آخر تحديث: 6 / 5 / 2024م - 3:36 ص

كيف تطلق العنان لإبداعك - حتى لو ترى نفسك مفكرًا عاديًا

عدنان أحمد الحاجي *

بقلم ليلي تشو، أستاذ مساعد في الإدارة ونظم المعلومات وريادة الأعمال، جامعة ولاية واشنطن

9 يناير 2023

المترجم: عدنان أحمد الحاجي

المقالة رقم 53 لسنة 2023

How to unlock your creativity - even if you

see yourself as a conventional thinker

Lily Zhu، Assistant Professor of Management، Information Systems and Entrepreneurship، Washington State University

January 9,2023

يمارس الناس التفكير الإبداعي [1,2] كل يوم، سواء أدركوا ذلك أم لم يدركوا. لو ظننت أن الإبداع / الخلاقية [3]  أنه موهبة فطرية؟ أعد النظر مرة اخرى.

يعتقد الكثير من الناس أن التفكير الإبداعي صعب مستصعب - وأن القدرة على ابتكار أفكار بطرق جديدة ومثيرة للاهتمام لا يقدر عليها إلا بعض الموهوبين، لا معظم الناس.

غالبًا ما تصور لنا وسائل الإعلام المبدعين على أنهم ذوو شخصيات فريدة وغريبة ومتميزة [4,5] ولديهم مواهب فريدة. حدد الباحثون أيضًا العديد من سمات الشخصية المرتبطة بالإبداع، كالانفتاح على الخبرات والتجارب والأفكار ووجهات النظر الجديدة [6] . يبدو أنها معًا ترسم لنا صورة سيئة عن أولئك الذين يعتبرون أنفسهم مفكرين تقليديين / عاديين، وكذلك أولئك الذين لا يعملون في وظائف إبداعية - بما فيها الوظائف التي غالبًا ما تُعتبر تقليدية / عادية وغير إبداعية، مثل المحاسبة وتحليل البيانات.

هذه المعتقدات تغفل جانبًا رئيسًا عن كيف يعمل الإبداع في الدماغ: التفكير الإبداعي هو في الواقع شيء نمارسه كل يوم، سواء أدركنا ذلك أم لم ندركه. علاوة على ذلك، الإبداع هو عبارة عن مهارة يمكن تقويتها. وهذا يُعد مهمًا حتى بالنسبة للذين لا يعتبرون أنفسهم مبدعين أو لا يعملون في مجالات إبداعية.

في البحث [7]  الذي نشرته مؤخرًا مع باحثيَنِ في التنظيم والإدارة هما كريس بومان Chris Bauman ومايا يونغ Maia Young، وجدنا أن إعادة النظر في تفسير الحالة المحبطة والمخيبة للآمال، التي بإمكان المرء أن يعمل أي شيء حيال المشكلات التي قد تسببها، قد تعزز وتقوي إبداع المفكرين التقليديين.

توظيف التفكير الإبداعي للتغلب على المشاعر السلبية

غالبًا ما يُعرّف الإبداع على أنه عملية تنطوي على توليد أفكار أو رؤى جديدة ومفيدة. أي أن الأفكار الإبداعية لابد أن تكون أصلية وغير متوقعة، ولكنها أيضًا مجدية ومفيدة. أمثلة يومية على عملية الإبداع وفيرة، ومنها: جمع بقايا الطعام لإعداد طبق جديد لذيذ؛ والتفكير في طريقة جديدة لإنجاز الأعمال المنزلية؛ والمواءمة بين قطع الملابس القديمة لتظهر بملبس جديد.

هناك طريقة أخرى لتوليد أفكار ابداعية وهي ممارسة ما يسمى ب ”إعادة تأطير حالة سلبية والتفكير فيها بصورة ايجابية [8]  [المترجم: من أمثال: ﴿ولعل الذي أبطأ عني هو خير لي]“ - وهو عبارة رؤية الحالة بعدسة أخرى لتحويل المشاعر السلبية إلى أخرى ايجابية. هناك عنصر إبداعي في هذه الطريفة: الابتعاد عن وجهات النظر والافتراضات القائمة والتفكير فيها بطريقة جديدة.

لنفترض أنك محبط، من مخالفة تلقيتها بسبب ركن سيارتك خطأً. للتخفيف من مشاعرك السيئة بإمكانك اعتبار المخالفة على أنها فرصة تعلمت منها لا تكررها في المستقبل.

إذا شعرت بالقلق بشأن المحاضرة التي ستلقيها في مكان عملك، فبإمكانك التغلب على الشعور بالقلق وذلك بتأطيرها على أنها فرصة لك لتتبادل أفكارًا مع الحاضرين، بدلاً من تقديم المحاضرة على أنها شيء يترتب عليه رهانات ومخاطر كبيرة قد تؤدي إلى خفض مرتبتك / درجتك الوظيفية لو قدمتها بصورة سيئة [ولم تنجح في تقديمها بصورة مرضية] [9] .

