آخر تحديث: 3 / 5 / 2024م - 1:34 م

سر بقائنا جداتنا

عدنان أحمد الحاجي *

باحثان يجادلان بأن طول عمر الإنسان يرجع جزئيًا إلى مساهمات الجدات في حياة نسلهن
7 يوليو 2022
المترجم: عدنان أحمد الحاجي
المقالة رقم 191 لسنة 2022

The Importance of Elders
Researchers argue that the long human lifespan is due in part to the contributions of older adults
July 7,2022

وفقًا للقانون القديم في علم الأحياء التطوري، فإن الانتقاء / الانتخاب الطبيعي [1]  أناني بشكل قاسٍ، ويفضل السمات التي تساعد في تعزيز النجاح التناسلي [2] . هذا يعني عادة أن ما يسمى ب ”قوة“ الانتقاء الطبيعي مجهزة جيدًا لإزالة الطفرات الجينية الضارة التي تظهر خلال الحياة المبكرة وطوال سنوات التناسل. بيد أنه بالوصول إلى عمر معبن تتراجع فيه الخصوبة ويتوقف فيه الانجاب، تستمر السردية في القول بأن الانتخاب الطبيعي يتجاهل ما يحدث لأجسامنا. بعد سن اليأس، تصبح خلايانا أكثر عرضة للطفرات الجينية. وفي الغالبية العظمى من الحيوانات، هذا يعني عادة حتمية الموت بعد وقت قصير من توقف الخصوبة / الانجاب.

وهو ما يضع البشر «وبعض أنواع الحيتان» في نادٍ فريد من نوعه: مما يعني أن الحيوانات تستمر في البقاء حية لفترة طويلة بعد انتهاء حياتها التناسلية. كيف يمكننا أن نعيش عقودًا في ظل الانتخاب الطبيعي هذا؟

”من منظور الانتقاء الطبيعي، تعد الحياة الطويلة بعد انقطاع الطمث لغزًا محيرًا،“ حسبما قال مايكل غورڤن Michael Gurven، برفسور الأنثروبولوجيا بجامعة كاليفورنيا في مدينة سانتا باربرا. في معظم الحيوانات، بما فيها الشمبانزي - وهو أقرب الرئيسيات في مملكة الحيوان للبشر - هذه العلاقة بين الخصوبة وطول العمر بارزة جدًا، حيث ينخفض معدل البقاء على قيد الحياة بما يتفق مع القدرة على التكاثر. وأما في البشر، تستطيع المرأة أن تعيش لعقود بعد أن تتوقف قدرتها على الإنجاب. قال غورفن: ”فالمرأة لا تكسب فقط بضع سنوات زيادة في عمرها - بل تتمتع بمرحلة واقعية في الحياة بعد توقف قدرتها على الإنجاب.“

في ورقة بحثية نُشرت في وقائع الاكاديمية الوطنية للعلوم [3] ، المؤلف الرئيس غورڤن Gurven، مع زميل ما بعد الدكتوراه السابق في جامعة كاليفورنيا في سانتا باربرا UCSB وباحث البيئة السكانية رازائيل داڤيسون Raziel Davison، طعنا في وجهة النظر القديمة القائلة بأن قوة الانتخاب الطبيعي لدى البشر يجب أن تنخفض إلى الصفر بمجرد التوقف عن التكاثر.

يؤكد الباحثان أن العمر الطويل بعد توقف الإنجاب لا يرجع فقط إلى قرون من التقدم في الصحة والطب. قال غورڤن: ”إن إمكانية العيش حياة طويلة هي جزء لا يتجزأ من هويتنا كبشر، وهي سمة تطورت وارتقت [4]  عبر مسيرة الحياة“.

سر نجاحنا؟ جداتنا.

