آخر تحديث: 6 / 5 / 2024م - 1:44 ص

تحسين مهارات الإدراك المكاني يؤدي أيضًا إلى تحسين مهارات التفكير اللفظي

عدنان أحمد الحاجي *

تحسين مهارات الإدراك المكاني يؤدي أيضًا إلى تحسين مهارات التفكير اللفظي، بحسب التصوير بالرنين المغناطيسي

بقلم بوب ييركا

المترجم: عدنان أحمد الحاجي

قدم له وراجعه البرفسور رضي حسن المبيوق، جامعة شمال أيوا

المقالة رقم 228 لسنة 2022

Improving spatial cognition skills also improves verbal reasoning skills، as seen on MRI

by Bob Yirka،


 

مقدمة البرفسور رضي حسن المبيوق

تخيل أنسانًا لا يعرف أي طريق يسلكه حتى يعود إلى بيته. تخيل ايضا مآل علوم الجغرافيا والهندسة المعمارية والتخطيط بدون أن يكون لدى الإنسان القدرة على علاقة مكانية بالمحيط وبغيره من الأشخاص أو لكل منهم بالآخر أو للأشياء ببعضها - وهو ما يُعرف بالإدراك المكاني.

هذه القدرة على الإدراك المكاني حظيت بإهتمام كبير من قبل علماء النفس المعرفي، مما جعلهم يضعون فرعًا مهمًا في علم النفس لدراسته وتدريسه. فالإدراك المكاني هو فرع رئيس من فروع علم النفس المعرفي والذي يُعنى بعملية تحصيل وجمع واستخدام معلومات عن البيئة المحيطة، ويهتم بترميز وتخزين وتذكر المعلومات عن مواقع وطبيعة الأشياء في المحيط ومسافتها البينية، واتجاها، وأشكالها وسماكتها وأنماطها المكانية وكل ما يتعلق بالمكان في البيئة المحيطة من ترتيب ومعرفة الاتجاهات، وما إلى ذلك.

الدراسة المترجمة أدناه تنضوي تحت نظرية المكان التي وضعها عالم النفس الأمريكي البروفسور ادوارد تولمان من جامعة كاليفورنيا في مدينة بيركلي. نظريته هي نظرية تعلم المكان المنبثقة من نظرية تولمان الكبرى المعروفة ب نظرية السلوك الهادف. تولمان يعتقد بأن سلوك الإنسان ينتج عن رغبة في تحقيق هدف ما؛ أي ان السلوك لا يصدر عن الانسان عشوائيا أو بلا غاية. بل يتمحور حول حل مشكلات تواجهه بصورة يومية، والأمثلة على ذلك كثيرة، ىمنها قيادته السيارة إلى إحدى الجهات، لابد أن تكون لديه خارطة طريق ذهنية للوصول إلى تلك الجهة. هذه الخريطة الذهنية مخزنة في الذاكرة ضمن شبكة معقدة تديرها وتتحكم فيها عدة مناطق في الدماغ.

قدرات ومهارات الإدراك المكاني لها علاقة وطيدة بمهارات ذهنية أخرى كمهارات التفكير اللفظي وهو ما ركزت عليه الدراسة المترجمة أدناه. سيجد القاريء الكريم في هذه الدراسة تركيزًا على حقيقتين: الحقيقة الأولى هو إن الإنسان بمقدوره تطوير مهارات الإدراك المكاني لديه. والحقيقة الأخرى هو قدرته على تحسين مهارات الإدراك المكاني من شأنها أن تحسن مهارات التفكير اللفظي لديه، مما يعني ان هناك علاقة سببية بين تحسين مهارات الإدراك المكاني ومهارات التفكير اللفظي. الدراسة ثرية بالمعلومات عن واحدة من قدرات العقل البشري اللامحدودة.


 

الدراسة المترجمة

وجد فريق من الباحثين المنتسبين إلى العديد من المؤسسات الآكاديمية في الولايات المتحدة أن الطلاب الذين يأخذون مادة دراسية في المرحلة الثانوية مصممة لتحسين مهارات الإدراك المكاني [1,2] قد حققوا أيضًا زيادة في مستوى مهارات التفكيراللفظي. نُشرت الدراسة في مجلة تقدم العلوم Science Advances[3] .

على مدى السنوات العديدة الماضية، طرح باحثو علم النفس نظرية تقترح أن المنطقة من دماغ الانسان المعنية بالإدراك المكاني هي أيضًا المنطقة التي تُعالج فيها مهارات التفكير / الاستدلال اللفظي [وهو التفكير باستخدام الكلمات لفهم المفاهيم واستنتاج مدلولاتها]. يقترح الباحثون أن هذا كان نتيجةً لأن البشر وخلال تطورهم حسنوا من مهارات الإدراك المكاني مع زيادة مدى حدة صوتهم. وبالقيام بذلك، وجدوا الحاجة إلى تحسين مهارات التفكير اللفظي للتعامل مع البيئة الاجتماعية الجديدة التي تطورت نتيجةً لذلك. في هذا الدراسة الجديدة، اختبر الباحثون مهارات التفكير اللفظي لطلاب المدارس الثانوية الذين سجلوا بالصدفة في مادة صُممت لتحسين مهارات الإدراك المكاني لديهم.

