آخر تحديث: 11 / 5 / 2024م - 9:58 ص

ارتباط نمط الحياة الصحي بتباطؤ انخفاض الذاكرة لدى كبار السن

الدكتور حجي إبراهيم الزويد * مقال مترجم

وجدت دراسة استمرت عقدًا من الزمن على كبار السن في الصين، نُشرت في The BMJ، أن نمط الحياة الصحي، ولا سيما النظام الغذائي الصحي، يبطئ فقدان الذاكرة.

حتى بالنسبة إلى حاملي جين صميم البروتين الشحمي E «APOE» - apolipoprotein [1]  وهو أقوى عامل خطر معروف للإصابة بمرض الزهايمر والخرف المرتبط به - وُجد أن أسلوب الحياة الصحي يبطئ فقدان الذاكرة.

تنخفض الذاكرة باستمرار مع تقدم العمر، ولكن الأدلة من الدراسات الحالية غير كافية لتقييم تأثير نمط الحياة الصحي في الذاكرة في فترة الشيخوخة. وبالنظر إلى الأسباب العديدة المحتملة لتدهور الذاكرة، فقد تكون هناك حاجة إلى مزيج من السلوكيات الصحية لتحقيق التأثير الأمثل.

لاستكشاف هذا الأمر بشكل أكبر، حلل الباحثون بيانات من 29000 من كبارالسن تبلغ أعمارهم 60 عامًا على الأقل «متوسط العمر 72؛ 49% نساء» مع وظائف معرفية طبيعية وكلهم من الصين.

دراسة الإدراك والشيخوخة:

في بداية الدراسة في عام 2009، تم قياس وظيفة الذاكرة باستخدام فحص التعلم السمعي اللفظي Verbal Learning test «AVLT» وتم اختبار المشاركين من أجل وجود جين APOE «وجد أن 20% منهم حاملون». ثم تم إجراء تقييمات المتابعة على مدى السنوات العشر القادمة في 2012 و2014 و2016 و2019.

ثم تم حساب درجة نمط الحياة الصحي التي تجمع بين ستة عوامل: النظام الغذائي الصحي، والتمارين الرياضية المنتظمة، والتواصل الاجتماعي النشط «على سبيل المثال، رؤية الأصدقاء والعائلة»، والنشاط المعرفي «مثل الكتابة، والقراءة، ولعب الماهجونغ»، وعدم التدخين، وعدم شرب الكحول مطلقا.

بناءً على درجاتهم، التي تتراوح من 0 إلى 6، تم وضع المشاركين في مجموعات نمط حياة مواتية «4 إلى 6 عوامل صحية»، أو متوسطة «2 إلى 3 عوامل صحية»، أو غير مواتية «0 إلى 1 عوامل صحية»؛ وفي مجموعات نمط الحاملة لجين APOE والمجموعات غير الحاملة للجين.

بعد حساب مجموعة من العوامل الصحية والاقتصادية والاجتماعية الأخرى، وجد الباحثون أن السلوك الصحي لكل فرد كان مرتبطًا ببطء أقل من المتوسط في انخفاض قوة الذاكرة على مدى 10 سنوات.

كان للنظام الغذائي الصحي أقوى تأثير في إبطاء تدهور الذاكرة، يليه النشاط المعرفي ثم التمارين البدنية.

بالمقارنة مع المجموعة التي كانت لديها أنماط حياة غير مواتية، كان انخفاض الذاكرة في مجموعة نمط حياة مواتٍ أبطأ بمقدار 0,28 نقطة على مدى 10 سنوات بناءً على درجة معيارية «درجة z» من AVLT، وكان انخفاض الذاكرة في مجموعة نمط الحياة المتوسطة أبطأ بمقدار 0,16 نقطة.

كما لوحظ أن المشاركين الذين لديهم جين APOE مع أنماط حياة مواتية ومتوسطة، كان معدل الانخفاض في الذاكرة أبطأ من أولئك الذين لديهم أسلوب حياة غير مواتٍ «0,027 و0,014 نقطة في السنة أبطأ، على التوالي».

والأكثر من ذلك، كان أولئك الذين لديهم أنماط حياة مواتية أو متوسطة ما يقرب من 90% وتقريباً 30% أقل عرضة للإصابة بالخرف أو ضعف إدراكي معتدل، مقارنة بأولئك الذين لديهم أسلوب حياة غير مواتية، وحققت مجموعة APOE نتائج مماثلة.

هذه دراسة قائمة على الملاحظة، لذا لا يمكن تحديد السبب ويقر الباحثون ببعض القيود، مثل احتمال حدوث أخطاء في القياس بسبب الإبلاغ الذاتي عن عوامل نمط الحياة، واحتمال تحيز الاختيار، حيث أن بعض المشاركين لم يعودوا للمتابعة.

لكن هذه كانت دراسة كبيرة مع فترة متابعة طويلة، مما يسمح بتقييم عوامل نمط الحياة الفردية على وظيفة الذاكرة بمرور الوقت. وظلت النتائج مهمة بعد مزيد من التحليلات، مما يشير إلى أنها قوية.

على هذا النحو، يقول الباحثون إن نتائجهم تقدم دليلًا قويًا على أن الالتزام بنمط حياة صحي مع مجموعة من السلوكيات الإيجابية يرتبط بمعدل أبطأ من تدهور الذاكرة، حتى بالنسبة للأشخاص المعرضين وراثيًا لتدهور الذاكرة.

اقتراح الباحثون مزيدا من البحث يمكن أن يركز على تأثيرات نمط الحياة الصحي في تدهور الذاكرة على مدى العمر، مع الاعتراف بأن مشاكل الذاكرة يمكن أن تؤثر أيضًا في الشباب، غير المدرج في هذه الدراسة. وخلصوا إلى أن ”هذه النتائج قد تقدم معلومات مهمة لمبادرات الصحة العامة لحماية كبار السن من تدهور الذاكرة“.

يقول الباحثون في افتتاحية مرتبطة: ”الوقاية مهمة، بالنظر إلى عدم وجود علاجات فعالة لمرض الزهايمر والخرف المرتبط به“.

ومع ذلك، فقد أشاروا إلى أن هذه النتائج لا تساعد في تحديد أي من السلوكيات الصحية الستة المدرجة في النتيجة «أو مجموعة محددة» هو أفضل هدف للوقاية من الخرف، أو عندما يكون التركيز على جهود الوقاية في مسار الحياة. وأضافوا أن هناك حاجة أيضًا إلى مزيد من التبصر لتحديد ما إذا كانت الاختلافات في تدهور الذاكرة التي لوحظت في هذه الدراسة ذات مغزى سريريًا.

اقترح الباحثون نهجًا مشابهًا أدى إلى انخفاض كبير في أمراض القلب والأوعية الدموية يجب أن يؤخذ مع الوقاية من الخرف، ”لتحديد ليس فقط العوامل الأكثر أهمية، ولكن أيضًا العتبة التي تهمهم، والعمر الذي من المرجح أن يكون فيه التدخل أكثر فعالية.“

[1]  صميم البروتين الشحمي Apolipoprotein، واختصارها Apo) هو البروتين الذي يرتبط بالليبيدات (المواد القابلة للذوبان في الدهون مثل الشحوم والكوليسترول وبعض الفيتامينات) لتشكيل البروتينات الشحمية، كما ينقل الدهون من خلال النظم اللمفاوية والدورة الدموية.

المصدر:

Provided by British Medical Journal

Association between healthy lifestyle and memory decline in older adults: 10 year, population based, prospective cohort study

https://www.bmj.com/content/380/bmj-2022-072691

استشاري طب أطفال وحساسية