قال غورڤن: ”الأفكار المتعلقة بالقيمة الكامنة لكبيرات السن كانت مطروحة لبعض الوقت.“ ”ورقتنا تحاول صياغة تلك الأفكار، وتسأل عما ستكون عليه قوة الاختيار تلك بمجرد أن نأخذ في الاعتبار مساهمات «تأثيرات» كبيرات السن فيها.“

على سبيل المثال، إحدى الأفكار الرائدة عن طول عمر الإنسان تُسمى بفرضية الجدة [5]  - وهي فكرة أن أمهات الأمهات يتمكنَّ من زيادة لياقتهن / صلاحيتهن البيولوجية [6,7] وذلك بمساعدتهن بناتهن في تحسين بقاء أسباطهن، وبالتالي مساعدة بناتهن على إنجاب المزيد من الأطفال. تساعد تأثيرات اللياقة / الصلاحية البيولوجية هذه على ضمان توارث الحمض النووي للجدة.

”وهذا لا يعد تناسلًا، ولكنه نوع من التناسل غير المباشر. إن القدرة على تجميع الموارد «من عدة أطراف»، وليس الاعتماد فقط على جهود فرد بعينه، هي عامل تغيير في قواعد اللعبة بالنسبة للحيوانات التي تتمتع بدرجة عالية من العلاقات الاجتماعية، كما هو الحال في البشر“.

في ورقتهم البحثية، أخذ الباحثون لب هذه الفكرة - التوارث «نقل الموارد» بين الأجيال، أو مشاركة الموارد بين الكبار والصغار - وأثبتوا أن هذه الفكرة لعبت أيضًا دورًا أساسيًا في قوة الانتخاب الطبيعي في مختلف الأعمار. ربما يكون التشارك بالطعام «الموائد المشتركة [8] » في المجتمعات غير الصناعية هو المثال الأكثر بروزًا.

”يستغرق الأمر ما يصل إلى عقدين من الولادة قبل أن يكون انتاج الناس من الطعام أكثر مما يستهلكون،“ حسبما قال غورڤن، الذي درس الاقتصاد والديموغرافيا في قبيلة تسيماني Tsimané البوليفية ومجموعات السكان الأصليين الأخرى في أمريكا الجنوبية. يجب أن يُوفَر الكثير من الطعام ويُشارك بين الناس حتى يصل الأطفال إلى مرحلة يمكنهم فيها إعالة أنفسهم بأنفسهم وأن يكونوا أفراد جماعة منتجين. يسد الكبار معظم هذه الحاجة بقدرتهم على الحصول على طعام أكثر مما يحتاجون إليه لأنفسهم، وهي استراتيجية تموين دعمت مجتمعات ما قبل عصر الصناعة لفترات طويلة وانتقلت أيضًا إلى المجتمعات الصناعية.

”في نموذج دراستنا، الفائض الكبير الذي ينتجه الكبار يساعد في تحسين فرص بقاء الأقارب المقربين على قيد الحياة وتحسين خصوبتهم، وكذلك يفعل الشيء نفسه لأفراد الجماعة الآخرين الذين يتشاركون طعامهم بشكل موثوق أيضًا،“ حسبما قال غورڤن. ”بالنظر من خلال عدسة إنتاج الغذاء وتأثيراته، يتبين أن القيمة غير المباشرة للياقة / لصلاحية كبيرات السن البيولوجية أنها هي الأعلى أيضًا بين النساء في سن الإنجاب. ولكن باستخدام البيانات الديموغرافية والاقتصادية من العديد من الصيادين والجامعين واختصاصي البستنة، نجد أن الفائض الذي يوفره كبيرات السن يؤدي أيضًا إلى انتخاب طبيعي إيجابي لبقائهم على قيد الحياة. حسبنا كل هذه اللياقة / الصلاحية الإضافية في مرحلة الشيخوخة [65 سنة وأكبر] لتصل قيمتها إلى عدد قليل من الأطفال الإضافيين!“