خضع الطلاب في الصف لاختبارات مصممة لقياس الإدراك المكاني ومهارات التفكير اللفظي قبل وبعد أخذ المادة. استخدمت مادة العلوم التي لا تتضمن التفكير المكاني كمادة ضابطة - أجرى الطلاب في تلك المادة نفس الاختبارات. كما أخضع الباحثون بعض الطلاب من كللا الصفين الدراسيين لفحص التصوير بالرنين المغناطيسي قبل وبعد أخذ المادة الدراسية الخاصة بكل صف من الصفين الدراسيين. ثم قارن الباحثون نتائج اختبارات المادتين والتصوير بالرنين المغناطيسي. ووجدوا أن الطلاب الذين أخذوا مادة تحسين الإدراك المكاني لاحظوا زيادة كبيرة في قدراتهم المكانية مقارنة بالمجموعة الضابطة «صف مادة العلوم». لكنهم لاحظوا أيضًا زيادة كبيرة في مهارات التفكير اللفظي لديهم مقارنةً بالمجموعة الضابطة. وجد الباحثون أيضًا تغيرات في جزء الدماغ الذي يلعب دورًا في كل من الإدراك المكاني والتفكير اللفظي في الطلاب الذين أخذوا مادة الإدراك المكاني - ولكن لم تلاحظ في طلاب المجموعة الضابطة «مجموعة مادة العلوم».


الشكل: التغيرات العصبية الطولية أثناء التفكير. بالنسبة إلى مجموعة الطلاب الضابطة، أظهرطلاب الجيومكاني زيادة طولية أكبر في نشاط التلم داخل الفص الجداري الأمامي aIPS ضمنخريطة الفضاء المستندة إلى منصة تحليل البيانات الصادرة من التصوير بالرنين المغناطيسي «Neurosynth «المشار اليها ب A»، وزيادة التشابه التمثيلي بين علاقات التفكير المكانيوالتفكير غير المكاني في عقد التلم داخل الفص الجداري الأمامي aIPS المشار اليها ب «B»، وزيادة اتصالية الخرائط المكانية SpatialMap بمنطقة القشرة الجبهية الظهرية DLPFC تحليليًاتلويًا متضمن في التفكير المنطقي الاستنتاجي اللفظي القياسي - المشار اليها ب «C».

يشير الباحثون إلى أن العمل على تحسين مهارات الإدراك المكاني يمكن أن يؤدي إلى تحسن في مهارات التفكير اللفظي، وهو اكتشاف أفادوا أنه يجب أن يكون محل اهتمام كل من المعلمين وأولياء الأمور، نظرًا لاعتماد الناس من جميع الأعمار على مساعدة الهواتف الذكية في مهمات الادراك المكاني [1]  — كمعرفة كيف يمكن الانتقال من مكان إلى آخر.

مصادر من داخل وخارج النص

[1]  ”الإدراك المكاني يُعنى باكتساب وتنظيم واستخدام المعرفة عن البيئات المكانية. يتعلق الأمر بشكل كبير بكيف يتصرف الناس داخل المكان والمعرفة التي راكموها عنه، لا المكان نفسه. هذه القدرات تمكن الناس من إدارة المهام المعرفية الأساسية والعالية المستوى «2» في الحياة اليومية. العديد من التخصصات «كعلم النفس المعرفي وعلم الأعصاب والذكاء الاصطناعي وعلوم المعلومات الجغرافية وعلم الخرائط، وما إلى ذلك» تعمل معًا لفهم الإدراك المكاني في الأنواع species المختلفة، وخاصة لدى البشر. وبالتالي، دراسات الإدراك المكاني أيضًا ساعدت في ربط علم النفس المعرفي بعلم الأعصاب. يعمل الباحثون في كلا المجالين معًا لمعرفة الدور الذي يلعبه الإدراك المكاني في الدماغ وكذلك لتحديد البنية التحتية العصبية الحيوية المحيطة. يرتبط الإدراك المكاني ارتباطًا وثيقًا بكيف يتحدث الناس عن بيئتهم، وكيف يستدلون على الطريق في محيط جديد وكيف يخططون للشوارع والطرق. يمكن النظر إلى الإدراك المكاني من وجهة نظر نفسية، مما يعني أن سلوك الناس داخل هذا المكان هو المهم. عندما يتصرف الناس في المكان، فإنهم يستخدمون الخرائط المعرفية، وهي الشكل الأكثر تطورًا للإدراك المكاني. عند استخدام الخرائط المعرفية، تُخزن وتستخدم المعلومات عن المعالم والطرق الموصلة بين المعالم. ويمكن بناء هذه المعرفة من مصادر مختلفة؛ من رؤية وحركة منسقة بإحكام، ولكن أيضًا من رموز الخرائط والأوصاف اللفظية والفأرة المعتمدة كمؤشر على شاشة الكمبيوتر.“ ترجمناه من نص ورد على هذا العنوان:

https://en.wikipedia.org/wiki/Spatial_cognition

[2]  ”المعرفة هي «الإجراء العقلي أو عمليّة اكتساب المعرفة والفهم من خلال التّفكير والخبرة والحواس». تشمل عمليّات مختلفة مثل الاهتمام وتشكيل المعرفة والتذكّر والحكم والتقييم والتفكير والحوسبة، كما تشمل حلّ المشكلات واتّخاذ القرارات والفهم وتشكيل اللغة؛ تستخدم العمليّات المعرفيّة المعرفة الموجودة بالفعل لدى الإنسان وتولّد معارفاً جديدةً.“ مقتبس من نص ورد على هذا العنوان:

https://ar.wikipedia.org/wiki/معرفة_ «علم_النفس»

[3]  https://www.science.org/doi/10,1126/sciadv.abo3555

المصدر الرئيس

https://medicalxpress.com/news/2022-08-spatial-cognition-skills-mri.html