آخر تحديث: 3 / 5 / 2024م - 5:45 م

لماذا يُطلب من الأمهات وضع أطفالهن في الفراش ”نعسانين لا نائمين“؟ هل هذه الطريقة تحقق الغرض؟

عدنان أحمد الحاجي *

30 يونيو 2022

بقلم آنا برايس وڤاليري سانغ، معهد مردوخ لأبحاث الأطفال؛ وأشكين محمد نور الدين، وبيلي غارڤي، وسيلڤي بيكرمينه، مستشفى الأطفال الملكي في استراليا

المترجم : عدنان أحمد الحاجي

المقالة رقم : 183 لسنة 2022

Why are parents told to put their baby to bed ‘drowsy but awake’? Does it work?

Published: June 30,2022

Anna Price Murdoch Children`s Research Institute; and others: Ashikin Mohd Nordin، Billy Garvey، Sylvie Picker-Minh، and Valerie Sung.

معظم الآباء [الأم والأب أو كليهما] الجدد ومقدمي الرعاية يعرفون عبارة ”ضعي طفلك في فراشه وهو نعسان لا نائم [1] . لكن قد يجد بعض الآباء أن هذا لا يحقق الغرضظ حيث بمجرد أن يوضع الطفل في سريره، يبدأ في الصراخ!

الحديث مع آباء آخرين عن كيف يساعدون أطفالهم على النوم يعتبر حديثًا مثيرًا للخلاف، كالحديث عن الدين أو السياسة. قد يبدو كما لو أن هناك طريقة واحدة ”مناسبة“ لتحقيق الغرض.

لكن بصفتنا باحثين وأطباء مساندين للعائلات في إيجاد طرق لمساعدة أطفالهم الصغار والرضع على النوم، بإمكاننا أن نطمئنهم أنه لا توجد هناك طريقة واحدة تناسب جميع الأطفال أو العائلات.

تُعد الحالة المزاجية الطبيعية للطفل وعمره ووتيرة إطعامه / ارضاعه[2]  من بين العديد من العوامل التي تؤثر في نومه. غالبًا ما يغير الأطفال أنماط نومهم[3] » مع تقدمهم في العمر، وقد يستغرق الأمر وقتًا حتى يتعلموا كيف يخْلَدون إلى النوم.

تؤثر بيئة الطفل أيضًا في كيف ينام

أشقاء الطفل والضوضاء وما قامت به العائلة في ذلك اليوم من نشاط والضغط النفسي قد تلعب دورًا في ذلك. في المقابل، يمكن أن تؤثر الظروف العائلية غير المواتية في كيف يُنظر إلى نوم الطفل.

معرفة نوم الطفل الطبيعي

مراحل النوم تحدث على مراحل وفي دورات. نبدأ في النوم ونحن مستيقظين، ثم يغالبنا النعاس وننام نومًا خفيفًا قبل أن نخْلَد إلى نوم عميق، قبل أن ننتقل إلى حالة اليقظة وما إلى ذلك. بالنسبة للراشدين، تستمر إحدى هذه الدورات حوالي 90 دقيقة. أما بالنسبة للرضع والأطفال، تستمر حوالي نصف هذا الفترة.

في كل مرة ندخل فيها دورة نوم خفيفة، قد نستيقظ لفترة وجيزة. يجب أن يتعلم الطفل ةصل دورات النوم ببعضها [مواصلة النوم] حتى ينام لفترة أطول. إذا تعلم الطفل أن يخْلَد بنفسه إلى النوم، فسيتمكن من مواصلة النوم بنفسه لفترة أطول. إذا لم يكن الأمر كذلك، فقد يحتاج إلى المساعدة بعد كل دورة نوم خفيفة.

قبل أن يبلغ حوالي ستة أشهر من العمر، عادة ما يستيقظ الطفل بصورة منتظمة أثناء الليل ليرضع ويحصل على ما يكفية من العناصر الغذائية حتى ينمو نموًا صحيًا.

بعد الأشهر القليلة الأولى من حياته، عادةً ما يتضمن النوم ارتباطات / اقترانات بأشياء - أشياء مألوفة لنا - وتُكتسب هذه الارتباطات / الاقترانات. إذا كان نوم الطفل مقترنًا بالرضاعة أو بالتواجد بين ذراعي أمه / أبيه، فقد يحتاج إلى هذا النوع من الاقتران للعودة للنوم.

الصورة: يحتاج الطفل إلى المساعدة في تكوين اقترانات نوم جيدة بأشياء يألفونها.

نفس الشيء ينطبق علينا ككبار، حيث نحتاج إلى هذه الاقترانات؛ لو استيقظنا، فقد يكون العودة إلى النوم بالنسبة للبعض منا صعبًا لو فقد الوسادة أو البطانية، أو إذا فُتح المصباح الكهربائي أو سمعنا ضوضاء.