”أثبتنا أن كبيرات السن لهن قيمة، ولكن إلى حد معين فقط“، كما يؤكد غورڤن. ”ليس كل الجدات يستحقن وزنهن. بحلول منتصف السبعينيات تقريبًا من العمر، ينتهي الأمر بالصيادين الجامعين والمزارعين باستهلاك موارد أكثر مما يوفرونه، بالإضافة إلى ذلك، بحلول منتصف السبعينيات من أعمار الجدات، لن يكون معظم أحفادهن معتمدين عليهن ولا في حاجة إليهن، وبالتالي فإن دائرة الأقارب المقربين الذين سيستفيدون من مساعدتهن ستكون دائرة ضيقة“.

لكن الطعام ليس كل شيء. بالإضافة إلى حصولهم على التغذية، يحصل الأطفال أيضًا على التعليم وتكوين علاقات اجتماعية والتدريب على المهارات ذات الصلة ووجهات النظر الكونبة [9] . هنا يأتي دور كبيرات السن في تقديم أكبر مساهمة: على الرغم من أنهن لا يساهمن بقدر كبير في فائض الطعام، فلديهن مهارات راكمنها على مدى الحياة يمكنهن من توظيفها بفعالية لتخفيف عبء رعاية الأطفال على والديهم، فضلاً عن تمكنهن من نقل المعرفة والتدريب على التربية إلى أسباطهن.

”وبمجرد أن نأخذ في الاعتبار أن كبيرات السن يشاركن أيضًا بنشاط في مساعدة الآخرين على الحصول على الغذاء، فإن ذلك يضيف قيمة أكثر للياقة البيولوجية لنشاطهن ولأنهن على قيد الحياة،“ كما قال غورڤن. ”لا تساهم كبيرات السن في الجماعة فحسب، بل فائدتهن تنفع في ضمان الحصول أيضًا على الفوائض والحماية والرعاية من الجماعة. بعبارة أخرى، الاعتماد المتبادل نافع في كلا الاتجاهين، من كبيرات السن إلى الصغار، ومن الصغار إلى كبيرات السن“.

وعلى النقيض من ذلك، فإن الشمبانزي - الذي يمثل أفضل مثال لما قد يكون عليه آخر سلف مشترك للبشر - قادر على البحث عن الطعام لنفسه عند بلوغه سن الخامسة. ومع ذلك، تتطلب أنشطة البحث عن الطعام منه مهارة أقل، وينتج فائضًا ضئيلًا. ومع ذلك، أثبت الباحثان أنه إذا كان سلف شبيه بالشمبانزي سيشارك طعامه على نطاق أوسع، فلا يزال بإمكانه إنتاج ما يكفي من مساهمات تصب في صالح اللياقة غير المباشرة لزيادة قوة الانتخاب الطبيعي في مرحلة الشيخوخة.

قال غورڤن: ”ما يوحي به هذا هو أن طول عمر الإنسان هو في الحقيقة قصة عن التعاون“. ”نادرًا ما تُلاحظْ جدات الشمبانزي يفعلن أي شيء من هذا القبيل من أجل أحفادهن.“

على الرغم من أن المؤلفين يقولان إن دراستهما تتعلق أكثر بكيف ظهرت القدرة على الحياة لفترة طويلة أول مرة في سلالة الإنسان، فإن دلالة أننا مدينون لكبيرات السن فينا في كل شيء هو تذكير مهم لنا لنتطلع إلى المستقبل.

قال غورفين: ”على الرغم من أن كبيرات السن أصبحن حاليًا أكثر عددًا بكثير من أي وقت مضى، إلَّا أنه لا يزال هناك الكثير من التمييز ضد كبار السن [10]  وعدم التقدير لهم.“. "عندما بدا أن كوفيد هو الأكثر فتكًا بكبار السن فقط، لم يهتم الكثيرون بالضرورة الملحة للإغلاق أو الاجراءات الاحتياطية الرئيسة الأخرى.

