آخر تحديث: 28 / 4 / 2024م - 10:41 م

غربة الأماكن

سوزان آل حمود *

عند الحديث عن غربة الأماكن، فإن الأسرة واللحمة العائلية تلعبان دورًا حاسمًا في تشكيل هذا الشعور. قد تتعرض الأسرة لتحديات عدة تؤدي إلى هذه الغربة، مثل مرض أحد الوالدين أو كلاهما، أو حتى وفاة أحدهما أو كلاهما. لذا، يصبح من الضروري فهم تأثير هذه الأحداث على نفسية أفراد الأسرة وما ينبغي عليهم فعله في مثل هذه الحالات.

إن مرض أحد الوالدين أو كلاهما يمثل تحديًا كبيرًا، يمكن أن يكون الشخص المصاب بالمرض في حاجة إلى الرعاية والدعم المستمر، مما يؤثر على حياة باقي أفراد الأسرة. يمكن أن يشعروا بالحزن والضيق والقلق بسبب الحالة الصحية للوالدين، وقد يجدون صعوبة في التكيف مع الظروف المتغيرة والمتطلبات الجديدة.

بالمثل، يمكن أن يكون وفاة أحد الوالدين أو كلاهما حدثًا مؤلمًا يؤدي إلى غربة الأماكن في الأسرة. قد يشعر أفراد الأسرة الناجين بالحزن العميق والصدمة، وقد يعانون من الاضطرابات العاطفية والنفسية. يمكن أن يترافق هذا الشعور بالغربة بالشعور بالوحدة وفقدان الاتصال بالمجتمع والأصدقاء، مما يؤدي إلى تفاقم الألم العاطفي.

عندما نشعر بالغربة في أماكن العائلة، يصبح من الضروري اتخاذ بعض الخطوات للتعامل مع هذا الشعور. قد يكون من المفيد إجراء محادثات صادقة ومفتوحة مع أفراد الأسرة المتأثرين، حيث يمكنهم تبادل الأحاسيس والمشاعر والتعاون فيما بينهم. يمكن أيضًا اللجوء إلى الدعم النفسي من خلال البحث عن مساعدة من الأصدقاء المقربين أو المستشارين الأسريين المؤهلين.

بالإضافة إلى ذلك، يجب أن يحرص أفراد الأسرة على تخطي الألم ومواصلة الحياة. يمكن أن يشمل ذلك التركيز على الذكريات الإيجابية مع الوالدين المفقودين، وممارسة الاحتفال بتركيزه على العائلة والمحافظة على التواصل والترابط بين أفراد الأسرة المتبقين. قد يكون من المفيد أيضًا إيجاد طرق للمساهمة في المجتمع أو المشاركة في أنشطة تعزز الانتماء والاندماج في الأماكن الجديدة.

يمكن لهذه الغربة في الأسرة أن تكون تجربة صعبة ومؤلمة. ومع ذلك، يمكن للأسرة التكيف والتغلب على هذا الشعور من خلال الدعم المتبادل والتواصل الصادق والمساعدة المهنية إن لزم الأمر. من خلال بناء روابط قوية والعمل المشترك، يمكن للأسرة تجاوز تحديات الغربة والحفاظ على الوحدة والقوة في ظل الظروف الصعبة.

وفي النهاية، يجب أن ندرك أن التعامل مع غربة الأماكن في الأسرة يتطلب الوقت والعمل الجماعي. يجب أن يكون هناك تفهم ودعم متبادل بين أفراد الأسرة، وأن يتم تشجيع الحوار والتواصل الصادق. قد يكون من الضروري أيضًا البحث عن المساعدة المهنية إذا استدعت الحاجة، مثل زيارة أخصائي نفسي أو أخصائي اجتماعي.