آخر تحديث: 30 / 4 / 2024م - 11:24 ص

النباهة يا أعضاء بلدي القطيف

يبدأ المجلس البلدي بالقطيف دورته الثالثة في الأيام القادمة، ويحمل المجتمع القطيفي رسالة ناضجة يوجهها للأعضاء الجدد، على أمل أن يكرسوا جهودهم في تأديتها، ويراعون احتياجات القطيف الأهم قبل المهم منها.

يا أعضاء بلدي القطيف، يُنبهكم المجتمع القطيفي..

تنبهوا يرحمكم الله، بأن الحاكم وضعكم لمصلحة المحكوم ونصرته، لا لمداهنة الحاكم، ذلك أن البعض يعيش حلم ووهم ثقة الدولة فينعكس ذلك سلباً على أداءه، حيث تنطلي على نفسه روح المداهنة والمجاملة، وإرضاء المسؤولين، في الجهات الرسمية، وكثيرون هم من يهيمون في هذا الخبال الوضيع، وتضيع الأهداف معه.

تنبهوا يرحمكم الله، بأن ما قدمتموه في برامجكم الانتخابية هي مطالب مهمة للغاية، ولكن غُيِب الأهم منها، فلا تكونوا كمن طالب بالبناء والتعمير في الأراضي الزراعية واكتساحها، أو كمن بدد الميزانية لتعمير جسور لمخططات خاصة وتناسى مخططات عامة ينتظرها أكثر من 6 آلاف قطيفي، لذا عليكم أن تواجهوا هذا التطاول وإصلاحه بتحدي وإصرار وبإلحاح واضح في توفير الأراضي السكنية والتنموية، فمن مراد القطيف الأهم اليوم هو الحفاظ على ما تبقى من البيئة الزراعية والبحرية، فهي واحة زراعية ساحلية سيكون الأجدى أن تُصنع فيها السياحة بمضمونها الطبيعي العفوي، دون الإضرار بمقدراتها، والمطالبة بترميم آثارها بعد عهدٍ مديد من الوعود الوهمية، وتوفير أرض لإقرار متحف وطني فيها يلم شتات المتروكات الأثرية، وتأمين حق الجيل القادم من التعليم في المحافظة بتوفير أراض لإنشاء المدارس ومساحات تكفي لإنشاء جامعة منتظرة منذ سنين، ذلك بالنظر بعين الجد والحزم والعزيمة لهذه الأمور والبقية تأتي.

لا يغب عنكم يرحمكم الله الفساد المالي والإداري وما يتبعها من رشاوي في البلديات، وكذلك تعثر المشاريع، وتضييع أموال الميزانية على غير المهم وترك الأهم، وإضعاف جودة بنية المشاريع، وتمييع المطالب والشكاوى، واللعب على أكثر من حبل في القضايا التنموية، ولتكن ذممكم وضمائركم أمام بعضكم، وأمام المجتمع مرآة للحق والعدل والإصلاح، فثقل الاعتماد والمسؤولية قد صب عليكم لتمثلوا بها أمام المسؤولين بالحرص والمصداقية والإصرار، دون تدليس وتلاعب على المواطنين وخذلانهم.

تنبهوا يرحكم الله، أن بيئة العمل في المجال البلدي تتطلب أسود ينتزعون حق المواطنين من أيدي المسؤولين، فمن يجد في نفسه نسراً يتغذى على بقايا الجثث فليخجل من نفسه ويتنحى. أما حينما تتطاول العثرات على حقوق المواطنين وتؤخر مصالحهم، ويكون هنالك إصرار على المطلب إن تعثر بصخرة ما، فإن لم يكن هنالك حل لنيل المطلب، فالاستقالة احتجاجاً، لهي خطوة شرف أمام الله والمجتمع.

وأن تنتبهوا يرحمكم الله إلى أن المطالبة بأي حق من الحقوق سيكون وضيعاً إذا لم يكن مستنداً على الحقائق والأرقام والدراسات، وهنالك العديد منها، والتي قام على تحضيرها أكاديميون من أبناء القطيف، ولم تنتفع المجالس السابقة بها، ومع الصلاحيات الجديد في هذه الدورة سيكون الأجدر أن يحرص الأعضاء على العناية بها.

كاتبة صحفية - إعلامية وناشطة في مجموعة قطيف الغد