وإذا مرة غضبت من تصرفات أحد الأشخاص التي ربما بدت عدائيًة بلا سبب أثناء حوار حدث بينكما، فبإمكانك أن تعيد النظر في الموقف، وتنظر إلى تصرفاته على أنها ليست متعمدة ولا تسبب ضررًا [المترجم: يعني أن تظن به خيرًا وتحمله على سبعين محمل كما ورد].

تدريب قواك الإبداعية

لاختبار العلاقة بين التفكير الإبداعي وبين إعادة تأطير حالة سلبية والتفكير فيهاايجابيًا، قمنا باستطلاع آراء 279 شخصًا [10] . يميل أولئك الذين حظوا بمرتبة عليا في سلم الإبداع إلى إعادة تأطير الحالات السلبية والتفكير فيها ايجابيًا في كثير من الأحيان أثناء حياتهم اليومية.

مستوحين من العلاقة بين إعادة تأطير الحالات السلبية والتفكير فيها ايجابيًا وبين التفكير الإبداعي، أردنا أن نرى ما إذا كان بإمكاننا استخدام هذه الرؤية لتطوير وسائل لمساعدة الناس على أن يكونوا أكثر إبداعًا. بمعنى آخر، هل يمكن أن يمارس الناس إعادة تأطير الحالات السلبية والتفكير فيها ايجابيًا حتى يتمكنوا من تدريب قواهم الإبداعية؟

أجرينا تجربتين حيث تعرضت عينتان من مشاركين جديدتان - مجموعهما بلغ 512 شخصًا - إلى سيناريوهات مصممة لإثارة استجابة انفعالية لديهم. وكلفناهم استخدام أحد أساليب ثلاثة لإدارة انفعالاتهم. طلبنا من بعض المشاركين تثبيط استجاباتهم الانفعالية، وطلبنا من البعض الآخر أن يفكروا في شيء آخر يشتت انتباههم ويلهيهم وطلبنا من المجموعة الثالثة إعادة تأطير الحالة الإنفعالية والتفكير فيها من منظور مختلف. بعض المشاركين لم يستلموا أي تعليمات بشأن كيف يديرون مشاعرهم.

في مهمة تالية ليس لها علاقة بالطلبات السابقة، طلبنا من المشاركين ابتكار أفكار إبداعية لحل مشكلة من مشكلات العمل.

في التجربتين السابقتين، المفكرون التقليديون / العاديون الذين حاولوا إعادة تأطير الحالة الإنفعالية والتفكير فيها إيجابيًا توصلوا إلى أفكار كانت أكثر إبداعًا من الأفكار التي توصل إليها المفكرون التقليديون الآخرون الذين ثبطوا استجاباتهم الانفعالية، أو الذين فكروا في شيء يشتت انتباههم ويلهيهم أو المجموعة التي لم تتلقَ أي تعليمات على الإطلاق.

تنمية التفكير المرن [التفكير المرن هو التوصل إلى أكثر من حل واحد للمشكلة]

المشاعر السلبية مشكلة لا مفر منها أكانت في العمل أم في الحياة اليومية. ومع ذلك، غالبًا ما يخفي الناس مشاعرهم السلبية عن الآخرين أو يفكرون في / ينشغلون ب أشياء تشتت اتباههم «تلهيهم» لتفادي التفكير في إحباطاتهم.

النتائج التي توصلنا إليها لها آثار ايجابية في كيف يفكر المدراء في أفضل طريقة للاستفادة من مهارات الموظفين لديهم. عادة ما يقوم المدراء بتعيين المرشحين على وظائف إبداعية وغير إبداعية بناءً على قرائن تشير إلى إمكانات إبداعية لدى البعض [11]  هذه القرائن ليست عوامل تنبؤية هشة على الأداء [10] ، ولكن الممارسات المستخدمة في توظيف الموظفين هذه قد تحد أيضًا من استفادة المدراء من الموظفين الذين يمكن أن تلعب معرفتهم وخبراتهم أدوارًا رئيسة في توليد أفكارًا إبداعية.

والنتيجة هي أن الإمكانات الإبداعية لجانب كبير من القوة العاملة قد تكون غير مستغلة بالكامل. تشير النتائج التي توصلنا إليها إلى أنه يمكن للمشرفين أن يدربوا القوة العاملة ويطورا تدخلات لتنمية القوة الإبداعية في موظفيهم - حتى في أولئك الموظفين الذين قد لا يظهر عليهم ميل للإبداع.