حين تاخذ في الاعتبار الأطفال والنوم، من المهم التمييز بين النصف الأول والنصف الثاني من السنة الأولى من عمره. السبب في ذلك يتمثل في المرحلة الرئيسة في التطور والنمو التي يمر بها الطفل بعد حوالي أربعة أشهر من عمره وهو فهمه لنا يُعرف ”بديمومة الكائن“[4] .

الصورة : لعبة الغميضة مثال حي على مفهوم ديمومة الكائن

ديمومة الكائن هذه تنفع حين يعرف الطفل أن أمه / أباه لا يزال موجودًا بقربه حتى لو لم يراه أو في الغرفة معه. هذا يعني أنه لو استيقظ الطفل في نهاية دورة / مرحلة النوم الخفيف ولم يتمكن من العودة إلى النوم من تلقاء نفسه، فسيبكي أو يصرخ.

هل تنجح نصيحة ”وضعه في السرير وهو نعسان لا نائم“؟

سيجد بعض الأطفال صعوبة في أن يخْلَدوا إلى النوم بأنفسهم أكثر مما يستطيع الأطفال الآخرون. غالبًا ما يُنصح بطريقة ”أن يوضع في السرير وهو نعسان لا نائم“ كطريقة لمساعدة الأطفال على تطوير أساليب الإخلاد إلى النوم بنفسه.

تكمن الفكرة في جعلهم يعتادون على الشعور بالنعاس عندما يكونون في السرير لتكوين علاقة بين السرير والنوم.

بإمكان الوالدين استخدام طريقة الاستجابة لحاجة الطفل الصغير أو الرضيع للتهدئة في نفس الوقت الذي يساعداه فيه على الاستعداد للنوم «[5] ,[6] » «كحمله أو التربيت عليه»

على الرغم من أن طريقة ”وضعه في السرير وهو نعسان لا نائم“ لم تتم دراستها برصانة كما هي بمعزل عن أشياء أخرى، فقد تمت دراستها جيدًا في سياق التدريب على النوم.

إذن ما دليل التدريب على النوم؟

أساليب التدريب على النوم التي تقلل من مستوى الدعم «باستخدام طريقة ”وضعه في السرير وهو نعسان لا نائم“» بإمكانها مساعدة الطفل على تعزيز استقلاله في الإخلاد إلى النوم بنفسه. الدليل مستمد من دراسة على أطفال أصحاء بعمر ستة أشهر وأكبر.

إحدى أكثر طرق التدريب على النوم شهرة تُدعى ”التهدئة المنضبطة[7]  «والتي تُعرف أيضًا باسم ”البكاء المنضبط“ - المترجم: هتاك من يقول ان الطريقتين مختلفتان[7] » يضع الأهل طفلهم في الفراش وهو نعسان لا نائم، ويتركوه ينام لفترات زمنية قصيرة ولكنها متزايدة في طول الفترة، حتى لو بكى. يختار الآباء الفترات الزمنية الأفضل لعائلاتهم - على سبيل المثال، فتراى زمنية بطول دقيقتين، ثم أربع دقائق، ثم ست دقائق، ثم ثمان دقائق؛ أو دقيقتين ثم خمس دقائق ثم عشر دقائق؛ أو دقيقتين، ثم خمس دقائق، ثم خمس دقائق، ثم خمس دقائق.

الصورة: طريقة التهدئة المنضبطة: المسيد باليد على رأس الطفل

الطريقة الأكثر تدرجًا هي طريقة ”تمسيد جسم الطفل أو التربيت عليه.“ تستلقي الأم، أو الأب، على سرير خفيف سفري في غرفة الطفل أو تجلس على كرسي بجوار سرير الطفل لتهدئته عندما يبكي. بعد أسبوعين، تقوم الأم أو الأب تدريجياً بنقل الكرسي أو السرير بعيدًا عن سرير الطفل والخروج من الغرفة، حتى ينام الطفل دون وجود الأم أو الأب في الغرفة.

تظهر الدراسات[8]  أن هذه الأساليب تساعد الآباء في إخلاد أطفالهم إلى النوم ولرفاه وسعادة ومتعة الأباء أنفسهم[9] . ومع ذلك، البحث ناقص عندما يتعلق الأمر بسياق تعدد الثقافات، ومعرفة منظور الآباء «fathers»، وفي الأطفال دون سن الستة أشهر، وفي العائلات التي تعاني من محنة اجتماعية واقتصادية شديدة [10] .

