آخر تحديث: 12 / 5 / 2024م - 1:03 م

كل ما ينبغي معرفته عن التهاب الجلد الحفاظي Diaper Dermatitis

يراد بهذا المصطلح وصف تفاعل التهابي جلدي حاد في المناطق التي يغطيها الحفاظ.

على الرغم من استخدام مصطلح التهاب الجلد الحفاظي لوصف المشكلة، فإن الحفاظات في حد ذاتها ليس سببا لحدوث الطفح الجلدي.

في الواقع، إن التهاب الجلد الحفاظي هو نتيجة مجموعة من العوامل أهمها الاتصال المطول مع البول والبراز، نقع الجلد «الترطيب المفرط» maceration، الاحتكاك والمهيجات الكيميائية، وفي كثير من الحالات؛ عدوى ثانوية مع البكتيريا أو المبيضات البيض.

الأنواع الثلاثة الأكثر شيوعًا لالتهاب الجلد الحفاظي هي: التهاب الجلد الغضب، التهاب الجلد التماسي المهيج، وداء المبيضات، ويعتبر التهاب الجلد التماسي المهيج هو الأكثر انتشارًا إلى حد بعيد.

قد يكون التهاب الجلد الحفاظي أكثر الاضطرابات الجلدية شيوعًا في فترة الطفولة والطفولة المبكرة، وتقدر نسبة الإصابة بالتهاب الجلد الحفاظي بين 7٪ و35٪، مع ذروة الحدوث في عمر 9 إلى 12 شهرًا.

يتم حدوث الطفح الجلدي الحفاظي بسبب الرطوبة المستمرة، وقوى الاحتكاك التي تحدث تحت الحفاظ والتي تضر بسلامة الجلد، مع نقع maceration الطبقة القرنية، تضعف وظيفة حاجز الجلد، مما يجعلها عرضة للمهيجات الثانوية.

التهاب الجلد الاحتكاكي «التماسي» Chafing Dermatitis:

التهاب الجلد الحفاظي الاحتكاكي يصيب معظم الأطفال في وقت ما.

يمكن أن تؤدي الحفاظات الضيقة التي تحتك بالجلد إلى حدوث طفح جلدي.

يكون موجودا في المناطق التي يكون فيها الاحتكاك أكثر وضوحًا «الجزء الداخلي من سطوح الفخذين والأعضاء التناسلية والأرداف والبطن»، وتظهر الأعراض على شكل احمرار خفيف وقشور ويميل إلى الشمع ويتلاشى بسرعة.

يستجيب هذا النموذج سريعًا لتغييرات الحفاظات المتكررة واستخدام حفاظات نظيفة جيدة.

انخفاض وتيرة وشدة التهاب الجلد الحفاظي في البلدان المتقدمة يمكن أن يُعزى إلى تحسين جودة المواد المستخدمة في الحفاظات.

أحدث الحفاظات التي تستخدم لمرة واحدة مع المواد الهلامية فائقة الامتصاص قادرة على امتصاص 50 مرة من وزنها من الماء، ربما كانت مسؤولة عن التحسن الكبير في انخفاض انتشار التهاب الجلد الحفاظي..

تتكون االحفاظات الحديثة بشكل أساسي من الداخل من طبقة ترشيح، وطبقة وسيطة قادرة على امتصاص السوائل، وطبقة خارجية مقاومة لنفاذ الماء.

الطبقة الخارجية المقاومة لنفاذ الماء، تمنع التعرق وبالتالي تزيد درجة حرارة ورطوبة البيئة الموضعية في منطقة الحفاظ.

من وجهة النظر هذه، فإن الحفاظات الحديثة أفضل بكثير من الحفاظات القطنية التقليدية، حيث أن الأخيرة تتميز بانخفاض الامتصاص وبالتالي زيادة الرطوبة في منطقة الحفاظ؛ ومقارنة بالمناديل القطنية التقليدية، فإن الحفاظات الحديثة تقلل من وقت اتصال الجلد مع البول.

يجب أن يكون الحفاظ المثالي قادرًا على احتواء الماء دون منع تدفق الهواء، وذلك لإيجاد تهوية جيدة في منطقة الحفاظ. وعلى هذا النحو، فإن الحفاظ المثالي غير موجود حتى الآن، على الرغم من التحسينات الهامة في التكنولوجيا التي تسمح الآن بالامتصاص السريع للفضلات وتنبه مقدمي الرعاية بمؤشرات الألوان عندما يتبول الطفل.

