آخر تحديث: 28 / 4 / 2024م - 8:57 ص

زوايا أسرية 25

محمد الخياط *

سنبحرُ معاً في موضوع كان في وقته ملح ٌوذو أهمية كُبرى، يُشعرك وأنت تصيغ عباراته تحتاج إلى الكثير من المعرفة الاحترافية والمصداقية في تقيم وضع الزوجين، دون أن تكون حساسية الموضوع مؤثرة على رأيك الشخصي، على الرغم من بشاعة الفعل الذي جعل الفتاة تعيش في مهب الريح والضياع لمفاهيم لم يدركه عقلها لصغر سنها.

السادس من أبريل 1990م

خمس سنوات عجاف لزواج «قاصر» بين ترغيب وترهيب عصفت بها الحياة، فأنتج ذلك الاضطراب الوجداني لحالة نفسية تتصف بشدة التغيرات المزاجية المستمرة، ومنها الاكتئاب والقلق والوسواس، علاجها وصف بالسلوك المعرفي وهو نوع من العلاج النفسي يهدف إلى تغيير الأفكار والمشاعر والسلوكيات السلبية التي تؤثر في حياة الفرد وعلاقاته.

جسدٌ بلا روح

لسنوات وهم يُقيدونني بكلمات لم أجد لها مبرراً غير كسر الخواطر والحرمان من الحياة الكريمة، وكأنه قدرٌ كتبه الباري عز وجل وتعالى الله عما يصفون، فأذاقوني المر وخيبة الأمل والإحباط المستمر لشدة التغيرات المزاجية، فلازمني المرض المشخص من قبل الأخصائية بالاضطراب الوجداني للقلق والاكتئاب والوسواس لكثرة العتاب والاتهامات بالتقصير، وازداد الأمر سوءاً للإهمال في جميع جوانب الحياة والخداع والسلوك العدواني والأذى النفسي، حتى أصبحتُ تائهة بين ما كان وما سيكون.

أهلي لم يكونوا على صواب ولا ذي رأي سديد، وأنا لم أكن مدركة لما يحيط بي لصغر سني، وليس هناك من يرشدني ويمسح ألمي، ويساندني في حزني، ويقف إلى جانبي، وينطق بالصواب عند سؤاله!!

نعم هو جبرٌ مع طعم مرارة الفقر واليتم الأبوي وزوج أُم غير رحيم، يده قبل لسانه كلماته وحشية معيبة مبكية وشتائم بأقدح السباب، ما بين ترغيب وترهيب كان السقوط والقبول بالزواج من رجل يكبرني بضعف عمري، دون أن ينتشلني أحد، ويزيح الغشاوة والأشواك عني، مع أني أعيش حالة الغريق الذي يبحث عن النجاة لكني سرتُ في طريق لم أجد من ينتظرني وما ينتظرني إلاّ صياد يقتات على الأزمات التي يختلقها بالتسلط والقهر ليسعدُ بتعذيب فريسته، وتعكير صفو حياتها لبواعث شهوانية دون وازع ولا ضمير، يهمز ويلمز ويجرح ويحرق كل من يقترب منه، لا يعرف للحوار والمحبة والمودة والعطف واللطف عنواناً، ولا لقيم السماء مكاناً في قلبه وسلوكه، ولا ينبغي أن يغيب عنا، أنه لا يقيم وزناً بين الحق والباطل، معتداً بنفسه آثم في سلوكه، لم يقلع عن آفة سوء الخلق وما حرم الباري، متعمداً مبدداً للمال في سفره والتفريط في حقي وحق أسرته.

أضج مضجعي:

أحاطني بضغوط الحياة وأعبائها، جعلني مكسورة الجناح، حزينة دون طموح يُذكر، أُطأطئُ رأسي عند كل حدث لعنفه الذي لا ينتهي، عشتُ معه خمس سنوات من الكآبة والإحساس بالبؤس وتدهور الحالة النفسية والهزال الجسدي جعلني في مهب الريح، دون أن يكون هناك قريب أو بعيد يضع سياجاً واقياً قوياً يدفع عني بكلمة صادقة وموقف إنساني جريء يقرأ حكايتي، ويمسك خيوطها دون إقحامي في ارتداء قناع الكذب وقول الباطل وصراع التحديات، وإن كان هناك ما يدعو للإصلاح، لا بد أن يُبنى على أسس، ويضع لها قواعد قيمية أخلاقية ذات مصداقية مع أهمية أن يكون الوسيط جهة رسمية يقرُ بها الطرفان، ويلتزمان بالحضور للمعالجة النفسية مع الأخذ بعين الاعتبار أن التفريق هو أحد الحلول.

