آخر تحديث: 28 / 3 / 2024م - 4:39 م

آل سيف: المشاريع الصغيرة «حاجة ملحة».. والابتكار وتقبل المخاطر أبرز الشروط

جهات الإخبارية سوزان الرمضان - صفوى

دعا أستاذ الاقتصاد ماهر آل سيف، إلى الاستثمار في المشاريع الصغيرة، التي تشكّل 99% من سوق الاقتصاد الأمريكي الضخم.

وبين في دردشة اقتصادية، أمس الأول بعنوان ”رواد الأعمال“، أن اقتصاديات العالم في دول مثل أمريكا، والصين، يقوم على ”المشاريع الصغيرة“، منوهًا بأنها أكثر استقرار لاقتصاد الدول من المشاريع الكبيرة.

وبين أن خسارة المشاريع الكبيرة تؤثر بشكل كبير على اقتصاد الدول، خاصةً مع تسريح عدد كبير من العمالة، ما يزيد البطالة، ويستلزم تقديم الإعانات من الدولة، ويتأثر الناتج القومي سلبًا، بعكس المشاريع الصغيرة.

وذكر أن ريادة الأعمال هي ”نشاط مخطط يتم تنفيذه بشكل مرضٍ“، أي تحديد فكرة، والتخطيط لها، وتنفيذها بشكل متقن، ثم حصاد المكافآت.

وذكر أن هناك الكثير من الأفكار التي تساعد على الربح، ويستيطع الشخص استقطاع الوقت لمشروعه الصغير بعد الانتهاء من دوامه، وكذلك المتقاعد.

وأكد أن المشاريع الصغيرة باتت ”حاجة“ في ظل التضخم، وضعف الرواتب، وعدم كفاية الدخل، الأمر الذي يؤثر على الصحة والراحة النفسية.

وأشار إلى أن توفر المال الذي قد يأتي من قرض أو سلف، لا يكفي للخوض في التجارة، بل لا بدّ من امتهانها كمهنة، خاصةً أنها تستلزم قدرًا من الثقافة والدراسة والقراءة.

ولفت إلى ضرورة توفر ”مهارات وشخصية معينة“ لرواد التجارة، ومنها الطموح، والابتكار، وتقبل المخاطر، والتعرف على حاجات السوق.

وأكد أهمية التفرقة بين الحاجة والرغبات، فالأولى عقلانية وضرورية، والثانية عاطفية وغير محدودة، إضافةً إلى أهمية التخطيط، ودراسة الجدوى، والسعي، والبعد عن الكسل، والتفاوض، والإقناع، والتأثير.

وشدد على أهمية تقبل الخسارة لكل من يريد اقتحام التجارة، والسعي في المشروع، وعدم إلقاء مسؤوليته على العمال، والتثقف الدائم للإتقان.

ونوه بأن الرواد مبتكرون لا يميلون للتقليد، إلا إذا كانوا في البداية، من أجل جمع رأس مال وتطوير مهاراتهم، ثم ابتكار أسلوب وقيمة جديدة للمجتمع.

وذكر أن الابتكار لا يقتصر على فكرة المشروع، أو تقديم خدمة أو سلعة جديدة، بل يشمل ابتكار نظام إداري جديد، وإدارة واعية للمال للسيطرة على ميزانية ونفقات المشروع.

وتطرق إلى أهمية التخطيط ودراسة الجدوى، وأن أي عمل بدون تخطيط مصيره الفشل، وقد يتوقف المشروع في المنتصف لعدم كفاية المعطيات المبدئية لنجاحه.

وأوضح أن الريادي من يستطيع جني المنافع على الصعيد الشخصي لنفسه ثم للمجتمع، ومن صفاته الشخصية الحزم والعقلانية والشخصية القوية والبعد عن العاطفة خاصة في بداية المشروع.

ولفت إلى أهمية المشاريع ”الخدمية“ خاصة لمن تم تسريحه من العمل، أو لم يحصل على وظيفة بعد التخرج، وقراءة حاجة السوق والابتكار فيها، والتي لا تستلزم رأس مال، بل دراسة لبضعة أشهر فقط للتعرف على أنظمة العمل فيها.

ودعا إلى ”الثقة بالنفس“ لاقتحام المشاريع الصغيرة، التي باتت ”حاجة“، خاصةً أن الدولة تقدم قروضًا تصل إلى 10 مليارات ريال، وتوفر الدراسة، ودراسات جدوى للجادين، وتتابع معهم لتخطي المشاكل والعوائق، في عامهم الأول.

وبين أن الريادة أنواع ولا تختص بالتجارة بل أي عمل يستطيع الإنسان إنجازه بشكل متقن ومخطط، كما في الأعمال التطوعية والخيرية، والأسرية والتربوية وللدولة والمجتمع.

ولفت إلى أهمية غرس ريادة الأعمال في الصغار ”بالتربية الرائدة“، بتعليمهم تنمية المال من المنزل، لتطوير فهم العملية التجارية ومفهوم الشراكة.

وأكد دور المدرسة في تعليم الأجيال ليكونوا قادة أعمال واقتصاد مستقبلًا، بتخصيص يوم ليبيع فيه الأطفال المنتجات، لافتاً إلى دور المقصف في الماضي الذي يأخذ سهم من الطفل ويعيده له مضاعفًا بعد تحقيق الأرباح نهاية السنة.

ونوه بأن العوائل الكبيرة تستطيع الإسهام بتخصيص يوم ليبيع فيه أطفالهم على الكبار؛ ليتعلموا التجارة.