آخر تحديث: 29 / 4 / 2024م - 1:36 م

المرحوم الحاج يوسف البحراني في ذاكرة أحبابه

عبد الله حسين اليوسف

همسة:

مؤلم أن تكون حياتك كلها من تأليف الآخرين، يجب أن تؤلف أنت كتاب حياتك.

المرحوم الحاج يوسف البحراني «رحمه الله» كانت حياته في الدمام مملؤة بالعقبات والكفاح في جمع المال واستقرار حياته من الكفاح.

وبعد أن طال به العمر تفرق بين بيته والمسجد ومجالس القراءة، تداول الأسهم حتى إنه تخصص في شركات معينة، فإذا سأله أحدهم: أي شركة اشتري من الأسهم المطروحة يقول: لك عليك بالشركات الرسمية التي لها أصول مالية وحالتها مستقرة من سنين.

وعندما تدخل مسجد العنود «مسجد الإمام الحسين» تجده يعرف القادم إليه القريب الذي لم يكن من المصلين، ومن سكان المنطقة، ويحاول التعرف عليه ونصحه في أي معلومة يريدها.

وكان يرشد الآخرين إلى أي خبر جديد، ولديه شبكة معلومات عن أي حدث جديد قبل «الفيس بوك» والرسائل «SMS» أو «الواتس آب» وبعد ذلك الصحف الإلكترونية التي أنشأت على الشبكة العنكبوتية في تلك الفترة. وبعد ذلك اختفى البعض، أو تحول إلى صحف أخرى أو أخذ موافقة رسمية مثل الآن صحف لها استراتيجية واضحة في خدمة الوطن والمواطن ونشر الأخبار المحلية أكثر مصداقية وموثوقية.

وكان أيضا يهتم ويرشد الشباب نحو العمل والدراسة، ويفرح من يكمل دراسته ويحصل على شهادة علمية.

احتضن الشباب وفتح لهم أبوابا كثيرة ودعم أي مشروع في المنطقة دعما ماديا ومعنويا وله مواقف في جلب رجال الدين ودعم أي مشروع في المنطقة، ويتكلم معهم بتوجيه كلمة لدعمهم.

كان شخصية مميزة بدون لبس العقال، ودائم يبتسم ويتحدث كل من يراه وكأنه يعرفهم من زمان.

له مواقف كثيرة في أوجه الخير من الصعب إحصاؤها بسب الكتمان والسرية وصدقة السر التي يقدمها في كثير من الأحيان.

بيته الذي احتضن الشباب ودعم الأنشطة الاجتماعية والثقافية من دعاء كميل ليلة الجمعة، وعقد المحاضرات والندوات والاحتفالات وبرامج الشبابية. وانطلاق رحلات العمرة والزيارة للمدينة المنورة.

كان يقف على استقبال وتوديع الشباب، ويتابع أخبارهم ويطلب التواصل الدائم، ويقف على أي صعوبة تواجههم حتى يقدم لهم النصح.

كان نادراً ما يغادر الدمام كأنه الحارس الأمين على المسجد والمجلس. كان ينتقل من بيت إلى بيت على رجليه لم نره يقود سيارة قط، لكن الجميع تحت أمره، ويحب أن يكون معه ويفرح عندما يقبل الركوب معه؛ لأنه يفتح قلبه له ويعطيه معلومات وأخبار أكثر مصداقية وأحداث كل ما جرى في المنطقة.

أصيب ومرض، وتنوم في مستشفى الدمام المركزي، ورحل إلى الآخرة وكأنه حلم جميل لم يكن يصدق ذلك لأن الكل يحبه، ويعشقه وخصوصا الشباب الذين اعتبروه عما وأبا روحيا في كل موقف ومرشد وخير معين.

نحتاج إلى عمل لقاء مع من عاش معه من بداية وصوله إلى الدمام حتى يوم رحيله حيث الجميع من تسأله عنه يثني عليه ويقول لك: رحمه الله وله يد بيضاء في عمل الخير.

نعم المؤمن العابد والشكر لمن يقدم الود والمحبة، ولا يحقد ومن يريد الخير له ولمن حوله.

روي عن الإمام السجاد : لقد استرقك بالود من سبقك بالشكر.

‏يقول الشاعر:

وما الدهرُ إلا جامعٌ ومُفرقُ

‏وما الناسُ إلا راحلٌ ومُودعُ

‏فإنْ نحنُ عِشْنَا يجمَعُ اللهُ بيننَا

‏وَإنْ نحنُ مُتْنَا، فالِقيامَة ُ تَجمَعُ

تعود الذكرى السنوية للمرحوم الحاج يوسف محمد البحراني «رحمه الله» الذي توفي في يوم الأحد 1435/01/21 هجري وكأنه حي بيننا، ولم نشعر برحيله وفقده. في كل سنة نقف على باب منزله على فتح نافذة على تاريخ وفاته صلة ومحبة وتقديم الشكر والتقدير والاحترام لكل جهد بذله.

وصعب رحيله على من عاش ردحا من الزمن ورآه وتعرف عليه واستفاد منه واستمع إلى حديثه.

واستفاد من الأنشطة التي عقدت في منزله رحم الله من يقرأ سورة الفاتحة قبلها وبعدها الصلاة والسلام على محمد وآل محمد.




التعقيبات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
التعليقات 1
1
ياسر بوصالح
[ الدمام ]: 10 / 8 / 2023م - 10:15 م
مقال جميل ، ونهج رائع استاذ عبدالله
في استذكار شخصيات المجتمع
ونكون باب للترحم عليهم
اشد على يديك بالمواصلة ففي ذلك سعادة الدارين