قل طفلة قاصر.. هدمت وأهدمت أحلامها

قل طفلة مغررٌ بها.. بين ترغيب وحرمان

خُدعت لفقرها.. فدُمرت حياتها

قبلت بجهلٍ على جرم ٍ كانت تعتقده السعادة والحب والعطاء والمال والملبس والمأكل والفرح والسفر..

آه آه لجهلي وتجهيلي ويتمي وصغر سني

آه آه من غادرٍ ومغدورٍ بها

آه آه لظلم المحيطين بي

آه آه لشدة وحشتي ووحدتي

شكوت ظالماً فكانت شكواي مذلة

رجوت مخلوقاً فكان رجائي مهانة

طلبتُ قريباً فأغلقت الأبواب موصدة

في لحظة تأمل الذهن، في جوف الليل تذكرت قول إحدى الصديقات القريبة لي قولها وهي تسألني:

*كيف أقنعوك أنك أصبحتِ فتاة كبيرة وعليها القبول بالزواج وأنت في الرابعة عشر من عمرك؟

لماذا هذا السكوت! وهو يستنزف طاقتك، ويتركك وحيدة تصارعين زلاته، وتعيشين الأسى الذي يدفعك إلى حياة سوداوية لشدة الصدمات والتهميش والعنف والسلوك غير السوي، والحرمان من الأمان النفسي والتهديد المستمر بالانفصال الذي أفقدك حالة الطمأنينة والاستقرار، ولم يصن مشاعرك، فالأسى كل الأسى لمن ملّكتِه نفسك ولم يصنها، بل القسوة واللوم عنوانه.

*من أخبرك أن الصبر على تنمر زوجك هو الحل؟

خدعوك بحق يراد به باطل، فليس صمتك هو طاعة للرحمن..

*لماذا أصبحت قاعدتك القناعة كنز لا يفنى وقناعة زوجك هو ضربٌ من الخيال؟

*متى كان الظلم والقهر والفسق والجهل عنواناً للصبر على الزوج يعدُ من واجبات الزوجة؟!

*من قال عليك أن تديري ظهرك لآلامك والظلم والضيم والسكوت خوفاً أن يوصموك ويضعونك في قوالب تحت عناوين مختلفة؟!

جاهلة معاندة متمردة لا تفقه العلاقة الزوجية، غير مؤتمنة على نفسها مطلقة، هذه الصفات وغيرها يدركها هو والمحيطين بأنهم غير منصفين معها، ويمارسها مع القاصي قبل الداني والجميع يشتكون تنمره اللفظي وعنفه الجسدي يفتقد للمشاعر والضمير المحاسب للنفس.

نعم هو ذلك يا أختاه

لم يكن يوماً الحضن الدافئ

أنفاسهُ تشعرك بالخوف

الأنا عنده متضخمة

لا ينوي أن يسدل الستار على سلوكياته التي أدركتها بعد أن نفذ صبري، واقتربتُ من حافة الهاوية وأنا في التاسعة عشر من عمري، قلق واكتئاب من الدرجة الأولى وعزلة عن الناس وطفلان يشكو الجوع العاطفي الأبوي، وقابلية الطلاق والطرد من البيت بين قوسين، هذا غيض من فيض وما خفي كان أعظم في مسيرة حياتي معه خلال خمس سنوات عجاف،

أفقدني هذا الرجل كل سبل الحياة الكريمة والاطمئنان النفسي والجسدي والسمعة بين الناس التي سببت لي صدمة كبرى جمدت الإحساس بما يدور حولي، فأصبحت على غير ما يرام، فكلما حاولت أن أضم دموعي بين أهداب عيني، وأتجلدُ صبراً يحدث ما لا يُحمد عقباه، ممن يسمي نفسه زوجي، فيجعلني أحوم في دائرة الهموم والكراهية التي تفوح منه كلما تحدث أمامك تعلم أنه كاذب ومخادع وبعيد عن كل ما أمر به الباري من عبادات وأخلاق وقيم.

