آخر تحديث: 28 / 4 / 2024م - 12:27 ص

شهادات أم مهارات

زكي المبارك

وأنت ترى الأعداد الكبيرة للخريجين العاطلين عن العمل في ازدياد قد يقفز إلى ذهنك تساؤل:

# هل الشهادة اليوم أصبحت هي المطلب الوحيد للحصول على الوظيفة فقط؟

بمعنى آخر هل كل طالب جامعي يملك وثيقة تخرجه سيجد أبواب الوظائف مفتوحة على مصراعيها لاستقباله لشغل تلك الوظيفة التي قد يحلم بها، بالتأكيد الجواب لا.

# ما ذا يحتاج ذلك المتخرج برفقة تلك الشهادة التي يحملها بيديه وفي قلبه؟

في الأعوام القليلة السابقة ومع انطلاق الرؤية 2030 في وطني المملكة العربية السعودية تبدل الحال وتغير كثيراً عما هو عليه في السابق أصبح سوق العمل والميدان لمن يملك الكفاءة «المهارات والقدرات» لا من يملك الشهادات والأوراق، اليوم المهارة مقابل المال لا الجهد مقابل المال، في السابق اعطني وقتك وخذ نظيره مقدار من المال أما الان بدأت تلك النظرة تنحسر وتتلاشى تدريجياً شيئا فشيء، ما الذي يميزك عن أقرانك أيها الخريج؟

وهذا يقودنا إلى تساؤل آخر قد يطرح من قبل القارئ الكريم ما دام الوضع كذلك

# لماذا تركيز الأسر في الغالب منصب على المستوى الدراسي والحصول على الشهادات؟

قد يكون لتلك الأسرة أسبابها المنطقية التي تجعل جل اهتمامها وتركيزها منصباً في حصول الأبناء على تلك الشهادات منها:

1/ ترى الأسرة بأن الشهادة تزيد من فرصهم للالتحاق بأفضل الجامعات.

2/ القبول في الجامعة يزيد من فرصهم للحصول ربما على وظيفة مرموقة.

3/ تكون الأسرة في وضع يسمح لها بالتباهي والتفاخر أمام الجميع بتفوقهم.

# ماذا تحتاج الأسرة الآن للتركيز عليه مع الأبناء أثناء دراستهم للتحسين من الحال وزيادة فرصهم الوظيفية بالمستقبل؟

يرى دانيال جولمن في كتابه «ذكاء المشاعر» بأن 80 % من عوامل النجاح تعتمد على تمتع الفرد بمهارات وقدرات الذكاء العاطفي وهو ما يعرف بالمهارات الناعمة «soft skills»، بحاجة إلى الاهتمام لتنمية بعض المهارات الحياتية:

«الثقة بالنفس - مهارة حل المشكلات - ضبط الانفعالات - التكيف مع المتغيرات - التفكير الناقد - القدرة على التعامل مع الأخرين»

الإلمام بهذه المهارات برفقة الشهادات قد يكون هو الضمانة بتوفيق الله لمستقبل مشرق لأبنائنا وذلك لما لتلك المهارات من أهمية كبرى حيث أصبحت اليوم هي المعيار للتوظيف في الكثير من الشركات في القطاع الخاص وأيضا قد تكون حاضرة وبقوة في القطاع الحكومي مع البدء في الخصخصة كذلك.

ختاماً نحتاج أن نقرأ من الآن فصاعداً ك «أسر» بأن عدم الحصول على درجات الامتياز لا يعني فشل الأبناء دراسياً، ستيف جوبز مؤسس شركة آبل وإيلون ماسك الرئيس التنفيذي لتسلا ماتورز خير دليل وشاهد على كلامنا، لم يكونوا الأكثر تفوقاً مع أقرانهم ولكنهم حققوا نجاحات عملاقة، هذا كفيل بتوفير المزيد من راحة البال للأسرة والطالب كذلك وهذه ليست دعوة للإهمال والتقصير.