وأضاف: ”الكثير من القيمة الهائلة لكبيرات / كبار السن لا تُستغل بالشكل المطلوب“. ”حان الوقت للتفكير بجدية بشأن كيف نعيد الترابط بين الأجيال السابقة واللاحقة، ونستفيد من بعض حكمة وخبرة كبيرات / كبار السن.“

مصادر من داخل وخارج النص

[1]  ”الاصطفاء الطبيعي أو الانتخاب الطبيعي أو الانتقاء الطبيعي هي عملية غير عشوائية، فيها يزداد أو يقل شيوع النمط الظاهري «السمة الظاهرية» في التجمع الأحيائي من جراء التكاثر التمايزي «تباين حاملي هذه السمات من حيث التكاثر». وهي آلية أساسية للتطور. وهنالك تنوع في كل التجمعات الأحيائية. وأحد الأسباب لذلك يرجع إلى الطفرات العشوائية التي تُحدث تغيرات في الجينوم الخاص بالكائنات الحية. وهذه الطفرات قد تُورث للذرية. يعمل الاصطفاء الطبيعي على النمط الظاهري، أي على السمات الظاهرية الملاحظة في الكائن الحي: فالكائنات الأسرع عدوا أو الأقوى غالباً تكون هي الأقدر على البقاء وإنتاج نسل يحمل النمط الظاهري الذي يحابيه الاصطفاء. ولكن الأساس الجيني «الوراثي» لأي نمط ظاهري معزز للتكاثر يزداد شيوعاً ومع الزمن، يمكن أن تنتج هذه العملية تجمعات متخصصة في مواقع بيئية معينة، ويمكن أن تؤدي بنهاية المطاف إلى ظهور أنواع جديدة. بعبارة أخرى: الاصطفاء الطبيعي هو عملية مهمة «لكن ليست وحيدة» يحدث من خلالها التطور في التجمعات الأحيائية. وبخلاف الاصطفاء الاصطناعي، الذي يقوم فيه الإنسان بمحاباة سمات معينة، في الاصطفاء الطبيعي، البيئة هي التي تقوم بغربلة السمات والسماح لسمات معينة بالمرور للأجيال اللاحقة.“ مقتبس من نص ورد على هذا العنوان:

https://ar.wikipedia.org/wiki/اصطفاء_طبيعي

[2]  ”النجاح التناسلي أو النجاح التكاثري يُعَرَّف على أنه النجاح في تمرير الجينات لجيل لاحق يستطيع هو أيضا بدوره تمريرها للأجيال التي بعده. واستخدام المصطلح العملي يدل على السجل لعدد النسل الذي ينجبه الفرد. وتعريف أصح وأدق للنجاح التناسلي هو إنجاب نسل خصب. فمثلاً البغل الناتج عن تزاوج الحمار والحصان لا يُعد نجاحا تناسليا إذ انه عقيم ولا يستطيع إنجاب نسل وتمرير جيناته. النجاح التناسلي يدخل في قياس الصلاحية التطورية، وهو عنصر هام في نظرية التطور والاصطفاء الطبيعي.“ مقتبس من نص ورد على هذا العنوان:

https://ar.wikipedia.org/wiki/نجاح_تناسلي

[3]  https://www.pnas.org/doi/abs/10,1073/pnas.2200073119?af=R

[4]  ”التطور أو الارتقاء هو التغير في السمات الوراثية الخاصة بأفراد التجمع الأحيائي عبر الأجيال المتلاحقة. السيرورات التطورية تُحدث تنوعاً حيوياً في كل المستويات التصنيفية، بما فيها الأنواع، وأفراد الكائنات الحية، والجزيئات كالأحماض الامينية DNA والبروتينات.“ مقتبس من نص ورد على هذا العنوان:

