آخر تحديث: 29 / 4 / 2024م - 1:36 م

العباس رمز الإخاء والإباء

عبد الله حسين اليوسف

في يوم السابع من محرم في كل سنة تأتي ذكرى رمز الأخوة الصادقة والوفاء، وكأننا في عهد مع الأخوة، وكيف قدم أبو الفضل العباس بن علي ابن أبي طالب والإمام الحسين ذلك، وكيف رافق أخاه الإمام في رحلته من المدينة إلى كربلاء، وكان نعم الأخ والناصر والمعين يسير بسيره ويأتمر بأمره ولا يعمل خلاف ذلك طبق عقيدة الإمامة وهي من أصول الدين، واتبع إمامه بمعرفته وعلمه وفقهه.

«نافِذَ البَصيرَةِ صُلبَ الإيمانِ».

كان الإمام الحسين بانضمام أبي الفضل إليه ضمانا لنجاح ثورته ورمزا للبطولة وأعطاه اللواء وقيادة الجيش واتحد معه في كل قرار وموقف فكان له دور كبير في رعاية وكفالة السيدة زينب، الأخت الكبرى والغالية مخدرة آل محمد حيث كان هو الكفيل والناصر والمعين لها.

كان الجيش الأموي يحسب له ألف حساب من الشجاعة والقوة والبسالة.

ولهذا حاول الجيش الأموي إعطاءه الأمن، ومحاولة إعطائه منصبا في الجيش ومكافأة مجزية؛ لترك أخيه، وقصم ظهره كما عبر الإمام الحسين : العباس عنوان الإخوة.

لا عجبًا في ذلك حين قال: ”الآن انكسر ظهري.“ عند استشهاد العباس حيث جسّد العباس بتضحياته قمّة الشجاعة والولاء والإخلاص لأخيه الحسين .

إن سر خلود العباس لمعرفته بإمامه، ودوره الكبير في سقي الماء، وجلب الماء من تحت سيطرة العدو، وكيف كانت حملاته العسكرية التي يفر منها العدو.

يعتبر كل من سقي الماء أو تقديم هذه الخدمة إلى المؤمنين والمؤمنات هي اقتداء بالعباس ، ولنا في أحاديث أهل البيت منها:

1/الإمام زين العابدين : ”من سقى مؤمنا من ظمأ سقاه الله من الرحيق المختوم“.

2/ الإمام الباقر : ”إن أول ما يبدأ به يوم القيامة صدقة الماء“.

3/رسول الله ﷺ: ”إذا كثرت ذنوبك فاسق الماء على الماء“.

4/ما ينبغي للساقي - رسول الله ﷺ: ”ليشرب ساقي القوم آخرهم“.

5/ عنه ﷺ: سيد القوم خادمهم، وساقيهم آخرهم شربا.

ونكتسب من شخصية العباس الشخصية الإيجابية وكما قيل: «اعملوا فكل ميسر لما خلق له»:

1- النزاهة.

2- الصدق.

3- الولاء.

4- الاحترام.

5- المسؤولية.

6- التواضع.

7- الرحمة.

8- العدالة.

وهذه لا تحقق إلا أن يكون فكرك وعقيدتك مبنية علي هدي محمد وآل محمد . وما قدمه القرآن الكريم وما تحمل الآيات من رشد ووعي وهدى.

علينا الابتعاد عن التشاؤم والأمراض النفسية الأخرى والتحصن بقراءة القرآن الكريم والدعاء وقراءة سيرة أبطال كربلاء ومثل سيدنا العباس الذي كان ولا يزال نبراسا للتضحية والإيثار عندما رفض شرب الماء وهو كما يقال كبده كاللظى تعتصر الألم لكن همه أن يسقي أطفال أخيه ووعد لهم بجلب الماء، وحتى عندما أصيبت القربة بالسهم هنا وقف وكأن السهم أصيب في قلبه ووعيه، وهنا تحير ليس لي إلا أن تعرج روحي فداء لمن دافعت ورفعت رايته.

وهنا قال أخي حسين عليك مني السلام ليقدم له العذر.

كربلاء لا زلت كربا وبلاء...

قال الشاعر عبدالله جعفر آل إبراهيم في ديوانه الذكر الخالد.

إما الحياة بعزة وكرامة

خلف الذي رب الخلائق أمره

حتى يكون كما أريد أو الفنا

فالعيش دون كرامة ما أحقره