آخر تحديث: 26 / 4 / 2024م - 9:08 م

المحبة الفاضلة

عبد الرزاق الكوي

لازال الاحتفالات بمولد السيدة فاطمة الزهراء مستمر بعد أيام من مولدها الشريف والمجالس عامرة بنور فيضها للتشرف والحصول على بركات من كراماتها ، هذه المجالس العطرة مظهر من مظاهر الولاء والمحبة لهذه الشخصية الفاضلة، مجالس تزهر بالإيمان، وتتجلى فيها معاني التوحيد الخالص والارتباط الوثيق بين المحبوب وحبيبه، بالزهراء تغمر العالم بنورها وقدسيتها فهي المرأة المتكاملة بما تمتلكه من إيمان صادق جعلها مهوى القلوب، فرضت محبتها ليس لإنها بنت الرسول ﷺ بل نور السماء يعم خيره على أهل الأرض، وضح ذلك من الآيات القرآنية الكريمة والأحاديث الشريفة، وأقوال أهل البيت في فضلها وفضل محبتها.

فالشهادة ليست من البشر لو اجتمعت محبتهم، فالمحب الأول لهذه الشخصية العظيمة من خلقها سبحانه وتعالى، ومن اوصى على محبتها من لا ينطق عن الهوى وهو المحب الأول والعارف بمكانتها وعظم حبها عند الله تعالى، أما بقية العالم يعرف بحبها صادق الإيمان والقريب من الرحمن.

ألقت فاطمة الزهراء الحجة حين قالت:

«نشدتكما الله، ألم تسمعا رسول الله ﷺ يقول، رضا فاطمة من رضاي، وسخط فاطمة من سخطي، فمن أحب فاطمة ابنتي فقد أحبني».

انها القواسم المشتركة والحب الواحد والارتباط الوثيق لمن له لب يعرف محبة هذه السيدة العظيمة ويذوب عشقا لمجمع الفضائل خلقت لتكون حجة على الخلق فمن أحبها فقد نجى وأفلح، ومن ابتعد عن ولايتها فهو الخسران الكبير.

في الحديث عن سلمان عن رسول الله ﷺ:

«يا سلمان، من أحب فاطمة ابنتي فهو في الجنة معي، ومن أبغضها فهو في النار، يا سلمان حب فاطمة ينفع في مائة من المواطن، أيسر ذلك المواطن: الموت والقبر والميزان والمحشر والصراط والمحاسبة، فمن رضيت عنه ابنتي فاطمة رضيت عنه، ومن رضيت عنه رضي الله عنه، الخ».

هذا الحب من قبل العاشقين للصديقة تجسيد لطاعة أوامر الله تعالى فيها الطهارة لقلب المحبين، وحسن السريرة وتكامل الإيمان والخاتمة الحسنة والبشرة الصادقة ونيل سعادة الدارين حيث وصل إلى مقام الصالحين.

قال رسول الله ﷺ:

«حب أهل بيتي وذريتي استكمال الدين».

وقال ﷺ:

«أكثركم نورا يوم القيامة أكثركم حبا لآل محمد».

محبه خاتمتها وجزاءها يوم الحاجة يوم الحساب والكتاب، فبحبها كمال الدين، فهي من أهل الفضل على البشرية بشكل عام وشيعتها بشكل خاص، حيث بشرت الأحاديث أن الحب الأول كان من السيدة فاطمة الزهراء لشيعتها فكانت تدعو لشيعتها قبل دعاءها لنفسها، وبشر الرسول ﷺ في أحاديث كثيرة بمكانتها في يوم القيامة وشفاعتها لمحبيها تفضلا من الله تعالى لها واكراما للرسول ﷺ وعرفانا لقدسية ومحبة الله تعالى لها، في يوم الحساب وفتح الملفات، سوف تكون المحبة التي تنفع وتنجي من لهيب النار، تنظر لمحبيها بعين العطف والرحمة والمكافأة.

في الحديث عن الإمام الباقر :

«لتلتقط شيعتها ومحبيها كما يلتقط الطير الحب الجيد من الحب الرديء».

تذكر شيعتها كما تتذكر أبناءها وذريتها الذين قتلوا وظلموا على امتداد التاريخ.

كل هذه المحبة من قبل العاشقين قليلا في حقها، بل الرجاء والدعاء من الله تعالى أن يتفضل على المحبين لها بقبول شرف هذه المحبة، التطهر في الدنيا بمحبتها ونيل شفاعتها في يوم القيامة.

فالشكر لله تعالى على نعمة الولاية، والتفضل بالتمسك بحبهم، رزق الله تعالى الجميع حسن التأسي واستمرار الاقتداء والمحبة لها، فهي أخذت عهد لشيعتها لا تدخل الجنة يوم القيامة إلا بعد أن تدخل شيعتها ومحبيها، تعرف مدى حب شيعتها وولائهم لها وإلى أهل بيتها عليهم جميعا ازكى واعطر السلام.