آخر تحديث: 28 / 4 / 2024م - 10:41 م

لن أتوقف عن طلب العلم فهو طريق النور

مفيدة أحمد اللويف *

لقد حثنا النبي الأعظم وآل بيته على طَلَبُ العِلمِ، وهناك روايات كثيرة من أهل البيت تحثنا على طلب العلم والحكمة وأيضا هناك روايات تبين لنا أهمية طلب العلم وأنه أوجَبُ مِن طَلَبِ المالِ فعن رسول اللّه ﷺ قال: ”خُيِّرَ سُلَيمانُ بَينَ المُلكِ وَالمالِ وَالعِلمِ فَاختارَ العِلمَ، فَاُعطِيَ العِلمَ وَالمالَ وَالمُلكَ بِاختِيارِهِ العِلمَ“، وقال الإمام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب - -: أيّها النّاس اعلموا أنّ كمال الدين طلب العلم والعمل به، ألا وإن طلب العلم أوجب عليكم من طلب المال، إن المال مقسوم مضمون لكم، قد قسمه عادل بينكم، وضمنه وسيفي لكم، والعلم مخزون عند أهله، وقد أُمرتم بطلبه من أهله فاطلبوه ”، وقارن أمير المؤمنين بين العلم والمال قائلاً لصاحبه:“ يا كميل العلم خير من المال: العلم يحرسك، وأنت تحرس المال والعلم حاكم، والمال محكوم عليه والمال تنقصه النَّفقة، والعلم يزكو على الإنفاق".

إن طلب العلم على نوعين، فالأوَّل: يكون لأجل العمل وفي وصيَّة الخضر لكليم الله موسى : ”يا موسى تعلّم ما تعلم لتعمل به، ولا تعلَّمه لتحدِّث به فيكون عليك بَوْرُه، ويكون على غيرك نُوْرُه“ أما الثَّاني فيكون بنية الإخلاص لله تعالى فعنه ﷺ: ”ما ازداد عبدٌ علماً فازداد في الدُّنيا رغبة إلّا ازداد من الله بعداً“، فنية طالب العلم إذا مهمة بأن تكون خالصة وقربة لله تعالى وليس للأغراض الدنيوية أو للتباهي والتفاخر به فالعلم نور لصاحبه إذا تحقق الغرض منه.

العلم عين النور كما عبّرت عن ذلك الآيات الشريفة ”وَمَنْ لَمْ يَجْعَلِ اللَّهُ لَهُ نُورًا فَمَا لَهُ مِنْ نُورٍ“، وإننا نرى ذلك النور في رؤيتنا المجازية فهو في الحقيقة مجازا فنرى العالم نيرا كما نرى نور الشمس فبنورالعلم تضاء القلوب المظلمة، وتحيي أموات الجهل فمجازا ”النّاسُ نِيامٌ فَإِذا ماتُوا انْتَبَهُوا“، ومع الأسف المسكين من حرم من طلب العلم حيث يكون محجوبا عن النور الحقيقي، والذي يسعى إليه طالب العلم ليرفع عنه ظلمات الليل بالتخلص من الجهل وزيادة الوعي بالعلم والمعرفة وكما ورد كذلك في الحديث المعروف: ”الْعِلْمُ نورٌ يَقْذِفُهُ اللهُ في قَلْبِ مَنْ يَشاءُ“.

وعن رسول الله ﷺ قال: ”من غدا في طلب العلم أظلَّت عليه الملائكة وبورِك له في معيشته ولم ينقص من رزقه“، وقال امير المؤمنين : ”لا علم كالتفكر ولا شرف كالعلم“ أيضا عنه ع قال: ”طالب العلم تستغفر له كلُّ الملائكة ويدعو له من في السَّماء والأرض“ فما هو أعظم من استغفار كل ما في السماء والأرض للإنسان السالك لطريق العل، فحقيقة طلب العلم هو أسمى هدف ممكن أن يسعى إليه الإنسان، وطلب العلم لا يرتبط بعمر محدد ولا لأشخاص معينة فالكل يمكنه أن يسعى جاهدا حتى يسلك هذا الطريق فهو طريق النور.