لتخزين الحفاظات دور مهم في جودتها، لذا يجب مراعاة أن تخزن في مكان بعيد عن الحرارة الزائدة، وأن يكون غير رطب، ولا توضع في مكان به عطور أو رائحة أوأي معطرات للأجواء أو مستحضرات نظافة، وأن يتم تخزينها في منطقة جافة، وتكون مغلفة للحفاظ عليها من عدم تعرضها للأتربة والعوامل الخارجية.

التهاب الجلد التماسي المهيج Irritant Contact Dermatitis:

عادةً ما يصيب التهاب الجلد الحفاظي التماسي المهيج الأسطح المحدبة الأرداف والفرج والمنطقة العجانية وأسفل البطن والفخذين القريبين، مع تجنيب التجاعيد بين الثنيات.

يعتبر التلامس المطول مع البراز من أكثر المواد السامة تهييجًا للجلد، وحتى الأطفال الذين لم يعانوا قط من التهاب الجلد الحفاظي، سوف يحدث لديهم تهيج للجلد عندما يكون لديهم إسهال، خاصةً بسبب الالتهابات.

يؤدي الإسهال إلى ملامسة البراز لفترات طويلة للجلد وترطيب الجلد المفرط، ويتحسن التهاب الجلد فور توقف الإسهال.

قد يكون الطفل أكثر عرضة للطفح الجلدي من الحفاظ إذا كان يعاني من التبرز المتكرر أو الإسهال حيث أن البراز يعد مهيجًا أكثر من البول.

ومن العوامل الهامة الأخرى: احتباس الحرارة والرطوبة والعرق المرتبط بالدفء.

مسببات التهاب الجلد الناتج عن التلامس الناتج عن الحفاظ متعدد العوامل، وقد تضمنت الفرضيات السابقة أدوارًا محتملة للأمونيا والبكتيريا والمنتجات البكتيرية ودرجة حموضة البول.

في عام 1921 أظهر كوك أن عصية هوائية إيجابية الجرام «Bacillus ammoniagenes» كانت قادرة على تحرير الأمونيا من اليوريا، واعتبر هذا الكائن الحي عاملا مسببا لمعظم أمراض الحفاظات الجلدية ومع ذلك، فقد دحضت دراسات أحدث دور تقسيم اليوريا البكتيريا في مسببات هذا الاضطراب، واعتبار السبب هو البلل والضرر الناتج عن الاحتكاك وأغطية الحفاظات غير المنفذة والزيادة في درجة حموضة الجلد.

يقترح أن البلل البولي يزيد نفاذية الجلد للمهيجات وكذلك درجة حموضة الحفاظ، وبالتالي، المهيجات الرئيسية المسؤولة عن هذا الاضطراب.

أشارت بعض الدراسات إلى أن بعض الإنزيمات ك proteases البروتياز وlipases الليباز الموجودة في البراز له علاقة قوية بتهيج الجلد، بينما وجدت دراسات أخرى أنه يلعب دورًا ثانويًا في التسبب في التهاب الجلد الحفاظي، لكن لا توجد علاقة قوية بين نشاط هذه الإنزيمات وشدة التهاب الجلد الحفاظي.

للمواد الكيميائية المهيجة مثل الصابون والمنظفات، والمستحضرات الموضعية دور في حدوث تهيج الجلد.

أنواع فرعية من التهاب الجلد التماسي المهيج:

Tide water’ mark dermatitis

هناك نوعان فرعيان أقل شيوعًا من التهاب الجلد الحفاظي التماسي، أحدهما يسمى بالتهاب الجلد الناجم عن ”ماء المد“ حيث يكون الطفح البقعي الحمامي شبيهاً بالعصابة ويقتصر على هوامش منطقة الحفاظ على الفخذين أو البطن. ينتج هذا الطفح الجلدي المميز عن الاحتكاك المفرط الذي قد يحدث عند حواف الحفاظ. تتعرض سلامة الجلد للخطر بسبب الدورات المتكررة من الترطيب والتجفيف، جنبًا إلى جنب مع الاحتكاك الناتج بسبب الحدود البلاستيكية.

التهاب الجلد الجاكيت أو التهاب الجلد الحفاظي التآكلي: Jacquet dermatitis or erosive napkin dermatitis.

