آخر تحديث: 6 / 5 / 2024م - 11:11 ص

لماذا للضمائر المستخدمة للإشارة إلى الله أهمية؟

عدنان أحمد الحاجي *

بقلم آني سلاك، المدير المعاون لمركز المرأة، جامعة جورج تاون

28 فبراير 2023

المترجم: عدنان أحمد الحاجي

المقالة رقم 67 لسنة 2023

Why the pronouns used for God matter

Annie Selak، Associate Director، Women"s Center، Georgetown University

February 28,2023

تنصل من المترجم

المقال المترجم يعبر فقط عن رأي الكاتبة والترجمة جاءت لاحتمال الاستفادة منه.

المقال المترجم

الكنيسة الإنجليزية تدْرُس اللغة والضمائر التي ينبغي استخدامها للإشارة إلى الله [1] .

أوضح المجمع الكنسي العام أنه لن يلغي أو يراجع بنحو كبير أيًا من الشعائر [2]  المعتمدة حاليًا [3] . ومع ذلك، فقد تصدرت هذه الأخبارعناوين الصحف وأثارت سيلًا من الأسئلة عن كيف تشير الأديان إلى الله. هل الله ذَكَر؟ ماهي الضمائر التي ينبغي استخدامها للاشارة إلى الله؟

بصفتي باحثة في علم اللاهوت النسوي [4]  الكاثوليكي أدير مركزًا نسويًا في جامعة كاثوليكية، أفهم تأثير الضمائر التي يستخدمها المسيحيون في اشارتهم إلى «كلامهم عن» الله. تاريخيًّا، أقرت التقاليد المسيحية العديد من الضمائر التي تُستخدم للإشارة إلى الله، بما في ذلك ”ضمير الغائب he «هو» [إذا جاء مبتدأً أو فاعلًا / ضمير الغائب إذا جاء مفعولًا به أو مجرورًا him «مثل له / به / عليه أو مجرورًا بالإضافة»“  ”و“ ضمير الغائب they «هم» إذا جاء مبتدأً أو فاعلًا / ضمير الغائب إذا جاء مفعولًا به أو مجرورًا them [مثل لهم / بهم / عليهم أو مجرورًا بالإضافة]". هذا جزئيًا لأن الله غير موصوف بنوع جنس [ليس له نوع جنس]. على الرغم من الصور الذهنية [5]  المتنوعة المستخدمة للإشارة إلى الله في الكتاب المقدس والتقاليد المسيحية، فإن اللغة الذكورية والصور الذهنية سائدة في الممارسات العباديةالمسيحية المعاصرة.

صور ذهنية كثيرة عن الله

عندما نتكلم عن الله، فإننا نفعل ذلك ونحن نعلم أن ما نقوله غير تام. كل الصور الذهنية عن الله تكشف حيثية ما عن الله. لا توجد ولاصورة حرفية [بالمعنى الحرفي للصورة] عن الله أو تكشف كل شيء عن الله. على سبيل المثال، على الرغم من أن المسيحيين يشيرون إلى الله على أنه ملك، يجب أن يتذكروا أيضًا أن الله ليس ملكًا بالمعنى الحرفي للكلمة. مناداة الله بالملك تعني أن الله قوي / جبار. ومع ذلك، فهولا يعبر عن الدقة الواقعية عن نوع جنس الله أو يوحي بأن الله إنسان.

الإشارة إلى الله بالعديد من العناوين والصفات/ الأوصاف والصور تدعو الكثير منا إلى التعرف على سر الله الغامض. الله له مثل كل هذه العناوين والصفات / الأوصاف والصورولكن أيضًا يتعالى عنها كلها [علوًا كبيرًا].

توماس أكويناس Thomas Aquinas «6»، عالم لاهوت كاثوليكي مؤثر في القرن الثالث عشر، أكد أنه بإمكان الناس أن يتكلموا عن الله بعدة صيغ صحيحة ولكنها دائمًا غير كافية [7] . أوضح أكويناس أن لغتنا عن الله تؤكد حيثية ما عن الله، لكن الله دائمًا يتعالى عما يمكننا التعبير عنه. نحن نعبر عن حقائق عن الله بمصطلحات ومفاهيم بشرية، ولكن بما أن الله سر غامض، فإن الله دائمًا خارج هذه الأوصاف والعناوين.

لوحة فتية لعالم اللاهوت توماس الأكويني من القرن الثالث عشر[6] .

الكتاب المقدس غني بصور ذهنية متعددة عن الله. في بعض هذه الصور، يُصوَّر الله على أنه أب أو ذَكَر. ربما تكون تعاليم يسوع لحوارييه أن يصلوا صلاة ”أبانا الذي في السموات“ هو المثال الأكثر شهرة على التعبير عن الله بالذكورية.