سلوكياته سامة يصطاد ويقتات على الزلات، وإن كانت متناهية الصغر، كلماته تعصف بي كقارب صغير في وسط الأمواج والأعاصير، وكلما اشتد الصراع مع زوجي جعلني أخاف منه أكثر وأحياناً كثيرة ألوذُ بنفسي، وأتجمدُ ساكنةً في إحدى زوايا غرفتي محتضنةً أطفالي خوفاً من قسوته وعنفه الجسدي، وأصرخ بصوت غير مسموع وهو لا يفهمني ولا يعرف أني أصبحت مدركةٌ ما هو عليه، ولن يتمكن من ثني بعد هذا الانكسار وكثرة الحواجز، ولن تكون هناك أبواب مشرعة له بعد اليوم من الاستمرار والإجابة على التساؤلات من أي شخص كان، لا سيما بعد أن اتضحت الرؤية، وإن كانت مؤلمة أمام عائلته حين أخبرتهم أن حياتنا وصلت إلى طريق مسدود والطلاق هو الحل، والجميع يعلم أن استمراري للفترة الماضية لم يكن الأمر سهلاً أبدا، والاستمرار كان للخوف من الوحدة وعدم وجود ملاذ، واليوم أدركت أن حضانة الأبناء ستكون عندي لصغرهم ولسوء أخلاقيات والدهم وعدم أهليته، وهناك جهات أهلية وحكومية داعمة لمثل حالتي بالمال والسكن كالجمعيات الخيرية والضمان الاجتماعي وأهل الخير ومراكز الإرشاد الأسري والنفسي وأنا كذلك سأبحث عن عمل في إحدى الروضات على أن يكون أبنائي دراستهم هي مقابل مبلغ الراتب.

الإيميل

وصلت هذه الرسالة عبر إيميل الأخصائية النفسية، وكانت تحمل عنواناً غريباً يشدُ فضولها فتحه قبل الايميلات السابقة، وهي تقرأ الرسالة المعنونة «جسدٌ بلا روح» وكأن صوتها وصراخها يخرج من بين السطور دون توقف، فقدت الشعور بمن حولها، كلماتها مبعثرة محبوسة في صدرها غير قادرة ببوحها، وليس هناك من يحتضنها، هذه الأفكار كانت ذات سطوة على مسيرة حياتها.

رد الأخصائية الأول

شكراً لتواصلك الذي يعد بادرة جيدة، وقفزة في الوعي بأهمية طلب الاستشارة النفسية والزوجية للمساندة في الرأي، ونحن لن نقصر حين تحضرين للاستشارة ولأننا جهة مرخصة نلتزم بالأمانة العلمية والسرية والخصوصية والهدوء والراحة ومعالجين أكاديميين وكفاءة وخبرات، سيسعدنا تقديم كل ما هو ممكن لإنقاذك مما أنت فيه ومعالجة هذه الأبعاد كلاً منها مجتمعاً ومنفرداً بذاته..

أولاً: معالجة حالة التصدع النفسي للاضطراب الوجداني قلق، اكتئاب، وسواس.

ثانياً: معالجة حالة الصراع الزوجي لخمس سنوات عجاف لصغر السن «قاصر»، رواسب الإجبار على الزواج، الغش والتدليس والعنف والحرمان وممارسة ما ينافي قيم السماء وآدمية الإنسان.

ثالثاً: معالجة حالة التوجس والخوف من الحاضر والمستقبل الذي نحتاج الكثير فيه من المصارحة مع أنفسنا ومراجعة أفعالنا، لكي نتحرر فيها من الماضي بفعل المضارع المستمر، حتى يستقر في ألاّ وعي، ويصبح في منظومتنا وقيمنا وأخلاقنا التي حجبت في زوايا ودوائر لا حدود لها لسلوكيات جثمت على النفس والجسد والعقل والضمير لزمن، حتى أصبحت نتائج الصراع مع الذات والمحيطين بها،

وما أنتِ عليه ليس حدثاً عابراً، بل هو نتاج بيئة تربوية لتقاليد وعادات نُسجت عبر الزمن جعلت ضعفاء النفوس من الرجال يستضعفون المرأة وأعمالهم المُشينة مبررة أحياناً بتوجيه السهام للمرأة واتهامها بالتقصير، متناسين أنك كنت قاصراً، ولم تدركي معنى الحياة الزوجية، وأنجبتِ طفلين وصبرتي خمس سنوات على الضيم والعنف وسوء الخلق.

