آخر تحديث: 28 / 4 / 2024م - 8:57 ص

الإمام الحسين (ع) الغاية والهدف

أحمد منصور الخرمدي *

ونحن ما زلنا نحيي أيام عاشوراء الإمام الحسين، والتي لا تنتهي بوقت ولا بزمن، نقف على سيرته العطرة واشتياقه وأصحابه للشهادة حبا في لقاء الله تعالى، أرخصوا كل غال ونفيس، وسطروا المواقف الإيمانية والملاحم البطولية سلام الله عليهم أجمعين في نصرة الإسلام ورفع كلمة الحق والعزة والكرامة.

هنا تأتي خلاصة الغاية والهدف فلا يوجد في خلده سلام الله عليه، أي شيء دنيوي أو شخصي، غير ما أراده الله له في الشهادة والخلود، وذلك ما قاله له جده رسول الله ﷺ ”أن لك درجات عند الله لن تنالها إلا بالشهادة“ ومن معالم معركة كربلاء المقدسة هو الجانب الإنساني والأخلاقي الرفيع بما في الكلمة من معنى، والتي تتجسد في عدة مصاديق أبرزها، الوفاء والإخلاص والتضحية والفداء والغيرة والمبدأ وكلها قيم حث عليها الإسلام ودعى لها وقد جسدها أبا عبد الله الحسين وأصحابه الأوفياء يوم عاشوراء.

الإمام الحسين وفي أول لقاء عسكري مع العدو قال لأصحابه اسقوا القوم ورشفوا الخيل ترشيفا، حينما رأى بأبي وأمي، عدوه يعاني من العطش بل إنه سلام الله عليه سقى أحد أعدائه وهو علي بن طعان المحاربي الذي كان من الذين مارسوا العسف والاعتداء على جسد الحسين الطاهر.

هذا النقاء من سيرة الإمام الحسين يعتبر حجر الأساس في هذه المعركة التي سطرها التاريخ، حتى أن الإمام الحسين قال لأصحابه ”إني أكره أن أبدأهم بقتال“ بل مارس الوعظ والإرشاد لمنع القتال.

فمضى يوقظ الناس للرشد
وهم في كرى الظلال رقود

وفي المقابل نجد الطرف الآخر يجسد كل أنواع السلبية والجريمة النكراء والاعتداء والخروج عن القيم والمبادئ لدرجة أنهم بعد قتل الحسين قاموا بأبشع الصور وأعنف الأفعال، اعتدوا على الأجساد الزكية وسبوا النساء وحرقوا الخيام وشردوا الأطفال وكلها أعمال غير أخلاقية ولا إنسانية حرمها الله عز وجل ونهى عنها رسوله ﷺ، حتى أنهم لم يتورعوا من ذبح رضيع لا ذنب له ولا جرم، بل قام قوم منهم بنبش قبره ونحره لاقتسام الرؤوس وهي أكبر جريمة عرفتها البشرية حتى الآن، فأي عقيدة وأي إنسانية هذه!!

إن هذا النقاء في هذه القيم والمبادئ الذي يمثلها أبا عبد الله الحسين وأصحابه هي المنارة لنا والمنهج الصحيح لتنظيم الحياة في الوقت الحاضر في ظل تداعي الأمم وتكالبها واندفاعها على إغراءات دنيوية ومادية رخيصة وهي نفس المبادئ التي مارستها عنوة تلك الأنفس البشرية الضالة قتلة الحسين وأصحابه.

هذه الرسالة التي رسمتها كربلاء الحسين، تمثل حاجة أساسية للأمة قاطبة في هذا الوقت، ونحن ننشد المستقبل الأفضل، هكذا هو الإمام الحسين، حدث تاريخي ونموذج يرسم مستقبل البشرية جمعا، وتجمع عليه الفرق والأديان والمذاهب والتوجهات، لذلك فالإمام الحسين، عليه أفضل الصلاة والسلام سيرة عطرة لا يتوقف شداها على ممر العصور.