آخر تحديث: 5 / 5 / 2024م - 6:10 م

الجنادرية.. شرفة تطل على الفرح

فاضل العماني * صحيفة الرياض

‏يزخر وطننا الرائع بالكثير من المهرجانات والملتقيات والفعاليات الوطنية المتنوعة، التي تعكس - أو هكذا يجب أن تكون - الصورة الحقيقية لوطن يعشق الطموح والتطور والازدهار. مهرجانات وملتقيات وندوات وفعاليات، ثقافية واجتماعية واقتصادية ورياضية، تنتشر بغزارة على امتداد وطننا العزيز، ولا يكاد يمر يوم إلا وثمة مهرجان يتناول قضية مهمة أو ملتقى يُلامس حدثاً مؤثراً. وهنا، لا بد من سؤال كبير بحجم وعدد كل تلك المهرجانات والملتقيات والندوات: ماذا قدمت للوطن؟

ويعيش وطننا الكبير هذه الأيام تجربة موسمية رائدة ومميزة امتدت لأكثر من ثلاثة عقود. تجربة حضارية وإنسانية فريدة، تستحق الإشادة والإعجاب والفخر، لأنها تُعد من أهم مصادر الفرح والإلهام في مسيرة الوطن، متمثلة في المهرجان الوطني للتراث والثقافة ”الجنادرية“ في نسخته ال 31.

الجنادرية، تظاهرة ثقافية سعودية ملهمة، تؤكد عمق وتجذّر وأصالة هذه الأرض الرائعة، وتُبرز مستوى النهضة والتنمية والتطور الذي تشهده في كل المجالات والمستويات. الجنادرية، حالة وطنية فريدة، تُجسّد الأصالة على أرض الواقع، وتُناغِم الكنوز التراثية بالإنجازات الحديثة التي يتمتع بها الوطن، كل ذلك وفق قناعة راسخة بضرورة تلازم الإبداع الأدبي والفكري والثقافي والفني مع الإرث الإنساني والمخزون التراثي.

وقد استطاع هذا المهرجان الثقافي الأهم على الصعيدين، الوطني والعربي، أن يُسهم في استثارة الوعي وإشاعة الفكر والاحتفاء بالتراث، كما يطرح باعتباره ”منصة ثقافية رائدة“ العديد من الأفكار والرؤى والقضايا والتجارب المحلية والأقليمية والدولية، بشكل يتناسب مع طبيعة وظروف وتحديات المرحلة الراهنة من عمر العالم.

وتغص روزنامة/ أجندة هذا المهرجان الوطني الرائع بالكثير من المحاضرات والندوات والفعاليات، ولكن ”الحدث الإنساني“ الأبرز يتمثل في لمسة الوفاء والتقدير والتكريم لجيل الرواد، وهي التفاتة ذكية وملهمة تُحسب لهذا المهرجان، وهو بذلك قد انتهج مبادرة/ صناعة رائعة لتكريم الشخصيات الوطنية الرائدة في مجالات المعرفة والإبداع.

الجنادرية، نافذة حضارية واسعة يطل بها هذا الوطن الرائع على كل العالم، وشرفة باذخة من الفرح تُدهش كل من يُشاهدها، وهي رسالة سعودية واضحة تحمل كل معاني الحب والفرح والبهجة، وتعرض كل معالم التطور والتقدم والازدهار، وتُبشر بكل ملامح الانفتاح والتسامح والحوار.

الجنادرية، المكان والإنسان، الأمس واليوم، الحاضر والمستقبل، الأصالة والحداثة، التراث والواقع، الجذور والأحلام.

الجنادرية، لوحة بانورامية سعودية مدهشة، تستحق أن تُثبت بأناقة على صدر الوطن، كل الوطن.