https://ar.wikipedia.org/wiki/تطور

[5]  ”فرضية «الجدة» تفسر وجود سن اليأس في التراث الإنساني وذلك بتشخيص قيمة التكيف لشبكة علاقات القرابة الممتدة. وتلك الفرضية مبنية في الاساس على الفرضية السابقة المسماة «بفرضية الام / سن اليأس» والتي تبين انه كلما تقدم سن الأم فإن تكلفه التناسل ستزيد، وبالتالي فمن الأفضل أن تستثمر الطاقة المبذولة لهذا النشاط في مساندة نسلها في مساعيه للتكاثر. وتقترح تلك النظرية انه بتوجيه الجدات ذلك الجهد لدعم جهود نسلهن فإنهن سيتمكن من ضمان استمرارية جيناتهن عبر الاجيال اللاحقة من نسلهن. وبإعالة ودعم اسرهن، فإن هؤلاء الجدات لا يقمن فقط بضمان استيفاء اهتماماتهن الجينية ببقائها واستمرارها عبر الاجيال، ولكنهن أيضا يعززن علاقتهن الاجتماعية والتي يمكن أن تترجم إلى فرص أفضل لاكتساب المزيد من الموارد. وهذا التأثير قد يتعدى دائرة الأقارب إلى دوائر مجتمعية أكبر.“ ترجمناه من نص ورد على هذا العنوان:

https://en.wikipedia.org/wiki/Grandmother_hypothesis

[6]  ”الصلاحية أو اللياقة biology fitness هي مفهوم مركزي في علم الأحياء التطوري. ويمكن تعريفها من حيث النمط الظاهري أو النمط الجيني في بيئة معينة. وفي كِلْتا الحالتين، الصلاحية تشير إلى القدرة على النجاة والتكاثر، وهي تساوي معدل مساهمة الفرد لتجميعة الجينات «7» للجيل اللاحق.“ مقتبس من نص ورد على هذا العنوان:

https://ar.wikipedia.org/wiki/صلاحية_ «أحياء»

[7]  ”تجميعة الجينات «gene pool» هي العدد الإجماليّ للأليلات allels التي يَتشاركها عدد من غالبية الذين يَنتمون إلى أحد الأنواع. ويُمكن أن تشير تجميعة الجينات إلى جين بعينه مثل جين لون الشعر، أو إلى خصائص نوع بأكمله. لدى تجميعات الجينات تأثيرات هامة في المخلوقات الحية، مثلًا، الحيوانات التي تفتقر إلى هذه التجميعات تكون أقل قدرة على التكيف والبقاء.“ مقتبس من نص ورد على هذا العنوان:

https://ar.wikipedia.org/wiki/تجميعة_الجينات

[8]  https://ar.wikipedia.org/wiki/تشارك_الطعام

[9]  ”رؤية كونية أو رؤية العالم worldview مصطلح بدأ في الفلسفة الألمانية ليدل على مفهوم أساسي مستخدم في هذه الفلسفة والايبستمولوجيا وتشير إلى طريقة الإحساس وفهم العالم بأكمله. بالتالي يمثل الإطار الذي يقوم من خلاله كل فرد برؤية وتفسير العالم المحيط والتفاعل معه ومع مكوناته.“ مقتبس من نص ورد على هذا العنوان:

https://ar.wikipedia.org/wiki/رؤية_كونية

[10]  ”التفرقة العمرية هو مصطلح لوصف التمييز على أساس العمر وهو تمييز «تنميط وتحيز» ضد افراد أو جماعات بسبب سنهم. هذه العبارة التي صيغت في 1969 من قبل الاختصاصي بالشيخوخة الاميركي روبرت ن. باتلر لوصف التمييز ضد كبار السن، على غرار التحيز الجنسي والعنصرية.“ مقتبس من نص ورد على هذا العنوان:

https://ar.wikipedia.org/wiki/تفرقة_عمرية

المصدر الرئيس

https://www.news.ucsb.edu/2022/020677/importance-elders