آخر تحديث: 16 / 4 / 2024م - 4:10 م

طُهر

المهندس أمير الصالح *

منذ بزوغ نعمة النفط التي أفاضها الله علينا، جال البعض من أبناء الخليج حول كوكب الأرض مرارًا وتكرارًا لأسباب متعددة منها الدراسة والعمل والسياحة والانتداب والتجارة. ولكن ومهما طال الغياب عن أرض الوطن يبقى الحب في قلوبنا كان وما يزال وسيبقى لأرض وطننا الغالي. والسبب الرئيس ليس العمائر الشاهقة وليس الشوارع الفسيحة، فهناك بقع من العالم أكثر عددًا لناطحات السحاب وأكثر سعة في الطرقات وأفضل طقسًا، ولكن طُهر قلوب أبناء أرضنا وجميل الاندماج بيننا وحلو النسيج الاجتماعي معنا ببركة تعاليم وتربية نبينا محمد ﷺ وإرشاد آل البيت النبوي والأصحاب الأوفياء الكرام. نعم ومن دون أي نرجسية، هناك من تلوث من البعض ممن سافر بثقافات الإجرام وهناك من هوى وسقط في الرذيلة بسبب التأثر بالسوشيال ميديا. إلا أن الغالب الأعم من أبناء وطننا قلوبهم عامرة بالإيمان الطيب والتوجه الجميل والأمل بالله الكبير واحترام الآخرين وتبجيل الكبار والعطف على الصغار وتجنب هتك الحرمات. وهذه نعمة جديرة بالصيانة والشكر لله عليها.

أظهر بعض المتأثرين بهوس الرقص والمجون والخلاعة، مناكفة تعاليم الدين وإظهار الفسق علنًا وهي مغامرات خاضتها أمم سابقة وبغض مدعيي اتباع ديانات ماضية، فآلت أمورهم إلى الخسف والتشتيت والخسران المبين وإن أظهروا عكس ذلك مكابرة.

عاش وما زلنا بحمد الله نعيش في نعم من الله الكريم الوهاب بأسباب كثيرة منها حسن استحضار يوم القيامة في ضمير أبناء الوطن، فيحسنوا الأدب ويروضوا النفس على طاعة الله وتجنب المعاصي واحترام أموال الآخرين وأعراضهم ودمائهم.

دنيا بدون طُهر، تنعدم فيها المعان وتتمزق القيم وتُهتك الحرمات … فسلام من الله على أرواح طيبة وحجور طاهرة وقلوب مؤمنة بالله واتباع للنبي الأعظم صادقة ووفية.