تاكوتسوبو.
وقال البروفيسور جيمس لايبر James Leiper، المدير الطبي المساعد في مؤسسة القلب البريطانية: "متلازمة تاكوتسوبو هي حالة قلبية مفاجئة وربما كارثية ولم يُتعرف عليها إلا في السنوات الأخيرة. لا يزال فهمنا للحالة في مراحله الأولى، ولذا فمن الضروري أن نكتسب المزيد من المعرفة في هذا المجال المهمل من مجالات أمراض القلب.
”هذا البحث هو خطوة مهمة إلى الأمام في فهمنا لكيف يرتبط الدماغ بالقلب بشكل معقد في هذه الحالة الغامضة، وكيف يمكن أن يؤدي حدث انفعالي إلى حالة قصور القلب.“
كارول دنكان Carol Duncan، 73 عامًا، من مجينة مدينة أبردين البريطانية، وهي جزء من هذه الدراسة قد عانت من نوبة من نوبات متلازمة تاكوتسوبو بعد أن أصيب شقيقها بمرض وأُدخل على اثره وحدة العناية المركزة. قالت: "نظرًا لأن متلازمة تاكوتسوبو يمكن أن تنجم عن حدث عاطفي، هناك اعتقاد خاطئ بأنها شيئ في مخيال المرء فقط. ولكن معرفتي بأن الباحثين لاحظوا تغييرات في دماغي قابلة للقياس أثناء التصوير بالرنين المغناطيسي جعلتني أشعر أننا نقترب من اعتبار متلازمة تاكوتسوبو حالة فسيلوجية.