آخر تحديث: 27 / 4 / 2024م - 6:23 م

اليوم العالمي للتطوع

أحمد منصور الخرمدي *

العمل التطوعي وكما عرف بالتطوع، هو تقديم المساعدة والعون والجهد مِن أجل العمل على تحقيق الخير في المجتمعِ عمومًا ولأفراده خصوصًا، وقد أطلق عليه مسمى عمل تطوعي؛ لأن الإنسان يقوم به طواعية دون إجبار من الآخرين على فعله، فهو إرادة داخلية، وغلبة لسلطة الخير على جانب الشر، ودليل على ازدهارِ المجتمع، فكلما زاد عدد العناصر الإيجابية والبناءة في مجتمع،

تتواصل الأعمال التطوعية في شتى المجالات، محققة من ورائها الأهداف التي قامت من أجلها، وحيث يتسم النشاط التطوعي بكل قوة وحماس في كل أرجاء الوطن، بما يعود علينا بالنفع والخير.

ومما لا يخفى على الجميع، أن العمل التطوعي من الأعمال الظاهرة في واقع الشعوب ومقياساً لرقيها وازدهارها، ومن الدلائل الأكيدة والواضحة على أن المجتمعات المنفتحة وبمشاركة أفرادها، تستطيع أن تبني طاقتها الذاتية بنفسها، القادرة على النهوض وصنع الإنجازات العظيمة والراقية فوق الأرض، إضافة على دفع المخاطر وتجاوز الصعوبات والعقبات التي تتعرض لها شعوبها وما قد تحتاجه الشعوب الأخرى من المساعدة والمؤازرة في الكوارث والمحن.

فالمجتمع المتراحم والمتعاون هو المجتمع الأقدر على أن يواجه التحديات، ويكسر حالات الجمود لهدف تحسين حياة أفراده وتعزيز علاقاتهم ببعضهم البعض وترسيخ المبادئ والقيم، ويلبي كل احتياجاتهم فالمجتمع يبنى بواسطة الإنسان، ومن أجل الإنسان وأن من أكثر ما قد يعكر صفو المجتمع هو توجيه له الانتقادات طوال الوقت بدلاً أن توجه له التحفيز والنصيحة في صورة مبسطة وبكلمات لطيفة بعيدة عن الانتقاد اللاذع وغير البناء فأنا وأنت قد لا ندري كم كلفه ذلك العمل من جهد ومال وتعب وتفكير.

من هنا نرى من المهم، أن يطرق القائمون والمشاركون سبلاً جديدة لهذا النشاط ”العمل التطوعي“ بأنواعه وتعدده ولمبادرات خلاقة، بحيث يكون النظر والتطلع والتغيير لما هو أحسن ومتلائماً مع كل المستجدات التي تعيشها بلادنا الغالية، أرض الخير والعطاء، وإن تسليط الضوء بمشاركة رجال الأدب والثقافة من شأنه أن يجدد النشاط، ويرسخ المزيد من التفاعل الفكري والتطوير التراثي الهادف، هنا الشاعر والمؤرخ، وهنا الباحث والمعلم، والدكتور والراوي، الفنان والكاتب، وكما يوجد الناقد والإعلامي وغيرهم من رجال الفكر والإبداع، وإن الحرص في توجيه الدعوة لهم بإلقاء المحاضرات وتقديم البحوث كلاً حسب تخصصه، في المناسبات التي تقام على مدار السنة، فهو لأمر مهم، وهو واجب وطني وإنساني، لا يختلف عليه اثنان.

فالمتطوع بعمله التطوعي، فهو يزرع بذور الخير والنماء، ويسهم في الارتقاء بجوانب الحياة الاجتماعية، وإن التكريم يهدف إلى تعزيز هذا النشاط، إضافة إلى زيادة الوعي بأهمية العمل التطوعي والحث على بذل المزيد، حيث أننا في وطن الخير والعطاء السخي، يرسخ ثقافة العمل التطوعي والخيري، ويعمل على بناء الثقة وتقوية روح العطاء والإبداع والتكافل الاجتماعي، والتشجيع على العمل التطوعي بكل جوانبه الخيرة الرسمي منها والأهلي.