يظهر التهاب الجلد الجاكيت مع الآفات الحطاطية papuloerosive lesions التي لها مظهر مثقوب أو يشبه فوهة البركان. يشار إلى هذه القرحة أيضًا باسم ”قرح الأمونيا“. يحدث هذا الطفح لدى الأطفال الأكبر سنًا الذين يرتدون الحفاظات. عند الرضع الذكور، قد يتسبب التقرح الذي يصيب حشفة القضيب والصماخ البولية في الشعور بعدم الراحة أو صعوبة التبول.

الترطيب المفرط للبشرة:

الترطيب المفرط للجلد في منطقة الحفاظات بسبب الحفاظات التي تمنع تبخر الرطوبة من الجلد، يؤدي إلى تهيج الجلد.

لذا فإن الترطيب المفرط مسؤول عن نقع الجلد، مما يؤدي إلى إلى فقد البشرة لخاصيتها كونها حاجزا، وهذا يسهل وجود بيئة مثالية مساعدة لانتشار الكائنات الحية الدقيقة.

درجة الحرارة وعلاقتها بحدوث التهاب الجلد الحفاظي:

زيادة درجة الحرارة في منطقة الحفاظ بسبب الحفاظات المحكمة التي تمنع التعرق وتقلل من فقدان الحرارة، ارتفاع درجة الحرارة هو المسؤول عن توسع الأوعية الدموية الموضعية وتعزيز الالتهاب الموضعي.

داء مبيضات الحفاظات Diaper Candidiasis:

التهاب الجلد الحفاظي المبيضي «monilial» هو اضطراب شائع ويجب الاشتباه به عند عدم استجابة طفح الحفاظ للتدابير العلاجية المعتادة.

تُعد المنطقة المغطاة بالحفاظة، التي تشمل الأرداف والفخذين والأعضاء التناسلية، أكثر عرضة للإصابة بسبب كونها دافئة ورطبة حيث تُشكل بيئة خصبة لنمو البكتيريا والفطريات. يمكن أن يوجد هذا الطفح في ثنايا الجلد، ويمكن أن توجد بقع حمراء حول الثنايا.

داء المبيضات الجلدي قد يكون نتيجة محتملة ناتجة عن العلاج بالمضادات الحيوية، ويجب أخذها في الاعتبار في أي التهاب جلدي حفاظ، يزداد أثناء استخدام المضادات الحيوية أو بعدها بفترة وجيزة.

استخدام المضادات الحيوية: تقتل المضادات الحيوية البكتيريا، المفيدة منها والضارة. عندما يتناول الطفل المضادات الحيوية، فعند القضاء على البكتيريا التي تتحكم في نمو الفطريات، فإن ذلك يؤدي إلى الإصابة بطفح جلدي من الحفاظ بسبب العدوى الفطرية. كذلك، يزيد استخدام المضادات الحيوية من خطر الإصابة بالإسهال. كما يتعرض الأطفال الذين يرضعون رضاعة طبيعية وتتناول أمهاتهم المضادات الحيوية إلى زيادة خطر إصابتهم بطفح جلدي من الحفاظ.

يظهر التهاب الجلد الحفاظي المبيض على شكل حمامي حمراء سمينية واسعة الانتشارعلى الأرداف وأسفل البطن والجوانب الداخلية من الفخذين.

قد يحدث داء المبيضات عادة مع مرض القلاع الفموي Oral thrush

علاج التهاب الجلد الناتج عن الحفاظات:

- ينبغي تحديد السبب قبل بدء علاج التهاب الجلد الحفاظي.

- توعية الوالدين بأن أكزيما الحفاظ قد تتكرر، وإن رجوعها مرة أخرى لا يعني فشل الخطة العلاجية السابقة.

- الأهداف الأساسية للوقاية من التهاب الجلد الحفاظي وعلاجه، تشمل الحفاظ على الجلد جافًا وحمايته وأن يكون الجلد خالٍ من العدوى.

- الهدف الأساسي في منع حدوث التهاب وتهيج في الجلد هو الحفاظ على المنطقة نظيفة وجافة قدر الإمكان.