اليوم أنتِ تمرين بأيام سيئة لوضعك النفسي كما وصلني وصفك مع زوجك.

مرة أخرى أؤكد لكِ أهمية حضورك للاستشارة للخروج من النفق المظلم إلى دائرة أوسع، وسيكون رأي المعالجة هو الفيصل لقراءة المواقف والحلول التي ستضعها لمستوى التوقعات وإدارة التفاعلات والانفعالات وفق تخصصها بعيداً عن الإغراق في فتح ملفات قديمة لا تخدم العلاج السلوكي المعرفي لبناء مستقبل وإعادة الثقة بالنفس للخروج من حالة القلق وإكساب مهارة إدارة الأزمات الحالية والمستقبلية؛ ومن ثم معالجة المحور الرئيسي من التفكك والخلاف الزوجي عبر جلسات سلوكية معرفية لكلا الزوجين مع الأخصائية النفسية والمستشار الزواجي.

الإيميل الثاني

إجابة بالعبارات المقتضبة:

نعم سأحضر الجلسات الخاصة بي أولاً وإلى أبنائي ثانياً أو متلازماً.

حالتي با اختصار هي:

مرحلة النمو «بائسة»

حرمتُ أن أعيش طفولتي ومواصلة تعليمي وتشكيل هويتي وفق بُعدها العقلي والجسدي والمعرفي والعاطفي والاجتماعي ومفهوم الذات وحقوقي الإنسانية والزوجية للفقد الأبوي والجهل والفقر والحرمان العاطفي لعنف زوج أمي.

مرحلة النضج

في حالة ظلام وانحدار وتدهور مستمر لعدم القدرة على اتخاذ القرارات المصيرية بتناقضاتها المختلفة دون التوافق بين الوظائف العقلية والجسدية والفسيولوجية والروحية والاجتماعية وزوج فقد الرحمة يعيش خارج إطار الأخلاق والقيم.

مرحلة الاستقرار

تعصف بي وتقتحم مشاعري وتحرمني الاستقرار وحالة التأقلم والطمأنينة المفقودة لحالة الحزن والحقد والضغينة وتدهور القلب والروح وانعدام المحبة والمودة من المحيطين بي، حتى أصبحتُ أشك أنني في حالة سوية لتزايد الضغوط والاضطرابات النفسية المؤلمة والخطيرة للخوف والدعر للأفكار والمشاعر السلبية التي جعلت مني أعيش حياة لا دافعية لها، ولا ظل يشخصها ولا لون يميزها ولا تشم منها رائحة الحاجات الإنسانية ومع مرور الزمن لم يكن هناك أمان ولا شعور بالتقدير والاحترام والعفو، ولا التفكير في بناء الأحلام والآمال، لأن الظروف المحيطة كانت تقف حائلاً لوصول بناء الشخصية وتحقيق حاجاتها من النمو والموازنة بين العلاقات الشخصية والأسرية والأصدقاء والحاجات النفسية والجسدية والروحية والمادية والاجتماعية.

الأخصائية

الشكر والتقدير لثقتك بنا وتواصلك وصراحتك وأعلم أنك تعيشين حياة ضاغطة خلال السنوات الماضية، لكن الأسوأ من ذلك البقاء فيما أنتِ عليه.

أبريل 1990م

في السادس من أبريل 1990م كان القرار.. وصلت عند العاشرة صباحاً مكتب الأخصائية النفسية، جلست عند أول كرسي تتحدث دون سؤال المعالجة، صوتها لا يكاد يُسمع، تتصبب عرقاً، كلماتها لا تفقهها بين خوف وبكاء، تتبعثر الأولويات، ولإنسانية المعالجة وكفاءتها، ولما تعيشه المسترشدة من إعصار وبؤس جعلتها تحلق دون تقييد لتحقيق مستوى عالٍ من الألفة والتواصل.

استمر الحال عشرون دقيقة، وهي تردد هناك معوقات وصعاب وعقبات وقفت في مسار حياتي، ولم تكن هناك خيارات للاستعانة بأحد لينهض معي، ويساندني لكثرة التحديات والقصور في إمكانية مواجهتها، واليوم شعرت بأن إحدى الجهات القيمة تحظى بقبول ومصداقية، وفيها من الكفاءة ما يجعلني أقدم على هذه الخطوة وبتشجيع من أحد المراكز الصحية وصلتُ اليوم هنا.

