آخر تحديث: 6 / 5 / 2024م - 6:43 ص

”التباين“ في الإحساس بالزمن له علاقة بدقات القلب

عدنان أحمد الحاجي *

6 مارس 2023

المترجم: عدنان أحمد الحاجي

المقالة رقم 68 لسنة 2023

راجعه الدكتور حجي ابراهيم الزويد

Wrinkles” in time experience linked to heartbeat“

March 6,2023

كم طول الزمن الحاضر؟ يقترح باحثو كورنيل في دراسة جديدة أن الإجابة هي بحسب دقات القلب.

لقد وجدوا أن إحساسنا اللحظي بالزمن ليس ثابتًا ولكنه قد يطول أو ينقص مع كل دقة قلب.

هذا البحث يبني على الأدلة المتوفرة بأن القلب هو أحد أجهزة ضبط الزمن المهمة في الدماغ ويلعب دورًا أساسيًا في إحساسنا بمرور الزمن - وهي فكرة كانت محل تأمل منذ العصور القديمة. كما يقول آدم أندرسون، البرفسور في قسم علم النفس وكلية الأكيلوجيا البشرية في جامعة كورنيل Cornell.

”الزمن هو أحد أبعاد الكون وأساس جوهري لإحساسنا بذواتنا،“ كما قال أندرسون. ”يُثبت بحثنا أن الاحساس اللحظي بالزمن متزامن مع طول دقات القلب ويتغير بتغيرها.“

سعيدة صادقي، طالبة الدكتوراه في علم النفس، هي المؤلف الرئيس للورقة المعنونة ب ”التجاعيد [التباين] في الاحساس بالزمن فيما دون الثانية متزامنة مع دقات القلب Wrinkles in Subsecond Time Perception is Synchronized to the Heart“، التي نُشرت في 2 مارس 2023 في مجلة الفيسلوجيا النفسية Psychophysiology [1] ». أندرسون هو مؤلف مشارك مع إيف دي روزا Eve De Rosa، برفسور في الإكيلوجيا البشرية «CHE» وعميد الكلية في جامعة كورنيل، ومارك ويتمان Marc Wittmann، باحث أول في معهد المجالات البحثية غير المطروقة في علم النفس والصحة العقلية في ألمانيا.

عادةً ما يتم اختبار الاحساس بالزمن على فترات زمنية أطول، عندما أثبتت الأبحاث أن الأفكار والانفعالات قد تحرف احساسنا بالزمن، وربما تجعله يمر بسرعة أو يمر ببطء. ذكرت صادقي وأندرسون في ورقتهما مؤخرًا [2] ، على سبيل المثال، أن رحلات القطارالمُحاكاة المزدحمة بالركاب تبدو أكثر بطأً.

قال أندرسون إن مثل هذه النتائج تثبت طريقة تفكيرنا في الزمن أو طريقة تقديرنا لطول الزمن، وليس احساسنا المباشر به في اللحظة الحاضرة.

لدراسة هذه الاحساس المباشر، تساءل الباحثون عما إذا كان إحساسنا بالزمن مرتبطًا بالإيقاعات الفسيولوجية، مركزًا على التباين الطبيعي في معدلات دقات القلب. يدق جهاز منظم ضربات القلب بشكل مطرد في المتوسط، ولكن كل فترة زمنية بين الدقات إما أن تكون أطول قليلًا أو أقصر قليلاً من الفترة التي سبقتها، كعقرب الثواني يدق على فترات زمنية متباينة.

استفاد الفريق من هذا التباين في تجربة مستجدة. خمسة وأربعين مشاركًا في الدراسة - تتراوح أعمارهم بين 18 و21 عامًا، وليس لديهم سجل تاريخي يبين أن لديهم مشكلات في القلب - أُخضعوا لفحص تخطيط كهربية القلب، ECG، لقياس النشاط الكهربائي للقلب بدقة ميلي ثانية. تم توصيل مخطط كهربية القلب بجهاز كمبيوتر، مما أتاح استخدام ضربات القلب لتشغيل نغمات قصيرة تستمر من 80 - 180 مللي ثانية. أفادالمشاركون في الدراسة ما إذا كانت النغمات أطول أو أقصر مقارنة بطول النغمات الأخرى.

كشفت النتائج عما أسماه الباحثون ب ”التجاعيد الزمانية [التباين الزماني]“. حينما كان طول دقة القلب التي سبقت النغمة أقصر، كانت النغمة المحسوسة أطول. عندما كانت دقات القلب التي سبقت النغمة أطول، بدت النغمة أقصر.

كتب المؤلفون: ”تُبين هذه الملاحظات بشكل ممنهج أن ديناميكيات القلب، حتى ضمن عدد قليل من دقات القلب، مرتبطة بعملية اتخاذ القرار الزماني“ [وهو الذي يُتخذ في وقت ما، ولكن تمتد تبعاته على مدى فترة زمنية لاحقة [3] ].

كما بينت الدراسة أن الدماغ يؤثر في القلب. بعد سماع النغمات، ركز المشاركون في الدراسة انتباههم على الأصوات. ”استجابتهم هذه الموجهة إلى الأصوات“ غيرت معدل دقات قلوبهم، مما أثر في احساسهم بالزمن.

”تُعتبر دقات القلب إيقاعًا زمانيًا يوظفه دماغنا ليعطينا إحساسًا بمرور الزمن“. ”وهذا الإيقاع ليس ايقاعًا خطيًا [أي طول فترة الدقات غير منتظمة] - بل يقصر ويطول باستمرار،“ كما قال أندرسون.

قال الباحثون إن العلاقة بين الإحساس بالزمن ودقات القلب تشير إلى أن احساسنا اللحظي بالزمن متجذر في الطاقة الحيوية [4] ، مما يساعد الدماغ على إدارة الجهد والموارد بناءً على حالات الجسم المتغيرة بما فيها معدل فترات دقات القلب المتغيرة.

وقال أندرسون إن البحث يُثبت أنه في الفترات الزمنية دون الثانية الزمنية طولًا تعتبر قصيرة جدًا لا تكفي للأفكار أو المشاعر الإرادية، يقوم القلب بتنظيم احساسنا بالزمن الحاضر.

”حتى في هذه الفواصل الزمنية التي تتغير بين لحظة وأخرى، فإن إحساسنا بالزمن يتغير“. ”التأثير الخالص للقلب، بين دقة قلب وأخرى، يساعدنا في خلق إحساسًا بالزمن.“ [المترجم: وكأن أحمد شوقي حين قال: ”دقات قلب المرء قائلة له إن الحياة دقائق وثواني،“ لديه هذه الخلفية العلمية].