- تجنب استخدام الحفاظات الضيقة: تمنع الحفاظات الضيقة تدفق الهواء في منطقة الحفاظات وتهويتها تهوية جيدة، مما يجعلها بيئة رطبة مواتية لحدوث طفح الحفاظ. كذلك قد تسبب الحفاظات الضيقة تشقق الجلد بالاحتكاك عند الوسط أو الفخذين.

- ينبغي تغيير الحفاظات باستمرار، وتنظيف المنطقة بلطف بماء الصنبور أو بقطعة قماش ناعمة مبللة «بعد التغوط»

- تجنب استخدام الصابون والمناديل التي بها كحول أو عطور في منطقة الحفاظ.

- يجب تعليم الوالدين أن تنظيف منطقة الحفاظات ضرورية فقط عند وجود البراز أوالبول، لأن الغسل الزائد فيها في حد ذاته يمكن أن يؤدي إلى تهيج الجلد.

- مسح المنطقة برفق بمنشفة نظيفة أو تركه حتى يجف.

- ينبغي تجنب فرك منطقة الحفاظ، لأن الدعك قد يزيد من من تهيج الجلد.

- تعريض منطقة الحفاظ للهواء كلما أمكن ذلك، والاستخدام السليم للواقي الموضعي.

قد يكون هذا العلاج كافيا في معظم الحالات.

استخدم المراهم المطرية أو الكريمات الواقية لحماية سطح الجلد:

- استخدام أكسيد الزنك Zinc oxide وسودوكريم والتركيبات التي أساسها الفازلين petrolatum-based formulations ذات فاعلية في تكوين حاجز يمنع من ملامسة الجلد للبول والبراز، فيساعد في منع حدوث التهاب بمنطقة الحفاظ.

- مكونات اللانولين lanolin، والبارافين الأبيض الناعم white soft paraffin، والدايميثيكون dimethicone أيضا ذات فائدة.

- يجب استخدام هذه المنتجات عند كل تغيير للحفاظات عندما يكون التهاب الجلد حادا.

استخدام كورتيكوستيرويد موضعي منخفض الفعالية وغير مفلور «على سبيل المثال، 1 ٪ هيدروكورتيزون» يتم وضعه مرتين إلى ثلاث مرات يوميًا، يعتبر علاجا مناسبا لعلاج الالتهاب النشط «توضع طبقة رقيقة قبل وضع المراهم المطرية أو الحاجزة» حتى حدوث التحسن.

- يجب تجنب مستحضرات الكورتيكوستيرويد ذات الفعالية العالية لأنها قد تمتص من البشرة، وقد تسبب بعض الأضرار الجانبية.

 

 

- يجب علاج التهاب الجلد الجرثومي بمضاد حيوي مناسب عند وجوده.

- عدوى المبيضات Candidal infection تتطلب استخدام علاج موضعي مضاد للفطريات «على سبيل المثال، نيستاتين nystatin، كلوتريمازول clotrimazole، كيتوكونازولketoconazole، أوكسيكونازول oxiconazole، إيكونازول econazole، ميكونازول miconazole.

ينبغي تجنب استخدام مضادات الفطريات الموضعية مثل تيربينافين terbinafine والنفتيفين naftifine، والتي تفتقر إلى الفعالية ضد Candida

- إذا كان هناك دليل على وجود الكانديدا في الفم «أي، القلاع» وكذلك منطقة الحفاظات، يمكن استكمال العلاج الموضعي عن طريق الفم باستخدام النيستاتين.

- فلوكونازول عن طريق الفم بجرعة 6 مجم / كجم تعطى يومياً مرة واحدة يوميًا لمدة 2 إلى 4 أسابيع، مفيد لداء المبيضات الجلدي الشديد.

- منتج مركب «0,25٪ نترات ميكونازول، 15٪ أكسيد الزنك، و81,35٪ الفازلين الأبيض» هو متوفر أيضًا، وأثبت فعاليته، ويقدم ميزة السهولة أو الراحة.

- ينبغي تجنب استخدام المادة البنفسجية المعروفة ب gentian violet لوجود تقارير عن ارتباطها بحدوث عدوى بكتيرية ونزفية التهاب المثانة بالإضافة إلى تلطيخ المنطقة.

المراجع:

2021 Paller and Mancini - Hurwitz Clinical Pediatric Dermatology
2021 Pediatric Dermatology: A Quick Reference Guide 4th Edition
Harper’s Textbook of Pediatric Dermatology 4th edition 2020
استشاري طب أطفال وحساسية