إعادة الشكر والتقدير لخطوتها التي ستكون هي المسار على أن يكون الحديث والأفكار التي تطرح في دائرة الصراحة والخطة العلاجية ستكون وفق مسارات متسلسلة: _

1/ تحديد إطار لنوعية المشكلة

2/ وضعها في مفهوم

3/ مراحل نموها وتطورها وحلها في حدودها المعينة

4/ وضع خيارات مختلفة ومتعددة يغلب عليها طابع المرحلية، وهو ما يفضله في العادة المسترشد مع مراعاة أن لكل مشكلة فترة زمنية، وأهداف بعيدة المدى حسب مقتضيات الموقف والحالة.

5/ يعتمد تشخيص المعالج على المسترشد ومعاناته وصدقه والاستمرار في الجلسات النفسية وما يظهر عليه من أعراض وانفعالات مع مراعاة الدوافع والمبادئ والمعتقدات والأخلاقيات وعدم التجاوز من قبل المعالجة والمسترشدة

6 / وضع الخطة العلاجية في إطار زمني بقدر الإمكان

7/ تفصيل الخطة العلاجية وفق حالة المسترشد، وليس هناك دائماً ما هو صالح للجميع، مثل الدواء يصفه الطبيب وفق حالة المريض وما يظهر عليه من علامات تشخيصية سريرية ومخبرية.

الأخصائية

أستميحكم عذراً حين نقف في السطور القادمة، وأنتم تبحثون عن ما آلات إليه الحكاية، ولا تجدون كل الحلول، والسبب في ذلك أن عامة الناس تتمتع بقدر من الإرادة، ويحول بينها وبين التراجع والاستسلام خيط رفيع لوجود عناصر مؤثرة ومثبطة تحيط بك، وتثنيك عن إصرارك في تحقيق ما تصبوا إليه، هذا ما حدث مع هذه المرأة حين أصبحت في حالة جيدة بعد عدة جلسات يمكننا الجزم أنها امتلكت الثقة بالنفس بعد التأهيل النفسي وشعر الزوج بذلك، فقرر عدم حضوره ومنع الزوجة عن الاستمرار في حضور الجلسات العلاجية لاسيما أن الأخصائية لا تملك سلطة التواصل معه، انقطع الأمر وإن كان مُبدئ استعداده في بداية الأمر حضور الجلسات، إلا أنه كما أشرنا مضطرب الشخصية، حدي المزاج، عديم الالتزام بالقيم وحسن التواصل.

لن نقول انتهت حكايتنا، إنما ننتظر لعل الله يحدث بعد ذلك أمرا، وتكون النهاية أفضل لبناء علاقة وجدانية، حين يقبل حضورهما لمعالجة أبعاد الخلاف الزوجي المتأزم، لكثرة العنف والخداع والشقاق والصراع وإغلاق الملفات الحادة، أو يكون أحد الخيارات الجادة الطلاق لمثل حالتهما.

قال تعالى ﴿الطَّلَاقُ مَرَّتَانِ فَإِمْسَاكٌ بِمَعْرُوفٍ أَوْ تَسْرِيحٌ بِإِحْسَانٍ وَلَا يَحِلُّ لَكُمْ أَنْ تَأْخُذُوا مِمَّا آتَيْتُمُوهُنَّ شَيْئًا إِلَّا أَنْ يَخَافَا أَلَّا يُقِيمَا حُدُودَ اللَّهِ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا يُقِيمَا حُدُودَ اللَّهِ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِمَا فِيمَا افْتَدَتْ بِهِ تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ فَلَا تَعْتَدُوهَا وَمَنْ يَتَعَدَّ حُدُودَ اللَّهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ [البقرة: آية 229]

إضاءة أمل

تم إقرار المادة التاسعة من الأحوال الشخصية العام 1443 هجرية

يمنع توثيق عقد الزواج لمن هو دون «ثمانية عشر عاماً» وللمحكمة أن تأذن بزواج من هو دون ذلك ذكراً كان أو أنثى بالغاً بعد التحقق من مصلحته في هذا الزواج، وتبين لوائح هذا النظام الضوابط والإجراءات اللازمة لذلك.

كاتب سعودي ومدرب في شؤون الأسرة