آخر تحديث: 28 / 4 / 2024م - 10:41 م

جيل من الطراز القديم

سوزان آل حمود *

من أنا اليوم؟ متى ولدت؟

وما هي نسختي واحتمالي الأفضل؟ هل جيل الطراز القديم أم الحديث الذي سيجعلني أكثر حظاً واستقبالاً للخير والوفرة والحب والتوسع؟!

لا يُولَد الإنسان إلى الحياة مَرّة واحدة فحَسب، بل يشهد ولادات عديدة لنفسه في مسيرة حياته؛ حين يُعانِق حُلمًا عاشَ على قَيْد انتظاره، حين يسلك دروبًا جديدة، حين تنكشف غمامة حجبت الضوء عن روحه، ومع كل تجربة عميقة ثَمّة ولادة جديدة، وعُمر يُضَاف إلى عُمر الإنسان..

المقصود بـ ”جيل من الطراز القديم“ هو مصطلح يستخدم لوصف الأفراد الذين ولدوا ونشأوا في فترة زمنية سابقة وعاشوا تحت ظروف وثقافة مختلفة عن تلك التي يعيشها الأجيال الحديثة. يمكن أن يشير هذا المصطلح إلى جيل الآباء والجدود أو أي جيل سابق لجيل الحالي.

يتمسك الأفراد من الأجيال القديمة بالعديد من الأشياء التي يرونها مهمة وقيمة، وتمثل لهم تجربة حياة ثمينة. قد يتمسكون بالقيم والتقاليد العائلية، والمفاهيم الثقافية، والموسيقى والفنون، وأساليب الحياة التي كانت شائعة في زمانهم. يرجع ذلك إلى أنهم يرون أن هذه الأشياء تحمل الجودة والأصالة والعمق التي قد تفتقر إليها التجارب الحديثة.

التمسك بالقديم يمكن أن يكون سلبيًا أو إيجابيًا حسب السياق والتطبيق. من الناحية الإيجابية، قد يساعد التمسك بالقديم في الحفاظ على الهوية والروابط العائلية وتعزيز الاستقرار الاجتماعي والثقافي. كما يمكن أن يكون مصدر إلهام وتعلم من تجارب الأجيال السابقة وتطبيقها في الحاضر.

من ناحية أخرى، قد يكون التمسك الزائد بالقديم عائقًا للتغيير والتطور. فقد تحدث تغيرات لحظية سريعة في العالم وظهور تكنولوجيا جديدة وقيم مختلفة، وقد يجد الأفراد القدامى صعوبة في التكيف مع هذه التغييرات، ويتمسكون بأساليب الحياة القديمة التي قد لا تكون مناسبة للوقت الحاضر، عليك أن تكون صادقاً مع نفسك في التكيف بكل لحظة تمر عليك.

ففي لحظة الوعي تولد أمامك كل الاحتمالات..

وفي لحظة الصدق تولد الوسيلة..

وفي لحظة الاتصال يولد الإلهام..

وفي لحظة التركيز يولد التجلي.

وفي لحظة الحب تولد أعجب المعجزات..

الحضور في اللحظة هو المفتاح

بشكل عام، التمسك بالقديم ليس سلبيًا أو إيجابيًا بشكل قاطع، بل يعتمد على السياق والتوازن. يمكن أن يكون الاحتفاظ ببعض القيم والتقاليد القديمة ثروة ثقافية وتاريخية، وفي الوقت نفسه يجب أن يكون الأفراد في حالة وعي ومستعدين للتكيف مع التغييرات واستيعاب الجديد والمبتكر.