يشير بحثنا أيضًا إلى أنه يمكن للناس ممارسة التفكير المرن كل يوم في حال تعزضهم لمشاعر سلبية. على الرغم من أن الناس قد لا يتحكمون دائمًا في الظروف الخارجية، إلا أن لديهم الحرية في اختيار كيف يتغلبون على المواقف الانفعالية - ويمكنهم فعل ذلك بطرق تساعدهم على زيادة إنتاجيتهم وتحسين رفاهيتهم.

مصادر من خارج النص

[1]  ”التّفكير الإبداعي هو التأمل في شيء بطريقة مختلفة وجديدة، وهو ما يُعرف بالتّفكير خارج الصّندوق، حيث يشتمل على التفكير الجانبيّ «2» أو القدرة على تصور أنساق غير بديهية أو واضحة في أحد الأشياء، ينطوى التفكير الابداعي على القدرة على ابتكار وسائل جديدة لحلّ المشكلات ومواجهة التّحديات والصعوبات“. ترجمناه من نص ورد على هذا العنوان:

https://www.thebalancemoney.com/creative-thinking-definition-with-examples-2063744

[2]  ”التفكير الجانبي أسلوب لحل المسائل يقتضي الخروج عن المناهج المنطقية المألوفة والتفكير بطريقة أوسع بكثير من المعتاد. يرتبط التفكير الجانبي بالمفكر العالمي إدوارد دي بونو، وقد سماه كذلك ليميزه عن نوع آخر من التفكير سماه التفكير العمودي والذي يستند أساسًا إلى المنطق أو ما يألفه الإنسان ويعتاد عليه. وقد اعتمد في تطويره لهذا النوع من التفكير على فهم الآلية التي يعمل بها الدماغ من الناحية العلمية، أي بما توصل إليه علم الأعصاب.“ مقتبس ببعض التصرف من نص ورد على هذا العنوان:

https://ar.wikipedia.org/wiki/تفكير_جانبي

[3]  "الإبداع حالة عقلية بشرية هدفه إيجاد أفكار أو طرق ووسائل غاية في الجدة والتفرد بحيث تشكل إضافة حقيقية لمجموع النتاج الإنساني؛ كما يعتبر فائدة حقيقية على أرض الواقع إذا وجد له تطبيقات أو شكّل تعبيراً وأسلوباً جديداً عن حالة ثقافية أو اجتماعية. فالإبداع إنتاجًا جديدًا ومفيدًا وأصيلًا ومقبولًا من الناحية الاجتماعية، ويحل بعض المشكلات بشكل منطقي. ومن التعريفات الأخرى للإبداع:

· الإبداع هو الإتيان بجديد أو إعادة تقديم القديم بصورة جديدة أو غريبة.

· التعامل مع الأشياء المألوفة بطريقة غير مألوفة.

· القدرة على تكوين وإنشاء شيء جديد، أو دمج الآراء القديمة أو الجديدة في صورة جديدة، أو استعمال الخيال لتطوير وتكييف الآراء حتى تلبي الحاجيات بطريقة جديدة أو عمل شيء جديد ملموس أو غير ملموس بطريقة أو أخرى.

· المبادرة التي يبديها أحد الأشخاص بقدرته على الاشتقاق من التسلسل العادي في التفكير إلى تسلسل مختلف تمامًا.

من صور الإبداع

• أن ترى ما لا يراه الآخرون

• أن ترى المألوف بطريقة غير مألوفة

• تنظيم الأفكار وظهورها في بناء جديد انطلاقاً من عناصر موجودة

• الطاقة المدهشة لفهم واقعين منفصلين والعمل على انتزاع ومضة من وضعهما جنباً إلى جنب

• طاقة عقلية هائلة، فطرية في أساسها، اجتماعية في نمائها، مجتمعية إنسانية في انتمائها

• القدرة على هل المشكلات بأساليب جديدة.

مقتبس من نص ورد على هذا العنوان:

https://ar.wikipedia.org/wiki/إبداع

[4]  https://www.newyorker.com/magazine/2011/11/14/the-tweaker

[5]  https://knowyourarchetypes.com/personality-types-list/quirky-personality/

[6]  https://onlinelibrary.wiley.com/doi/10,1002/jocb.170

[7]  https://www.sciencedirect.com/science/article/abs/pii/S074959782200098X?via%3Dihub

[8]  https://psycnet.apa.org/fulltext/2020-03346-001.html

[9]  https://digitalcollections.babson.edu/digital/collection/ferpapers/id/2848/rec/8

[10]  https://journals.aom.org/doi/abs/10,5465/30040623

[11]  https://journals.sagepub.com/doi/10,1177/0001839215616840

المصدر الرئيس

https://theconversation.com/how-to-unlock-your-creativity-even-if-you-see-yourself-as-a-conventional-thinker-196198