آخر تحديث: 28 / 3 / 2024م - 4:39 م

4- خاطر حي

محمد أبو عبد الله *

4- خاطر حي

هنا بعضي، هنا شكّي وجهلي
هنا حيث استقرّ الحب قبلي

هنا ظل القصيدة مستراحٌ
لمن عاف الخضوع لأي ظلّ

أنا المسؤول عن قلقي ولكن
أُخِذتُ بواقعٍ ما كان مثلي

كأني أُسمِع الأحداث شيئًا
فتعجزُ أن ترد عليَ قولي

سئمتُ اللجة البيضاء حتّى
اعتزلت دوافعي ونداء عقلي

وكنت إذا أردتُ، أردتُ روحي
مجردةً من العبث المملِّ

وهبتُ شواهد الأيام حسًّا
يوادع فطرتي، ويغرُّ طفلي

فما ألفيت أصدقَ من ضميرٍ
تسائل: "هل أكون شبيه فعلي؟"

وما آنستُ أعظم من دماءٍ
- بعين الله - تعرف أين تغلي

قطعت حبائل الأحياء عنّي
ورحت أسيرُ عن ثقةٍ بحبلي

خطاي ترتب الإحساس زاداً
ولا أختار أين تحط رجلي

وقفت بجانبٍ في (الطفّ)،
يا للحياة كأنها اختُصرتْ لأجلي

عليها تحمل الأفياء لغزاً
سماوياً تنزّلَ دون حلّ

أعدتُ قراءة الأدوار فيها
فأذهلني التمسك والتخلّي

وأحسست انعدام الوقت لمّا
هجستُ مخاوف الأطفال حولي

يراقبها (الحسين) وفي يديه
يهدهدها على عجلٍ ومهلِ

أبٌ لبس الهموم وقال: ربي
رضيتُ بما حملتَ عليه أهلي

فخذ يا رب ما يرضيك مني
خذ الأيام خذ بعضي وكلّي

خذ الأصوات من رئتي وقلبي
خذ الأحلام من أنفاس طفلي

هنا وقف (الحسين)، وكنت أرجو
لو ان الوقت لاحظ فيَّ شكلي

ومكنني لأدركَ ما تراءى
كأن المستحيل عليَّ يملي

أيعقلُ أن يكون الحب وحياً
تجاوز شكل واقعهِ الأجلّ

ويعطي (كالحسين) بلا حسابٍ
ربيعَ العمر من صبرٍ وبذلِ