في أجزاء أخرى من الكتاب المقدس، التعبيرعن الله بالأنثوية. يقارن النبي إشعياء الله بالأم المرضعة في سِفر إشعياء. الدجاجة تضم اليه افراخها هو تشبيه لله في إنجيل متى. سفرالحكمة، وهو كتاب في الانجيل المقدس الكاثوليكي، يصور الحكمة المتجسدة على أنها امرأة. يقول سفر الحكمة 10:18-19: ”أخَذَتْهم عبر البحر الأحمر ونَقَلتْهم عبر المياه العميقة. لقد تَغَلبَت على أعدائهم“. هذه الرواية تقدم الله كأنثى، تُخرج موسى والإسرائيلين من مصر وتأخذهم إلى أرض الميعاد.

إن تصوير الله على أنه أنثى في الكتاب المقدس يتحدث عن حنان الله كما يتحدث عن قوته وقدرته. على سبيل المثال، قارن النبي هوشع الله بدب حُرمِت من صغارها، متوعدةً ب ”مهاجمة وتمزيق“ أولئك الذين يخالفون العهد.

في أجزاء أخرى من الكتاب المقدس، الله ليس له نوع جنس [فوق نوع الجنس]. ظهر الله لموسى في العُليقة المشتعلة [8]  في سفرالخروج 3، متحديًا كل تصانيف نوع الجنس. يقدم سِفْر الملوك الأول صورة لطيفة عن الله على أنه لا يشار إليه لا بالذكورية ولا بالأنثوية. طلب الله من النبي إيليا الذهاب إلى الجبل. أثناء وجوده هناك، واجه إيليا ريحًا عاتية وزلزالًا ونارًا، لكن الله لم يُشر اليه فيها. ولكنه أُشير اليه بهمسة لطيفة. تشير قصص الخلق في سِفْر التكوين إلى الله بصيغة الجمع. تؤكد هذه الأمثلة أن الله ليس له نوع جنس وأنه فوق أي تصنيفات بشرية.

التأثير الاجتماعي للضمائر الذكورية

الضمائر، مثل ”ضمير الغائب he «هو» إذا جاء مبتدأً أو فاعلًا / ضمير الغائب him إذا جاء مفعولًا به أو مجرورًا [مثل له / به / عليه أو مجرورًا بالإضافة]“ في التقليد المسيحي، يمكن أن تحد من فهم المرء لله. كما يمكن أن يجعل الكثير من الناس يعتقدون بأن الله ذَكَر.

الإشارة إلى الله بضمائر ذكورية لا تعتبراشارة خاطئة، ولكن قد تكون للإشارة إلى الله بضمائر ذكورية تبعات اجتماعية ولاهوتية سلبية.

قالت اللاهوتية النسوية ماري دالي Mary Daly «9»: ”إذا كان الله ذكرًا، فالذكر هو الله“. بعبارة أخرى، الإشارة إلى الله على أنه ذكر فقط له تأثير اجتماعي ذو دلالة يمكن أن يُعلي / يمجد أحد الجنسين على حساب الآخر.

للإشارة إلى الله كذكر فقط قد تحد من تصورات المرء اللاهوتية [ومنها الايمان بالغيبيات]: استخدام العديد من الضمائر للإشارة إلى الله يؤكد أن الله سر غامض، فوق كل التصنيفات / التوصيفات البشرية.

كنيسة إنجلترا لا ترد على الأسئلة الحديثة المتعلقة بنوع الجنس فحسب، بل تواصل أيضًا تقليدًا طويلًا داخل المسيحية للإشارة إلى الله على أنه ذكر وأنثى وما يتجاوز ثنائية الذكر والأنثى [يعني متعدد الجندر].

مصادر من داخل وخارج النص

[1]  https://www.reuters.com/world/uk/church-england-explores-gender-neutral-god-2023-02-08/

[2]  ”الشعيرة الدينية هي العبادة العامة المألوفة التي تقوم بها مجموعة دينية طبقاً لتقاليدها المعينة. وخاصة من قبل جماعة مسيحية تمثل الشعيرة الدينية، كظاهرة دينية، استجابة جماعية للمقدس والمشاركة فيه من خلال أنشطة تعكس التسبيح أو الشكر أو الذكر أو الدعاء أو التوبة. الشعيرة تشكل أساسًا لإقامة علاقة مع قوة الاهية، وكذلك مع ممارسين آخرين للشعيرة الدينية. ومن الأمثلة على الطقوس الدينية القداس في المسيحية والحج في الإسلام والصلوات في العديد من الأديان الأخرى.“. مقتبس ببعض التصرف من نص ورد على هذا العنوان:

https://ar.wikipedia.org/wiki/شعيرة_دينية

[3]  https://www.npr.org/2023/02/10/1155792333/god-gender-pronouns-church-of-england

[4]  https://scholar.google.com/citations?user=Z64meKEAAAAJ&hl=en&oi=ao

[5]  https://ar.wikipedia.org/wiki/لاهوت_نسوي

[6]  https://en.wikipedia.org/wiki/Image_of_God

[7]  https://ar.wikipedia.org/wiki/توما_الأكويني

[8] https://www.newadvent.org/summa/1013.htm#:%7E: text=We%20cannot%20know%20the%20essence، Him%20in%20that%20manner%20only

[9]  https://ar.wikipedia.org/wiki/العليقة_المشتعلة

المصدر الرئيس

https://theconversation.com/why-the-pronouns-used-for-god-matter-200141