آخر تحديث: 16 / 5 / 2024م - 1:47 م

ضوابطنا وكراهة مخالفتها

كاظم الشبيب

من طبائعنا الغالبة، التي لها تأثير في عمليات التنافس، أننا نخاصم من يقلل من قيمة هويتنا أو يطعن فيها، وبالتالي نكرهه. وأننا نناصر من يرفع من قيمة هويتنا أو يمدحها، وبالتالي نحبه. فتصبح الهوية محوراً ومقياساً لمن نحب ونكره. وهذا لعمري فيه ما فيه من تجنب الواقعية وانصراف عن التوازن وابتعاد عن الحكمة. فلا هوية تخلو من نقص أو عيب، وبالتالي لا هوية في الدنيا يحيطها الكمال من بين جنبيها ومن أمامها وخلفها وتحتها وفوقها. 

 عندما تمسي هويتنا هي مقياس لحبنا وكرهنا فأننا بالتالي سوف نعاني من ارتدادات لهذا المقياس داخل أهل هويتنا نفسها بل حتى على ترجيحات وتوازنات التنافس داخل أقطاب الهوية ذاتها. ومن صورها، كمثال، ليس حصراً، أننا سوف نحب داخل أهل هويتنا ونكره وفق من يلتزم بتطبيقاتها وأحكامها وتقاليدها وأعرافها وثقافتها. وقد نكره أو نخاصم من يخالف ضوابط هذه الهوية. 

في الثقافة العربية الإسلامية تعتبر الملابس المحتشمة من اهم مقومات شرف المرأة، ليس فقط باعتبارها مميزاً دينياً بل أيضاً مميزاً للهوية. أي أن الملابس تدخل في صميم عملية تحديد هوية الذات الجماعية ما يجعل حرية المرأة بارتداء ملابسها مرتبط بهوية الجماعة، بالنتيجة، تعتبر الجماعة بأن ممارسة المرأة لحريتها بمثابة تهديد لهويتها. بالتالي فإن عملية إجراء تغيير على هذه الملابس ستهدد المرأة بالقمع من قبل الجماعة، حيث أن ممارسة مثل هذه العملية تعتبر انتهاكاً مباشراً لثقافتها وهويتها... فالرجل الذي يسمح لزوجته أو ابنته بارتداء الملابس غير المحتشمة في مجتمع محافظ يكون دائماً عرضة للازدراء والتحقير والاستهانة. [1] 

في المقطع المرفق خاطرة قصيرة وناعمة حول: شعور الكراهية والحقد تجاه الآخرين: 

 

[1]  المواطنة والهوية الوطنية، ص 142، نخبة من الباحثين. بتصرف.