آخر تحديث: 29 / 4 / 2024م - 8:50 م

إيه يا رحمة الكريم أغيثي

سلمان محمد العيد

إيه يا رحمة الكريم أغيثي *

لمعاني الهوى وحبّ الملاح
هل يثوب الشعور والقلب صاحي؟

هل ليالي الصبا تعود إلينا
ويعود الهنا بوصل مباحِ

هل إلى عشقنا تتوق قلوب
وتغنّي كالبلبل الصدّاح

هل إلى الغانيات يصبو فؤادي
وصل ”نجوى“ هل أرتجي أو ”صباح“؟

هل إلى لعبة الغرام مرامي
وإليه يتوق كل ارتياحي؟

صاح هذا خيالنا يملأ الرح
ب، فشط السلام في الأرواح

إيه يا رحمة الكريم أغيثي
حال من صار لعنة الأتراح

أرجعي بعض صحتي وهنائي
واجبري الكسر ضمّدي لي جراحي

ارتجيك الخلاص من سجن حزني
ربّما قد أعيد بعض مراحي

فالظلام الظلام قد حلّ صبحا
ملأ الرحب بالرّهاب الماحي

مذ متى تأتي الكوالح فجرا
تتلاقى وطلعة الأشباح؟!

يعتريني الهوان يقتل روحي
بسهام من الأسى ورماحِ

لم أعد قادرا لحمل همومي
جزعت قوّتي بثقل سلاحي

ليتني أستطيع فك قيودي
كم أنا شائق لطلق سراحي

ربقة الحزن أرهقت كل عزمي
كبّلتني وضاق منها براحي

هدأتي غادرت سكون فؤادي
فأتت طعنة فهدّت جناحي

قد غزاني موج الأسى حين حلّت
حسرات قد أظلمت لي صباحي

وشجوني قد خالطت فيض دمعي
كلّما زاد، زاد منه نواحي

وأسى بي لا يرتجي غير همّي
ليس لي مبتغى إلى الأفراح

وعراني مع أساي خنوعي
وارتهاني لأزمني ونياحي

جمرة الحزن تختفي ثم تأتي
تطعن القلب مثل طعن الرماح

حاطني من كل صوب أنينٌ
حل موج الردي بكل النواحي

ثم تاهت كل الرؤى وتولّت
كل أحلامنا بركب الرواح

بعدك اليوم يا ”علي“ تعالى
سود حزني على بياض وشاحي

وأراني على هداي سليما
وأنا والعظيم لست بصاحِ

بعدك اليوم يا ”عليّ“ تجلّت
كل أوجاعنا برفع الصياح

يا غديرا قد غادر الحقل طرّا
عزّ عن أهله معين القراحِ

ياجميلا بكل معنى ومبنى
وخليقا بكل فعل مباحِ

أي رفيق الكتاب تأسى عليه
صفحات تشتاقه في الصباحِ

وصلاة الغداة ترنو إليه
باشتياق ومنيةٍ وارتياحِ

كم ربوع قد صادفته ربيعا
تقتفيه ببهجة وانشراحِ

كم أنا عاجز لأسرد قولا
عن صفات تشع كالمصباحِ

كيف لي أعيش بعدك يوما
وأراك النسيم بين الرياحِ

وإذا ما شئت التجلّد حلّت
بين جنبيّ قطعة من كلاحِ

ليس لي غير رحمة الله أرجو
تحتوينا بحظوة وفلاحِ

آه يا رحمة الكريم اغيثي
ضيق صدري وضيعتي واصطياحي

قد فقدت الحبيب من كان منّي
كل نور، وكل ورد الأقاحي

* رثاء فضيلة الشيخ علي بن محمد حسن الصفار آل فردان