آخر تحديث: 27 / 4 / 2024م - 2:29 م

مُخدّرات التّقنيّة الحديثة

ليلى الزاهر *

يطرق الناسُ مجالس أبي عبدالله للعبادة وللدعاء، والاستماع للوعظ والإرشاد الدينيّ لذلك يختار الخطيبُ الدينيّ المباحث المُهمة التي تُحقق أكبر فائدة اجتماعيّة ممكنة لجميع الناس، وتُحقق ربحا فكريّا للمستمع بمجرد المرور العابر على كلماته.

ويحقّ للخطباء التّنافس بالمحتوى المُقدّم في عاشوراء الحسين للارتقاء بالثلّة المؤمنة من خلال التأثير المنطقيّ على كافة المستويات الفكريّة

وخير ماتطرّق إليه خطباء المنبر الحسينيّ هذا العام الحقوق الواجبة على الوالدين تجاه الأبناء لاستمرارية الحياة وديموتها بصحّة روحيّة؛ ويأتي على رأسها التعامل الحذر مع الأجهزة اللوحيّة، فمن الأمور المهمة لتنشِئة طفل متوازن نفسيًّا تحديد أوقات معينة لجلوس أطفالنا أمام تلك الأجهزة الإلكترونية، والألعاب المُدمّرة لعقولهم الغضّة والتي نستطيع وصفها بمخدرات التقنيّة الحديثة.

فنحن في زمنٍ نرثي فيه القيم الإنسانية وتعاليم الإسلام مما يجعلنا نعيش الخوفَ والهلع على مستقبل أطفالنا، بسبب وجود تلك الألغام التي تعترض طريقهم حتى في برامجهم الخاصة.

إننا في زمن التحديّات والعولمة، نركبُ أمواجا مُتقلّبة نخشى أن تخدعنا بمظاهرها البرّاق مما حدا بالخطيب الحسينيّ إلى القول:

كنا من قبل نتحدث مع الناشئة عن المستحبات وعن صلاة الليل وأهميتها، أما اليوم يكفينا أن نتحدث عن أداء الصلاة الواجبة، فالكثير من الآباء يشْتكُون من أولادهم الذين يتهاونون في أداء الصلاة أو يؤدونها مجتمعة في وقت واحد، أو يعمدون إلى تركها نهائيّا.

إنّ شهر محرم الحرام موسم ثقافيّ، اجتماعيّ، دينيّ، ينتهز فيه الخطيب الفرصة الملائمة لعرض قضايا المجْتمع المهمّة، وتتصدرها قضية التربية في زمن أصبح لدى الوالدين شركاء في التربية لاحصر لهم

وانطلاقًا من قناعتي بأن الأم والأب هما المسؤولان عن الدفاع عن أبنائهم كان أمرًا ضروريًّا إظهار الحبّ للأبناء والبعد عن العصبية والتشدد في تغليب رأي دون آخر.

فحبّ الأبناء والاقتراب منهم هو الخطوة الأولى لكسب ودّهم، وزرع الثّقة في نفوسهم تجاهنا.

ومما يدعونا للقلق على مستقبل أطفالنا تفاقم المصائب الإلكترونية يوما بعد يومٍ، وتجديدها بأساليب ثعبانيّة وحِيل ثعلبيّة. فمنذ يومين تمكّنت شرطة المنطقة الشرقية من القبض على مواطن أنشأ قناة إلكترونية في أحد تطبيقات التواصل الاجتماعي لنشر مقاطع إباحية للأطفال، وقد تمّ اتخاذ الإجراءات النظامية بحقه، وإحالته إلى النيابة العامة.

إلى الله تعالى نبتهل أن يحفظ أبناءنا من كلّ سوء، ويبصّرهُم بجميع الطرق الملتويّة التي تحاول استدراجهم نحو مزالق خطِرة.