ليس هناك طريقة واحدة تصلح لكل طفل أو لكل أسرة. إذا أراد الوالدان تجربة طريقة نوم جديدة، فمن الأمور المهمة أن يكون لديهما خطة أ وخطة بديلة ب. يجربا الخطة أ في الحالة ”المثالية“ ولكن يصعداها إلى الخطة ب بسرعة إذا لم تنجح الخطة أ. بإمكان الوالدين أن يقررا ما إذا يريدان المحاولة مرة أخرى في وقت آخر.

الصورة: إذا اعتاد الطفل على النوم بين ذراعي أحد والديه، فسوف يقرن نومه بحمله له.

ما الذي يمكنني فعله لترسيخ عادات نوم صحية لدى الطفل؟

يحب الأطفال الصغار والرضع الروتين. اجراءات وقت النوم الروتينية الإيجابية تساعد الأطفال على الاستعداد للنوم. وهذا يعني القيام بنفس الإجراءات مع الطفل في كل مرة قبل النوم، حتى يعرف الطفل أن وقت النوم قد حان. قد تشمل هذه الإجراءات أشياء تساعد الطفل على الهدوء، مثلًا، اعطاؤه حمامًا دافئًا قبل النوم أو قراءة قصة له مع الحفاظ على بيئة هادئة ومهدئة لتعزيز حالة النوم لديه.

تعلُّم روتين جديد غالبًا ما يكون أسهل للرضع والأطفال الصغار عندما يكون لديهم المزيد من الطاقة «عادةً في أول اليوم» ويكون أصعب عندما يكونون أكثر تعبًا «نعسانين في آخره».

مصادر من داخل وخارج النص

[1] -: نعسان لا نائم يعني أن تضع طفلك في فراشه ليأخذ قيلولة أو ليلاً قبل أن ينام بهدوء. السبب في حث الآباء على وضع أطفالهم بهذه الطريقة هو لتعليمهم مهارة مفيدة: كيف ينامون بمفردهم. " ترجمناه من نص ورد على هذا العنوان:

https://www.whattoexpect.com/first-year/sleep/how-to-put-baby-down-drowsy-awake/

[2] - https://uichildrens.org/health-library/baby-feeding-patterns

[3] - https://www.pregnancybirthbaby.org.au/sleep-patterns-for-babies

[4] - ”ديمومة الكائن object permanence هو فهم أن الكائنات تبقى موجودة حتى عند عدم إمكانية إدراكها حسيًا «رؤيتها أو سماعها أو لمسها أو شمّها أو الإحساس بها بأي طريقة أخرى»، وهو مفهوم أساسي دُرس في مجال علم النفس التنموي، وهو فرع من فروع علم النفس الذي يتطرّق إلى تطور قدرات الأطفال الصغار الاجتماعية والعقلية، بالرغم من عدم وجود إجماع علمي حتى الآن بشأن متى أو في أي مرحلة يظهر فهم ديمومة الكائن في التطور البشري. جادل عالم النفس السويسري جان بياجيه، الذي درس لأول مرة ديمومة الكائن عند الرضع، بأنه أحد أهم إنجازات الرضيع، لأنه بدون هذا المفهوم لن يكون للكائنات أو الأجسام وجود منفصل ودائم. في نظرية بياجيه للتنمية المعرفية، يطور الأطفال هذا المفهوم بنهاية «المرحلة الحسية الحركية»، التي تستمر من الولادة حتى السنة الثاتية من العمر. اعتقد بياجيه أن تصور الأطفال وفهمهم للعالم يعتمد على نموهم الحركي، وهو الأمر المتطلب عند الطفل ليقرن بين التمثيلات المرئية والملموسة والحركية للأشياء. وفقًا لهذا العرض، فإنه من خلال لمس الأشياء باليد، يطور الرضع حالة ديمومة الكائن.“ مقتبس من نص ورد على هذا العنوان:

https://ar.wikipedia.org/wiki/ديمومة_الكائن

[5] - https://raisingchildren.net.au/babies/sleep/settling-routines/responsive-settling-at-6-18-months-reducing-settling-help

[6] - https://raisingchildren.net.au/babies/sleep/settling-routines/patting-settling

[7] - https://www.pregnancybirthbaby.org.au/controlled-comforting

[8] - https://onlinelibrary.wiley.com/doi/10,1111/apa.15182

[9] - https://ar.wikipedia.org/wiki/رفاه

[10] - ”المحن الاجتماعية الاقاصادية social and economic adversity، مصطلح شامل يشير إلى قضايا كقضايا جرائم العنف، والفصل العنصري، والتعرض من قبل الأقران الجانحين، والفقر، والتربية السيئة.“ ترجمناه من نص ورد على هذا العنوان:

https://www.ncbi.nlm.nih.gov/pmc/articles/PMC5502205/

المصدر الرئيس

https://theconversation.com/why-are-parents-told-to-put-their-baby-to-bed-drowsy-but-awake-does-it-work-183368