الذكاء السائل يصدر من منطقة الجبهية اليمنى، بحسب دراسة
الذكاء السائل - الذي له دور مركزي في حياة الانسان - يصدر من منطقة الجبهية اليمنى، بحسب دراسة من جامعة كوليدج لندن
27 ديسمبر 2022
المترجم: عدنان أحمد الحاجي
المقالة رفم 01 لسنة 2023
Brain area necessary for fluid intelligence identified
December 27,2022
قام فريق بقيادة باحثين من جامعة كوليدج لندن UCL ومن مستشفى جامعة كوليدج لندن UCLH بتحديد أجزاء من منطقة في الدماغ تدعم قدرتنا على حل المسائل بدون خبرة سابقة - والمعروفة أيضًا باسم الذكاء السائل[1] .
يمكن القول إن الذكاء السائل هو السمة المميزة للمعرفة / للإدراك لدى البشر cognition[المترجم: المعرفة هي عمليات عقلية لاكتساب المعرفة وفهمها عن طريق التفكير والادراك الحسي]. الذكاء السائل يعتبر عامل تنبؤ بالنجاح التعليمي والمهني والحراك الاجتماعي[2] والصحة وطول العمر. كما أنه يتلازم طرديًا مع العديد من القدرات المعرفية[3] ك الذاكرة.
يُعتقد أن الذكاء السائل هو السمة الرئيسة التي ينطوي عليها ”التفكير النشط“ - التفكير النشط هو مجموعة من العمليات العقلية المعقدة مثل تلك التي تنطوي على التجريد[4] والحكم [الحكم judgment هو اتخاذ قرار معتبر أو التوصل إلى نتبجة معقولة] والانتباه وغيرها من الأمور. يمكن استخدام جميع هذه المهارات في الأنشطة اليومية - من تنظيم حفل عشاء إلى أعمال أخرى.
على الرغم من دوره المركزي في السلوك البشري[5] ، يظل الذكاء السائل مثيرًا للجدل، فيما يتعلق بما إذا كان ينطوي على قدرة واحدة أو مجموعة من القدرات المعرفية[3] ، وطبيعة علاقته بالدماغ.
لإثبات أي منطقة من مناطق الدماغ ضرورية لواحدة من القدرات المعينة[3] ، على الباحثين أن يعملوا على دراسة المرضى الذين تكون هذه المنطقة لديهم إما مفقودة أو متضررة / تالفة. يصعب اجراء دراسات ”لتحديد أي منطقة من المناطق مفقودة أو مصابة بآفات lesion[الآفات هي أنسجة تالفة أو متضررة[6] ]“ بسبب الصعوبة المتمثلة في التعرف على المرضى الذين لديهم إصابات موضعية في الدماغ وفحصهم.
وبالتالي، فقد استخدمت الدراسات السابقة تقنيات التصوير بالرنين المغناطيسي الوظيفي «fMRI» بشكل أساس - والتي قد تكون نتائجها مضللة.
الدراسة الجديدة، بقيادة معهد كوين سكوير Queen Square لطب الأعصاب في جامعة كوليدج لندن والمستشفى الوطني لطب الأعصاب وجراحة الأعصاب بالمستشفى الجامعي لجامعة كوليدج لندن UCLH ونشرت في مجلة الدماغ Brain[7] ، تناولت 227 مريضًا لديهم إما ورم سرطاني في الدماغ أو مصابين بسكتة دماغية في مناطق معينة من الدماغ، باستخدام مصفوفات ريڤن المتقدمة Raven Advanced matrix «وتعرف اختصارًا ب APM» [8] : والتي تعد أفضل اختبار معتمد للذكاء السائل.
يحتوي الاختبار على مسائل أنماط بصرية لها أجوبة متعددة[9] تزداد صعوبة الاجابة عليها باضطراد. تعرض كل مسألة نمطًا غير مكتمل من الأشكال الهندسية وتحتاج إلى اختيار قطعة مناسبة من مجموعة قطع متعددة ممكنة للقطعة المفقودة في السؤال.
قدم الباحثون بعد ذلك مقاربة جديدة ”لتحديد موضع النقص أو الضرر / التلف في الدماغ“ لتفكيك الأنماط التشريحية المعقدة للأشكال الشائعة لإصابات الدماغ، مثل السكتة الدماغية.
مقاربتهم تناولت العلاقات بين مناطق الدماغ وكأنها شبكة حسابية [10] تصف الروابط بين عقدها استعداد المناطق للتأثر معًا، إما بسبب المراحل التي يقطعها المرض من الإصابة إلى التعافي «disease process» أو انعكاسًا لقدرة معرفية[3] مشتركة.
وقد مكن هذا الاختبار الباحثين من تفكيك خريطة القدرات المعرفية في الدماغ من أنماط الضرر / التلف - مما سمح لهم بتحديد المناطق المختلفة في الدماغ والتعرف على أي المرضى أداؤه، في مهمة تتطلب الذكاء السائل، كان سيئًا بحسب إصاباته.
وجد الباحثون أن الأداء الضعيف في الذكاء السائل يقتصر، إلى حد كبير، على المرضى الذين لديهم تضرر / تلف في المنطقة الجبهية اليمنى - وليس في مجموعة واسعة من مناطق منتشرة في كل الدماغ. إلى جانب الأورام السرطانية في الدماغ والسكتة الدماغية، غالبًا ما يوجد مثل هذا الضرر / التلف في المرضى الذين يعانون من مجموعة من الاضطرابات العصبية الأخرى [11] ، بما في ذلك إصابات الدماغ الرضية [12] والخرف.
قالت المؤلفة الرئيسة، البروفسور ليزا سيبولوتي Lisa Cipolotti «معهد كوين سكوير لطب الأعصاب في جامعة كوليدج لندن»، "تفيد نتائجنا لأول مرة بأن المناطق الجبهية اليمنى من الدماغ ضرورية للوظائف العليا المعنية بالذكاء السائل، مثل حل المسائل والاستدلال المنطقي".
هذا الاكتشاف يدعم استخدام مصفوفات ريڤن المتقدمة في بيئة سريرية، كطريقة لتقييم الذكاء السائل وتحديد الخلل الوظيفي في الفص الجبهي الأيمن.
”نهجنا في الجمع بين تحديد المواضع الجديدة للمناطق المفقودة والمصابة بالآفات مع استخدام مصفوفات ريڤن المتقدمة في عينة كبيرة من المرضى يوفر معلومات مهمة عن الأساس العصبي للذكاء السائل. مزيد من الاهتمام بدراسات الآفات ضروريٌ للكشف عن العلاقة بين الدماغ والمعرفة / الادراك cognition، والتي غالبًا ما تحدد كيف تُعالج الاضطرابات العصبية“.