آخر تحديث: 27 / 4 / 2024م - 6:23 م

الشيخ البن سعد يدعو إلى تربية الأبناء على احترام خصوصيات الآخرين

جهات الإخبارية جمال الناصر - الأحساء

دعا  الشيخ عبد الجليل البن سعد إلى تربية الأبناء على احترام خصوصيات الآخرين، في المحاضرة التي ألقاها بمسجد الإمام الحسين ضمن السلسة التربوية ”مشاكل النشئ وإصلاحها بين الأساليب الوراثية والمؤثرات العصرية“.

وبين الشيخ البن سعد كيفية غرس مبدأ احترام خصوصيات الآخرين في نفوس الأبناء والبنات كفرد ومجتمع، مبينًا أن هذا المبدأ يعنى بجعلهم متصالحين مع غيرهم، سواء كان الغير من إخوانهم المتعايشين معهم عن قرب أو ملاصقة أم كانوا من أبناء مجتمعهم وأبناء جلدتهم.

وأكد أن احترام خصوصيات الفرد والمجتمع، هي من الأولويات في جدول التربية، وقال: ”إن الإبن أو البنت، كلاهما يحتاج إلى أن يتربى على الإحساس بالآخرين وما يفرضه من تقدير الآخرين من خلال احترام أنظمتهم وحقوقهم العامة والخاصة“.

ونوه إلى أن أنجح الطرق لتنفيذ هذا المخطط التربوي الكبير، الذي يرفع مستوى الوعي والإحساس والتقدير تكمن أولاً في ميزانية النفس، مستشهدًا بقول أمير المؤمنين الذي قال لإبنه: ”يابني اجعل نفسك ميزانًا في ماب ينك وبين غيرك، فأحب له ما تحب لنفسك، وأكره لهما ما تكره، ولا تظلم، كما لا تحب أن تظلم، وأحسن كما تحب أن يحسن إليك“.

وبين أن هذه الكلمة الأبوية تُعد من أتقن قواعد التربية المجتمعية والإنسانية لما لها من تربية فكرية ونفسية آن واحد، مضيفاً ”إنها تكون تربية فكرية من خلال، إعطاء الابن ميزانًا لا يخطئ معه فكره، حيث أن الميزان واحد ليكون مسارًا كفكر لاتتخطاه، وعليه تقاس التصرفات وحينها لن يكون تحايل على ما يحبه لنفسه، تباعًا لما يحبه الآخرون لأنفسهم“.

وقال: إن الميزان النفسي، يعنى أنه بقدر ما تخدم الآخرين تُخدم، وبقدر ما تُعطي الآخرين تلقى منهم العطاء، مبيناً أن استعداد الطفل لفهم ذلك ليصبح قادرًا على تفهم هذا الميزان وحيثية احترام خصوصيات الآخرين، يبدأ - بحسب البعض - بعد إتمام الرابعة من سنيه بحيث يستطيع تفهم معنى الملكية لنفسه ولغيره، منوهاً أنه لن يحسن التقدير العملي برغم من إدراكه إلا بعد التوجية المباشر والمتكرر.

وأشار إلى أن الطفل عندما يتقدم أكثر في العمر يكون قادرًا على إلاحساس باختلاف ظروف غيره في الخصوصيات ونظام الوقت والظروف، مشددا على أولياء الأمور أن يُعودوا الطفل على الإحساس والتفاعل الإيجابي من حيث التقدير والاحترام، مع أفراد أسرته وتدريبه على النظام البيتي، كمراعاة الشخص النائم في البيت والمريض بعدم إزعاجه، بأن يرفع صوت التلفاز أو الأيباد مثلاً أو الإنارة في غير موضعها أو غلق الباب بشدة.

وطالب الأسر بهذه التربية السليمة، موضحًا بأنها قد تبدو - عطفًا على الأمثلة الآنفة الذكر - بسيطة، مؤكدًا أنها ليست بسيطة طالما ستنتج في المستقبل أبناء البارين بأسرهم ومجتعهم.

وانتقد بعض الآباء أو الأمهات الذين يوبخون أبنائهم في الأماكن العامة كصالات الأفراح إذا بدأو بالحركة المفرطة على مرأى الناس، استعراضاً للناس بكيفية توبيخهم لأبنائهم.

واستنكر استخدام العبارة التي يكثر الناس استخدامها في التوبيخ وهي ”أنت وين فاكر نفسك في البيت؟“، مبينًا أن هذا الأسلوب خاطئ، لأنه يجعل من عقيدة الطفل أن البيت ساحة الفوضى وساحة للحرية الجنونية، وبالتالي لا يحس بقيمة النظام في البيت ولايجعل له حدود.

وأكد على أهمية تنمية ضمير الأحساس والتقدير العام لدى الأبن، لأنه سيغدوا شابًا ويصبح أبًا وعضواً فاعلاً في المجتمع، منوهًا إلى أنه حين يفتقد الضمير الحي فإنه سيعيش ضميرًا ميتًا في الكبر وسيعاني الآخرون من موت ضميره وبلادة احساسه، فلا يستطيع بعدها أن يفهم أبسط إشارات التنبية على حقوق الآخرين، ويصير كالأعمى لا يرى الحواجز بين حدوده وحدود الآخرين، ليحرق الأجواء بالهم والعبث بحرمتهم وتضعف لديه روح التقدير.

وذكر أن المفارقة التربوية الكبرى هي الاحتيال على الخصوصيات، مبينًا أن البعض يربي أبناءه أو غير أبناءه على ضرورة الاحتيال ضمن شعارات خادعة، كأنه إذا لم يحتال يكون ضعيفًا، وحين يمارسه يكون ذكيًا متميزًا، تحت شعار ”إن لم تكن ذئبًا، أكلتك الذئاب“، وقال: ”هذه التلبيسات للأسف الشديد تجعل حقوق الآخرين مهدورة بيدي البعض“.

التعقيبات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
التعليقات 1
1
...
[ ... ]: 2 / 2 / 2017م - 8:58 ص
للأسف أغلب المجرمين من أهل بلدنا والهايتين في الشوارع لو تسألهم عن أهل البيت ما يدري بشيء لا اليوم وفاة ولا اليوم مولد حتى الناصفة تسألة يقول لك ناصفة وخلاص ويروح يفحط ويطاعس بالطرام بدل ما يتسمع في حسينية ويحيي أمر أهل البيت ويتعلم منهم ...