آخر تحديث: 6 / 5 / 2024م - 3:36 ص

قد تكون ذاكرتك أقوى مما تعتقد

عدنان أحمد الحاجي *

مستشفى بريغهام والنساء وجامعة بريغهام

26 يناير 2023

المترجم: عدنان أحمد الحاجي

المقالة رقم 50 لسنة 2023

Your memory may be better than you think

By BWH Communications

January 26,2023

في المرة القادمة حين تواجه صعوبة في تذكر المكان الذي وضعت فيه مفاتيحك بالضبط أو ركنت فيه سيارتك أو وضعت فيه نظارتك، فهذا لا يعني بالضرورة أنك فقدت الأمل تمامًا في استرجاع ذاكرتك.

تشير دراسة جديدة إلى أن الناس أيضًا جيدون بشكل مدهش في معرفة أين ومتى رأوا تلك الأشياء آخر مرة. عندما عرضت أشياء على شبكة متكونة 7 مربعات طولًا في 7مربعات عرضًا، تمكن العديد من الحاضرين من تذكر مواقع أكثر من 100 شيء «صورة شيء» منها ومعرفة موقع المربع الصحيح على الشبكة التي رأوها فيه أو موقع المربع المجاور له مباشرة.

توضح سلسلة من ثلاث تجارب أجراها باحثون من مستشفى بريغهام والنساء Brigham and Women’s Hospital أن الناس لديهم ”ذاكرة مكانية فائقة [وهي المقدرة على تذكر أمكنة كثيرة جدًا شاهدوا فيها أشياء أو أحداث آخر مرة]“ «SMM» و”ذاكرة زمانية فائقة“ «TMM» [وهي القدرة على تذكُّر الترتيب الزماني لأشياء أو أحداث شاهدوها آخر مرة]، نشرت نتائجهم في مجلة البيولوجيا المعاصرة Current Biology[1] .

”على الرغم من أن ذاكرتنا المكانية والزمانية للأشياء قد لا تكون مثيرة للإعجاب كما تثير الإعجاب الذاكرة المكانية والزمانية لبعض الطيور أو السناجب... تظهر بياناتنا أن لدينا ذاكرة مكانية وزمانية فائقة للأشياء،“ بحسب جيرمي ولف Jeremy Wolfe.

”في حين أن ذاكرتنا المكانية [2]  والزمانية للأشياء قد لا تكون مثيرة للإعجاب مثل بعض الطيور أو السناجب، التي يتعين عليها تذكر مكان إخفاء طعامها لفصل الشتاء، فإن بياناتنا / معطياتنا تثبت أن لدينا ذاكرة فائقة للأشياء.“ كما قال جيريمي وولف من قسم الجراحة في مستشفى بريغهام والنساء.

لإجراء دراستهم، طلب وولف وزملاؤه من المشاركين تذكر عدد من الصور الموضوعة في مربعات شبكة متكونة من 7 خانات طولًا × 7 خانات عرضًا. أُضيء كل من هذه الصور بإطار أحمر حولها لمدة ثانيتين. بعد أن عُرض على المشاركين هذه الصور، أُزيلت جميع الصور واختُبرت مقدرة المشاركين بعد ذلك على تذكر ما إذا كانوا قد رأوا أي منها من قبل، وإذا شاهدوها، في أي خانة من خانات الشبكة شاهدوها.

”في بعض النواحي، يشبه هذا إلى حد ما لعبة الذاكرة التي لعبها الكثير منا عندما كنا أطفالًا [هذه اللعبة عادة تتكون من مجموعة من بطاقات صور مختلفة فيها نسخ بطاقات تحمل نفس الصورة، توضع بحيث يكون وجه البطاقة الذي يحمل الصورة باتجاه الأسفل [غير ظاهر للرائي] وعلى الطفل أن يخمن البطاقات الأخرى التي تحمل نفس الصورة «2»]، حيث قمنا بوضع وجه البطاقة التي فيها الصورة باتجاه الأسفل ثم حاولنا تذكر مكان البطاقة التي فيها الصورة التي شاهدناها من قبل،“ كما قال وولف. ”ولكن بخلاف ما يُمارس في لعبة الأطفال، لم نحسب الإجابة“ الصحيحة ”فقط، بل قمنا بقياس مدى اقتراب المشارك من خانة الصورة الصحيح التي سبق أن شاهد فيه الصورة“.

رأى المراقبون إجمالاً 300 صورة مختلفة. تمكن العديد من المشاركين من معرفة مكان أكثر من 100 صورة ضمن +/ - مسافة خانة واحدة من الخانة الصحيحة. في تجربة لاحقة، عُرض على المشاركين صور متتالية، واحدة تلو أخرى، وطُلب منهم النقر على الخط الزمني، الموجود على الشاشة، للإشارة إلى متى شاهدوا تلك الصورة. أفاد الباحثون أن المشاركين عرفوا متى آخر مرة شاهدوا فيه الصور بنسبة تتراوح من 60 - 80 في المائة ضمن +/ - 10 في المائة من الزمن الصحيح الذي شاهدوها فيه آخر مرة، وهو أفضل بشكل ملحوظ من نسبة ال 40 في المائة التي كان من الممكن أن يعرفوه بالتخمين.

لاحظ المؤلفون أن هناك حاجة لإجراء المزيد من التجارب لمعرفة الحدود العليا للذاكرة الفائقة أو لدراسة موضوعات أخرى مثل التأثيرات المحتملة المتعلقة بالجنس [ذكر أو أنثى] في الذاكرة.

يوضح وولف أن بعض الأشياء تنتقل إلى ذاكرتنا طويلة الأمد [4]  وتُخزن فيها بسهولة أكبر من غيرها من الأشياء - معرفة ما يمكننا تذكره بسهولة، مثل صور الأشياء والمشاهد، يمكن أن تساعدنا في تحقيق أقصى استفادة من ذاكرتنا.

منذ العصور القديمة، كان الناس يستخدمون وسائل ذاكرة تتعلق بقدرتهم على تذكر الصور والمشاهد للاستفادة منها في تخزين كميات كبيرة من المعلومات في أذهانهم. وبهذا المعنى، فليس من المفاجئ أن نكتشف، باستخدامنا هذه الأساليب، أننا جيدون جدًا في تذكر مكان وزمان شاهدنا الأشياء فيها، ”كما قال وولف. تبين تجاربنا أن الذاكرة المكانية والزمانية الفائقة موجودة. الأبحاث المستقبلية كفيلة بتعريفنا بحدود تلك الذاكرة“.